التسولي أول من قدم المسرح الفردي عبر مسرحية الإمبراطور سنة 1960 وأخرج مسرحية ابن الرومي في مدن الصفيح لعبد الكريم برشيد في نهاية السبعينيات من القرن الماضي
بيت الفن
تتواصل فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الفداء الوطني للمسرح، التي تنظمها مقاطعة الفداء حتى 14 غشت 2022، بتكريم الفنان المسرحي والسينمائي والتلفزيوني محمد التسولي لما قدمه من أعمال، ما تزال راسخة في ذاكرة الجمهور.
ويعد محمد التسولي، أحد رواد الحركة المسرحية بالمغرب، وهو ابن مجاهد شارك في حرب الريف ضد الاستعمار الإسباني، أصله من قبيلة التسول بتازة، عاش بدرب السلطان بالدار البيضاء، حيث انطلق مساره الفني الطويل منذ سنة 1950، مع رواد المسرح المغربي، قبل أن يؤسس فرقة «الشهاب».
من أعماله المسرحية «الذباب» لجان بول سارتر، و«كاليكولا» لألبير كامو، و«الحلاج يسبح في السراب».
التسولي أول من قدم المسرح الفردي عبر مسرحية «الإمبراطور» سنة 1960، وأخرج مسرحية «ابن الرومي في مدن الصفيح» لعبد الكريم برشيد في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ولعب فيها الفنان الراحل عبد الرحيم إسحاق دور ابن الرومي.
وفي سنة 2017، أصدر كتابه «عتبات ومحطات: كتابات في مسار حياة»، وهو عبارة عن سيرة ذاتية تختزل 60 سنة من الممارسة المسرحية.
وقام بتقسيم الكتاب إلى 10 فصول وكل فصل يضم ما بين ثلاث وعشر محطات عبارة عن وقائع وأحداث عايشها فنيا وسياسيا واجتماعيا، كما يحكي الكتاب عن حياة الطفل محمد التسولي وجزء من فترة الاستعمار، واللافت في الكتاب هو المسار الفني والإبداعي الغني الذي ستحضر مشاهد إبداعية مختلفة على يد مثقفين ومبدعين ساهموا في الفترة الذهبية للمسرح، مؤكدا أن المسرح يظل فنا نبيلا لكنه لا يخلوا من مناورات ودسائس ومكائد.
وتشهد دورة «الراحل حسين الحوري»، التي تحمل شعار «نحو انطلاقة مسرحية جديدة»، تنظيم ندوتين فكريتين حول «راهنية المشهد المسرحي بالمغرب»، و«أهم المسارات المسرحية تاريخيا بمنطقة الفداء»، بمشاركة خبراء وأكاديميين ومسرحيين، فضلا عن ورشات مسرحية يؤطرها متخصصون في المجال، وتوقيع إصدارات وأمسية شعرية.
ويشارك في هذه التظاهرة المسرحية الأولى من نوعها، ست فرق مسرحية وطنية محترفة، تتبارى حول عدة جوائز قيمة، وهي جائزة التشخيص إناث، جائزة أحسن تشخيص ذكور، ثم جائزة أحسن تأليف، وجائزة أحسن إخراج ، وجائزة أحسن سينوغرافيا ، وجائزة أحسن فريق تقني، والجائزة الكبرى للمهرجان.
وستتوج الدورة بتكريم وجوه مسرحية من المنطقة، وهي عبد لله مغازي، محمد فراح، رشيد بوفارسي، فاطمة بن كروم، محمد الصوفي، محمد لخويل، حميد هلالي، وحميد نجاح، ثم سعيد وقاص، وخالد كربا، وجواد العلمي، ورشيد طه وعبد الواحد هلالي، تتخللها فقرات فنية للفنانين عزيز بروكي، ورضوان بوعلام، مع توزيع الجوائز وشهادات تقديرية.