الفنانة التشكيلية المغربية عرضت لوحة بعنوان الهروب الجميل إلى طفولتي
بيت الفن
شاركت الفنانة التشكيلية المغربية عائشة عرجي، في معرض جماعي نظمته أكاديمية العلوم والآداب والفنون بشراكة مع رواق Huillier في العاصمة الفرنسية باريس.
وبجانب العديد من الأعمال الفنية المتنوعة لأكثر من 46 فنانا من مختلف الجنسيات، كانت الفنانة عائشة عرجي المغربية الوحيدة التي مثلت بلدها أحسن تمثيل من خلال لباسها التقليدي الأصيل ولوحتها الفنية المتميزة التي تحمل عنوان “الهروب الجميل إلى طفولتي”Échappé Belle de mon Enfance . وهي لوحة تسترجع بشكل إبداعي رائع إحدى الواحات الموجودة في الجنوب الشرقي للمغرب المشهورة بجمال ثروتها الجبلية وغاباتها وأسوارها العتيقة.
وقالت الفنانة عرجي في كلمة بالمناسبة “هذا شرف لي أن أمثل بلدي المغرب الذي أحبه كثيرا، ووجودي بين العديد من الفنانين من رسامين ونحاتين ونقاشين ومصورين في فضاء الإبداع شكل فرصة لتبادل الإشعاع الثقافي والمساهمة في الحوارات المتناغمة”.
وكشفت عائشة عرجي أن علاقتها بالفنون التشكيلية انطلقت مع الرسم على الحرير الذي يعد سندا ناعما، بالإضافة إلى الرسم على سندات أخرى من خلال منهجية وتقنية تتطلبان الكثير من التركيز.
ثم اتجهت إلى الصباغة الزيتية، بعدما قامت بأبحاث عميقة ومقاربات دقيقة لصور عدد من روائع التشكيل العالمي.
وتمتلك أسلوبا خاصا في الصباغة الزيتية يتميز بوجود اندماج منسجم بين عدة ألوان حية وبراقة، منجزة بطريقة تجعلك حين تقترب من اللوحة، تلاحظ خليطا من الألوان التي تبدو غير واضحة وبلا شكل محدد، ولكنك حين تبتعد عنها قليلا، تبدو لك المناظر والشخصيات أكثر وضوحا وصفاء.
وأبرزت عرجي أنها ترسم ضمن اتجاه فني يحمل اسم “الرمزية الانطباعية”، إنها انطباعية تدفع المتأمل في اللوحات إلى إعمال خياله بشكل يجعله يتصور هو نفسه المناظر ويعيد بناءها، من أجل استيعاب دلالات العمل المعروض أمامه، وذلك حسب فهمه الذاتي وكيفية تلقيه للمُنتَج الإبداعي. كما أن المشاهد يستحضر أحلامه واستيهاماته من خلال تلك اللوحات.
غير أن هذا الأسلوب وهذه التقنية لم يبعدانها عن مواضيعها المفضلة، الحاضرة بقوة في لوحاتها: مناظر وطبيعة الجنوب المغربي، الاحتفالات الشعبية الأمازيغية، هندسة القصبات وسكانها، القرى المحاذية للجبال ومحيطها البيئي الأخاذ…