من خلال هذا الفيلم يمنح عبد السلام الكلاعي للمشاهد فرصة اكتشاف قصة إنسانية مؤثرة وعميقة من خلال مشاهد رائعة وسيناريو محبوك بدقة…
بيت الفن
احتضنت قاعة السينما “النهضة “بالرباط، عرض ومناقشة للفيلم الروائي الطويل “أسماك حمراء”، للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي.
ومكن هذا اللقاء، المنظم من طرف جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، في إطار الموسم 12 من خميس السينما وحقوق الإنسان وتخليدا لليوم العالمي لحقوق المرأة، بحضور المخرج والطاقم الفني للفيلم، من فتح النقاش حول مكانة السينما في التوعية ومكافحة المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها المرأة على وجه الخصوص.
ومن خلال هذا الفيلم الروائي الطويل، يمنح عبد السلام الكلاعي للمشاهد فرصة اكتشاف قصة إنسانية مؤثرة وعميقة، من خلال مشاهد رائعة وسيناريو محبوك بدقة.
ويتساءل الفيلم حول العديد من الاشكاليات المتعلقة بوضعية المرأة في المجتمع، كما يتميز بتسليطه الضوء على مجموعة من التفاصيل، سواء في اختيار الموسيقى أو الإضاءة، أو تموضع الكاميرا، أو استخدام الاستعارات التي تميز العديد من مقاطع الفيلم.
وقال المخرج عبد السلام الكلاعي، إن هذا اللقاء “يعد فرصة لجمهور الرباط ومحيطها لاكتشاف هذا العمل السينمائي، الذي يحكي قصة ثلاث نساء يتسم مصيرهن بالتهميش والهشاشة”، معربا عن سعادته بالتفاعل مع الجمهور بعد العرض.
ويرصد الفيلم الطويل، الذي صدر سنة 2022، قضايا اجتماعية هامة ذات علاقة بالمرأة، لا سيما الإدماج الاجتماعي والاندماج السوسيو مهني للسجينات السابقات، وكذلك التمييز والعقبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة وأسرهم.
ويحكي الفيلم قصة “حياة”، التي غادرت السجن بعد قضاء عقوبة طويلة، وعادت إلى مسقط رأسها في شمال المغرب، لتجد نفسها أمام أخ يرفض استقبالها خوفا من العار. وكان هاجسها الوحيد هو اللقاء بابنها وشرح الحقيقة له. وتلتقي حياة بأمل، التي تعمل في مصنع للفواكه، وتعتني بشقيقتها هدى التي تعاني من إعاقة شديدة. وتجتمع شجاعة وقوة هؤلاء النساء الثلاث وتدفعهن إلى الأمام في مواجهة الإقصاء والاستغلال والتهميش.
وقد نجح العمل من خلال البعد الواقعي، في تقريب المشاهد من أنواع مختلفة من النضالات التي تخوضها النساء من أجل حياة أكثر حرية وكرامة.
وقد حاز فيلم “أسماك حمراء” على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، منها أفضل سيناريو وأفضل ممثلة لجليلة التلمسي، بالإضافة إلى إشارة خاصة من النقاد في الدورة الثانية والعشرين لمهرجان طنجة الوطني للسينما وجائزة “ANHAR” لأفضل فيلم يتناول قضايا حقوق الإنسان في العالم في الدورة الثالثة عشر من مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان.
كما توج هذا الفيلم بجائزة أحسن ممثلة لجليلة التلمسي في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، والجائزة الكبرى في فئة المسابقة الدولية للأفلام الروائية في الدورة السابعة لمهرجان بروكسل السينمائي الدولي.
ويندرج الموسم 12 من خميس السينما وحقوق الإنسان في إطار المشروع الجديد “الدفاع عن حقوق الإنسان: السينما من أجل إصلاح السياسات العمومية وإصلاح السياسة العمومية للسينما في المغرب”، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي.
وتتم برمجة “خميس السينما وحقوق الإنسان” بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وبدعم من المركز السينمائي المغربي، وسينما النهضة، ومؤسسة هبة، و”RFC Digital”، و”MT prof”، ومجلة .”Sortir Mag”