شاركت لولو بريجيدا في أفلام عدة بينها بريد، لوف أند دريمز 1953 للمخرج الإيطالي لويدجي كومينتشيني، وأحدب نوتردام 1956 لجان ديلانوي، وتقاسمت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينيات القرن الفائت بينهم إيرول فلين وبورت لانكستر…
بيت الفن
توفيت الممثلة الإيطالية الشهيرة جينا لولوبريجيدا، سمراء الشاشة الفاتنة التي تشاركت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينات القرن الماضي، عن عمر 95 عاما، حسب ما أعلن وزير الثقافة الإيطالي اليوم الاثنين 16 يناير 2023.
وكانت لولو بريجيدا، نجمة من نجمات الإثارة في القرن المنصرم، انطلقت مسيرتها سنة 1952 مع فيلم “فانفان لا توليب” للمخرج الفرنسي كريستيان جاك، قد تعرضت لكسر في عظم الفخذ إثر حادثة سقوط في منزلها في روما في شتنبر المنصرم استدعت إخضاعها لعملية جراحية.
وكتب وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجوليانو عبر تويتر “وداعا إلى أيقونة للشاشة الكبيرة وبطلة لفترة استمرت أكثر من نصف قرن من تاريخ السينما الإيطالية. سحرها باق للأبد. +تشاو+ (وداعا ) لولو”.
جينا لولوبريجيدا، المولودة في الرابع من يوليوز 1927 في قرية سوبياكو الصغيرة في إقليم أبروتسو وسط إيطاليا في كنف عائلة متواضعة قبل الانتقال للعيش في روما، شاركت البطولة مع كبار الممثلين في الخمسينات والستينات، من فرانك سيناترا إلى شون كونري، ومن مارتشيلو ماستروياني إلى همفري بوغارت.
واستمرت في تصوير الأعمال في الولايات المتحدة حتى سنة 1962، ثم عادت إلى بلدها إيطاليا. واقتصرت إطلالاتها اللاحقة على بعض المشاركات الموسمية في السينما والتلفزيون.
وقد عادت لولو بريجيدا لاحقا إلى ممارسة هواياتها الفنية الأولى، التصوير ثم النحت الذي كرست جل وقتها له اعتبارا من ثمانينات القرن الماضي.
اشتهرت الممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، بخفة دمها وجمالها الفاتن، وتعتبر إحدى آخر أيقونات العصر الذهبي لهوليوود، بعدما تشاركت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينات القرن الماضي.
وأسرت لولو بريجيدا قلوب المشاهدين في كل أدوارها، سواء في دور غجرية أو ملكة أو أم عزباء، وأضفت إلى الشاشة الصغيرة سحرا وحيوية كانا ضروريين في فترة ما بعد الحرب.
وقال همفري بوغارت الذي أدى دور البطولة إلى جانب الممثلة الإيطالية في فيلم “بيت ذي ديفل” (1953) إن لولوبريجيدا جعلت “مارلين مونرو تبدو مثل شيرلي تمبل”.
وشاركت لولو بريجيدا في أفلام عدة بينها “بريد، لوف أند دريمز”(1953) للمخرج الإيطالي لويدجي كومينتشيني، و”أحدب نوتردام” (1956) لجان ديلانوي، فيما تشاركت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينات القرن الفائت بينهم إيرول فلين وبورت لانكستر.
ورغم أنها أمضت “وقتا ممتعا” في تصوير “بيت ذي ديفل” مع هامفري بوغارت، فإن الأعمال التي شاركت فيها لم تنطوي كلها على مرح.
وأكدت لمجلة “فارايتي” عام 2018 عقب إضافة اسمها إلى ممشى المشاهير في هوليوود أن فرانك سيناترا، الذي تشاركت معه دور البطولة في فيلم “نيفر سو فيو” لم يكن لديه “حس الفكاهة مطلقا”.
ولدت لويدجيا “جينا” لولوبريجيدا في 4 يوليوز عام 1927 في قرية سوبياكو الجبلية التي تبعد 50 كيلومترا شرق روما.
