حسن نرايس

حسن نرايس يقدم كتابه الجديد «السخرية في زمن كورونا» بالدارالبيضاء

بعد كتابيه الضحك والآخر.. صورة العربي في الفكاهة الفرنسية وبحال الضحك: السخرية والفكاهة في التعبيرات الفنية المغربية

بيت الفن

قدم الكاتب والناقد السينمائي حسن نرايس صباح اليوم السبت 23 يوليوز 2022، بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، كتابه الجديد “السخرية في زمن كورونا” في لقاء ثقافي نشطه الكاتب والمخرج أيوب العياسي والناقد الفني والجمالي عبد الله الشيخ، بحضور نخبة من الكتاب والفنانين والإعلاميين والمهتمين بقضايا الفن والأدب.

حسن نرايس

في تقديمه الكتاب وصاحبه حسن نرايس، سلط العياسي الضوء على المسار الإبداعي للمحتفى به، مشيرا في تقديم مقتضب إلى أن نرايس يعد واحدا من الكتاب الألمعيين، الذين يكتبون بحس سوسيولوجي، مفيدا أن الكاتب يناضل من داخل الكتابة لا خارجها، ومعددا في السياق ذاته، مجمل أعماله الأدبية خصوصا «الضحك والآخر، صورة العربي في الفكاهة الفرنسية»، «أسماء مغربية»، «محطات باريسية»، «ماذا يقول السينمائيون المغاربة»، «بين الصحافة والسينما»، «بحال الضحك: السخرية والفكاهة في التعبيرات الفنية المغربية»، و«المرأة في السينما المغربية خلف وأمام الكاميرا».

وذكر العياسي الجمهور النوعي المتتبع للحركة الثقافية والفنية في المغرب، بأن حسن نرايس جاور أسماء كبيرة في عالم الفن، منها الراحلان الطيب الصديقي، ونورالدين الصايل، إلى جانب شخصيات فنية لا يتسع المجال لذكرها. وبالحماس نفسه قدم العياسي، أيضا، الدكتور والناقد الجمالي عبد الله الشيخ، الذي قدم مداخلة حول هذا المنجز، موجها، قبل سرد تقديمه الرصين، الشكر إلى الحاج بوشعيب فقار، الذي يقدم الدعم المعنوي للأدباء والمفكرين على اختلاف مشاربهم.

قال عبد الله الشيخ إن حسن نرايس يتميز بكتابة طرسية، في مجمل أعماله يأخذ بتلابيب القارئ، والكتاب الذي بين أيدينا يسرد حكايا السخرية، التي تعد جنسا قائم الذات، في الأدب العربي والغربي معا.

ودعا الشيخ إلى الاهتمام بالتوثيق، ضاربا المثل بما جمعه من وثائق حول الفنانين الراحلين بوجمعة لخضر، وبنحيلة الركراكية.

بينما تحدث الكاتب حسن نرايس عن تجربته الزمانية والمكانية وهو يكتب محتوى مؤلفه «السخرية في زمن كورونا»، مضيفا أن المادة الأولية للكتاب جمعها من الفضاء الأزرق، وما كان يعتمل من داخل هذه الوسائط الإعلامية المفترضة من مواقف هزلية ونكت.

في تدخله وجه نرايس الشكر إلى الحضور المتنوع الذي جمع أهل الإعلام، والشعراء والنقاد الفنيين والممثلين، كما أثنى على الحاج بوشعيب فقار، الذي تابع خطوة بخطوة ميلاد هذا المنجز الإبداعي.

جمهور متعدد المشارب حضر في ذلك الصباح إلى المكتبة الوسائطية وكله أمل في لقاء ممتع، وكان له ما أراد.

حسن نرايس

من أجواء الكتاب

نلتفت بكل جوارحنا إلى تقديم من بنات أفكار الدكتور عبد الله الشيخ، الذي اختار له عنوانا دالا، «السخرية: تلقيح ضد الوباء»، وهو في الواقع عتبة لدخول نص الكتاب. نقتطف منه ما يلي: «هذا الكتاب الذي تشرفت بتقديمه بمثابة رصد توثيقي للزمن الكوروني الموبوء بالمغرب، منذ صدمة تسجيل أول حالة إصابة بالدارالبيضاء في اليوم الثاني من شهر مارس عام 2020، لتتداعى كرونولوجيا الوقائع حاملة معها قرائن الموت والضياع والآهات على آثار خفي الأنين بتعبير الأديب والناقد حسن نرايس».

