توفي المخرج الإسباني كارلوس سورا، أحد أشهر الأسماء في السينما الأوروبية والمعروف عالميا بأعماله النقدية لحكم الديكتاتور فرانكو…
بيت الفن
توفي المخرج الإسباني كارلوس سورا، أحد أشهر الأسماء في السينما الإسبانية والأوروبية والمعروف عالميا بأعماله النقدية لحكم الديكتاتور فرانكو منذ ستينات القرن الماضي، اليوم الجمعة 10 فبراير الجاري عن 91 عاما، على ما أعلنت الأكاديمية الإسبانية للسينما.
وكتبت الأكاديمية عبر تويتر أنها “ببالغ الأسى تنعى وفاة كارلوس سورا، أحد أهم السينمائيين في تاريخ السينما الإسبانية، إثر وفاته اليوم في منزله عن 91 عاما ، محاطا بأحبائه”.
وكان مقررا أن يتسلم سورا اليوم السبت جائزة “غويا فخرية” خلال حفلة توزيع هذه المكافآت التي ت وصف بـ”الأوسكار الإسبانية” وتستضيفها هذه السنة مدينة إشبيلية في جنوب البلاد.
وطرح آخر أفلامه بعنوان “لاس بارييس هابلان” (“الجدران تتكلم”) قبل أسبوع، “في دليل على نشاطه بلا كلل وحبه للعمل حتى الرمق الأخير”، وفق الأكاديمية التي أشارت إلى أن تكريما سيقام “لذكرى مبدع لا بديل منه”.
وغرد وزير الثقافة الإسباني ميكيل إيسيتا عبر تويتر كاتبا “كارلوس سورا غادرنا. السينمائي، والمصور، والفنان الشامل، لقد حصل على كل الجوائز التي يمكن تصورها خلال مسيرته وخصوصا على العاطفة والتقدير لجميع الذين استمتعوا بأفلامه”.
وعام 1975، أخرج فيلم “كريا كويرفوس” الذي حاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي ور شح لنيل جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.
وقد اتسمت أعماله في المراحل الأولى من مسيرته بالواقعية الاجتماعية قبل إعطاء الأولوية للأفلام الموسيقية، خصوصا تلك المرتبطة بأجواء الفلامنكو.
وحصل كارلوس سورا، المولود في الرابع من يناير 1932 في هويسكا شمال إسبانيا في عائلة من الفنانين، على أول تقدير عالمي سنة 1966 عبر نيله جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي.
وكان سورا سينمائيا غزير الإنتاج، إذ يزخر رصيده بحوالى خمسين فيلما ، وقد و صف أسلوبه بأنه يجمع بين الشاعرية والمنحى التوثيقي، كما كان يركز في الكثير من أعماله على مصير الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع. فقد رسم في أفلام كثيرة شخصيات من الأوساط البرجوازية تسكنها أشباح الماضي وتتخبط بين الحقيقة والخيال.
لكن منذ وفاة الديكتاتور فرانكو سنة 1975 وعملية الانتقال الديمقراطي التي تلتها، انتقل الرجل المولع بالموسيقى والرقص تدريجيا إلى مجالات مختلفة، إذ استحال رغما عنه سفيرا للثقافة الإسبانية، مع شغف خاص بالتانغو والفادو والفولكلور الأرجنتيني ورقصة خوتا التي تعود جذورها إلى مسقط رأسه في منطقة أرغون الإسبانية، وبالأوبرا، خصوصا بموسيقى الفلامنكو التي كانت لها مكانة خاصة لديه.
وقد تزوج سورا مرات عديدة وله عدة أبناء، وتشارك حياته خصوصا مع جيرالدين تشابلين، ملهمته التي أنجبت منه طفلا .