وبدأت درس فن النحت بعد انتقال عائلتها إلى العاصمة، فيما دخلت مجالي الغناء وعرض الأزياء قبل أن تسترعي انتباه منتجي الأفلام الإيطاليين. وأشارت ذات مر ة إلى أنها دخلت مجال التمثيل صدفة.
وقالت لـ”فرايتي”، “رفضت التمثيل عندما عرضوا علي أول أدواري. أصروا مجددا … ثم قلت لهم إنني أتقاضى مليون ليرة مقابل ذلك ظنا مني أنهم سيتخلون عن الفكرة. لكنهم وافقوا!”.
جمعتها منافسة طويلة اتخذت منحى سيئا مع زميلتها الممثلة الإيطالية صوفيا لورين.
فذات مرة، وجهت لورين إهانة إلى لولو بريجيدا، وردت الأخيرة قائلة إن لورين قد تؤدي دور فلاحة، لكنها لا يمكن أن تتولى مطلقا دور سيدة محترمة، حسب ما نقلت “هوليوود ريبورتر”.
وأدت لولو بريجيدا التي أطلق عليها محبوها لقب “لا لولو”، دور الملكة في “سولومون أند شيبا” (1959)، ودور أم عزباء في “بوناسيرا، ميسز كامبل”، الذي رشحت عنه لنيل جائزة غولدن غلوب.
وبما أنها كانت رمزا جنسيا في المجال السينمائي، طاردها رجل الأعمال الأمريكي هاورد هيوز الذي أدخلها عالم هوليوود، وأمير موناكو رينييه الذي كان حينها متزوجا الأميرة غرايس.
ونقلت صحف بريطانية عدة قولها عام 2000 “كان لدي عدد كبير من العشاق وما زلت في علاقات عاطفية. أنا مدللة جدا”.
تزوجت لولو بريجيدا عندما كانت في مطلع العشرينات الطبيب السلوفيني ميلكو سكوفيتش، وأنجبت منه ابنا قبل أن ينفصلا عام 1971.
وعام 2006، أعلنت في سن التاسعة والسبعين أنها ستتزوج الإسباني خافيير ريغاو رافولس الذي يصغرها بـ34 عاما ، إلا أنهما انفصلا بعد عام.
واتهمته لولوبريجيدا عام 2013 بخداعها لتوقيع وثائق تتيح له الزواج منها بالوكالة.
وقالت لمجلة “فانيتي فير” عام 2015 “عندما عثرت على الشخص المناسب هرب مني. أنا قوية جدا وأحظى بشعبية كبيرة”.
وألغت إحدى محاكم الفاتيكان الزواج عام 2019.
وفازت لولوبريجيدا خلال مسيرتها بسبع جوائز “دافيد دي دوناتيلو” الإيطالية التي تعادل جوائز الأوسكار. وفي بداية السبعينات، انتقلت من التمثيل إلى النحت والتصوير الصحافي. وسجلت سبقا صحافيا مع الرئيس الكوبي فيدال كاسترو من خلال إجراء مقابلة معه والتقاط صور له.
وجالت لولو بريجيدا العالم والتقطت صورا لمشاهير كثر من هنري كيسنجر إلى إنديرا غاندي وماريا كالاس وليزا مينيلي وسلفادور دالي وأودري هيبورن وإيلا فيتزجيرالد.
وحاولت كذلك تحقيق طموحها في المجال السياسي، فترشحت عام 1999 عن مقعد في البرلمان الأوروبي لكنها فشلت في ذلك.
وعادت إلى الأضواء عام 2021 وسط معركة قانونية مع ابنها في شأن ثروتها.
وقضت المحكمة العليا الإيطالية بأنها تحتاج إلى وصي قانوني لمنع الناس من استغلال ثروتها، بسبب “ضعف” في إدراكها للواقع.
وعام 2022 حاولت مجددا دخول عالم السياسة، وفشلت في انتزاع مقعد في البرلمان الإيطالي.
وفي مقابلة مع وكالة “AGI” الإيطالية للأنباء عام 2019، أكدت لولو بريجيدا عدم رغبتها في أن يرتبط اسمها بالمجال السينمائي فقط. وقالت “أريد أن يتذكرني الجميع لمنحوتاتي والصور التي التقطتها”.