فبعين سيناريستية ثاقبة، التقط الكاتب كل مشاهد زحف الوباء، الذي استحضر في مخيلته قصيدة «الكوليرا» للشاعرة نازك الملائكة، وكذا رواية «الطاعون» لألبير كامو، كاشفا عن هشاشة الكائن الإنساني، وقلقه الوجودي بين براثن الخوف والخوف من الخوف. فبناء على منطق التوازي البلاغي، يتزامن انتشار السخرية بمفهومها العام مع انتشار الوباء. السخرية كمتنفس جماعي… السخرية كتجاوز للمعنى المأساوي للواقع(فرويد)… السخرية كأقرب الإبداعات إلى الجد والجدية… السخرية كأسلوب مقاومة وعلاج للآخرين( كونديرا)…السخرية كنسيج متين للعلاقات الاجتماعية (أرسطو)… السخرية كطاقة من الوعي الجديد (نوال السعداوي)…السخرية كرؤية نقدية تحررية ثائرة (باختين)، السخرية كنوع من التلقيح ضد الوباء وضد الخوف من المجهول (بتعبير الكاتب)…السخرية كفرح مفرط(سبينوزا)…السخرية كابتهاج يتضاعف بتذكر المشاق والآلام (ديكارت)… السخرية كتعبير عن الفكر لا عن الانفعال (أفلاطون)…السخرية سلاح الأعزل المغلوب على أمره (فولتير)…السخرية كنوع من المعارضة السياسية(غسان كنفاني)».

وأضاف الشيخ في هذا التقديم المائز، أن الكاتب أسس مقاربته النقدية للسخرية في زمن كورونا على كل السياقات المرجعية المذكورة ذات المنظومات المفاهيمية المختلفة، فهو قارئ نهم لأمهات الأدبيات التنظيرية والتاريخية، التي نقف عند خلفياتها المعرفية في مؤلفيه» الضحك والآخر، صورة العربي في الفكاهة الفرنسية»، و»بحال الضحك: السخرية والفكاهة في التعبيرات الفنية المغربية».

في تضاعيف هذا الكتاب الشيق والممتع، تسقط كل الأقنعة بما فيها أقنعة الكمامات، ويشهر سلاح الاحتقار في وجه كورونا الجبان، الذي يظهر ليختفي… فالكتاب، حسب تقديم الشيخ، يتبنى الطرح البرغسوني القاضي بأن عالم الضحك شبيه بعالم التشريح، إذ يكشف الحجاب عن كل الأخلاقيات الفردية والجماعية السائدة، ويقوم بخلخلة كل العلاقات الاجتماعية موحدا الأفراد داخل المجتمع المغلق. تستهدف هذه السخرية النفس الأمارة بالإضحاك حسب تعبير الكاتب، فالضحك من منظوره ذكي لأنه يضحك على ما هو بليد في الكيان الإنساني، فهو يترتب عما نشعر به ونحس به، لا عما ندركه ونفهمه.

في فقرة تقديمه الأخيرة، نستشف الألم الذي تركه الراحلون عنا، ومن صلب هذا الألم ينبعث الأمل، يقول الشيخ: «حقا، عزيزي حسن نرايس، في زمن كورونا» بكينا بكاء طفلين، وسبقنا ظلنا إلى مقبرة الشهداء، كما بحت بذلك، نردد بعد قراءة كتابك القيم» ضحكنا ضحك طفلين معا، وعدونا فسبقنا ظلنا إلى محفل الحياة وبهائها. حقا لم نأخذ زمن كورونا محمل الجد والمأساة، بل أخذناها محمل الضحك والملهاة، جاعلين من السخرية ترياقنا وبلسمنا وتلقيحنا الاختياري الناجع.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

إلزام المخرجة نرجس النجار بأداء تعويضات تتجاوز 450 مليون لمنتج نرويجي

المنتج النرويجي إكيل أوديغار EGIL ODEGARD صاحب شركة “إيفيل دوكهاوس كازابلانكا” قدم شكاية في حق …