هشام رستم

السينما المغاربية تفقد ممثلا كبيرا بوفاة هشام رستم

ممثل تونسي من أصل تركي تألق في السينما والمسرح والتلفزيون

سبق له المشاركة في أعمال مغربية مهمة من بينها “سر المرجان” و”الوتر الخامس”

بيت الفن

فارق الممثل التونسي هشام رستم الحياة اليوم الثلاثاء 28 يونيو 2022 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 75 عاما،

وتفاجأ الوسط الفني المغربي والتونسي بوفاة رستم، خاصة أنه لم يشتك من أي أعراض مرضية، كما أطل أخيرا في عدد من التظاهرات الفنية.

ووجد الفنان الراحل، الذي سبق له المشاركة في أعمال مغربية مهمة من بينها مسلسل “سر المرجان”، والفيلم السينمائي “الوتر الخامس”، متوفيا في بيته بعد أن سقط على وجهه، وحسب الطب الشرعي فالوفاة وقعت يوم الثلاثاء، وتم فتح تحقيق للتأكد من أسباب الوفاة.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الثقافية “يعتبر الراحل من أبرز الفنانين في مجال التمثيل في تونس، له عدة مشاركات محلية ودولية في عدد مهم من الأعمال الدرامية والسينمائية”.

كما نعاه عدد من الفنانين المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم المخرجة سلمى بركاش، والممثلة سامية أقريو التي شاركته بطولة “سر المرجان” للمخرج شوقي العوفير.

وكتبت الممثلة سامية أقريو معلقة على صور تجمعها مع الراحل، نشرتها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “أنستغرام”، “الوداع أيها الرجل العظيم، الوداع صديقي هشام رستم، سنشتاق لك كثيرا”.

ووصفت المخرجة المغربية سلمى بركاش الراحل هشام رستم، الذي اشتغل معها في فيلمها السينمائي “الوتر الخامس”، بالفنان القدير والمشخص البارع الكريم العطاء في بلاطو التصوير لباقي زملائه الممثلين، وأثنت  على بعض خصال الراحل الإنسانية، قائلة “إنه كان رجلا راقي الطباع والخصال”.

وقالت “حين اقترحت على الراحل الاشتغال معي في فيلمي الروائي الطويل الأول “الوتر الخامس”، أبدى قبوله المبدئي وبعد منحه سيناريو العمل واطلاعه الكامل عليه، أخبرني أنه مستعد للعمل معي في هذه التجربة مجانا إن اقتضى الأمر. وهذا يدل على إيمانه الكبير بتجربتي الأولى في عالم إخراج فيلم سينمائي طويل”.

ولد رستم في السادس والعشرين من مايو عام 1947 بمدينة المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وقد بدأ حبه للمسرح منذ الصغر فقد كان جده (من والدته) عبدالعزيز صاحب الطابع مدير المدرسة الصادقية في ذلك الوقت يحب المسرح فكان يأخذ حفيده هشام لمشاهدة العروض المسرحية. واكتشفه الفنان التونسي الكبير علي بن عياد وتتلمذ على يديه.

وعقب إكمال تعليمه المدرسي ونيله الباكالوريا سافر إلى فرنسا وعاش فيها من سنة 1967 إلى سنة 1994 وقد أحرز فيها على شهادة الدكتوراه في الآداب كما نال الدكتوراه في تاريخ المسرح وعمل ضمن المسرح الفرنسي والسينما والتلفزة الفرنسية (قرابة 70 مسرحية و10 أفلام ومسلسلات) قبل أن يقرر العودة إلى تونس.

وعلى مدى خمسة عقود زخرت مسيرته الفنية بالأعمال المتنوعة حيث شارك في نحو 32 فيلما و26 مسلسلا وأكثر من 70 مسرحية. وكانت أعماله تتراوح ما بين التونسية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية.

ويعد رستم واحدا من الممثلين العرب الأكثر تنوعا وله سجل فني حافل في عدد من الأدوار والبطولات التي تقمص فيها أدوارا متنوعة، كما كان عليه الأمر في الفيلم العالمي الأكثر رواجا “المريض الإنجليزي” وكذلك في التلفزيون التونسي عن دوره كمفتش شرطة أو أدواره كرجل أعمال أو كشخص مثقف أو كفنان وغيرها من الشخصيات التي تقمصها باقتدار وإتقان ما جعله الأكثر بروزا من بين ممثلي الصف الأول الذين تزخر بهم تونس.

وقد تنوعت أعماله ما بين السينما والدراما التلفزية، لكن ذلك لم يمنعه من المحافظة على مستوى عال في تأدية أدواره دون السقوط في التجارية التي تفرضها عادة الأعمال التلفزيونية.

وفي حوار معه أكد رستم أنه لا يرى في المسرح أي اختلافات كبيرة، وكذلك في السينما وفي التلفزيون، مشيرا إلى أنه في تونس وكذلك في البلدان العربية يعرضون عليه تقريبا نفس الأدوار، ففي كل مرة دور الأرستقراطي ودور المواطن الوصولي؛ دور المحامي، أو مدير شركة أو الموظف الحكومي.

ويتابع “هذا يختلف تمام الاختلاف في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا. فهناك تختلف الأدوار التي يتم عرضها علي من بلد إلى آخر. وعلى سبيل المثال في فرنسا يُقيم المرء للأصل أهمية كبيرة جدا. وهناك لم يتسن لي قط باعتباري تونسيا أداء دور محام فرنسي، ولكن بدلا عن ذلك وجدت نفسي مرة أخرى في دور الأجنبي، في دور شخص لبناني أو أميركي لاتيني، أو غجري. ومن ناحية أخرى أعمل في إنجلترا وإيطاليا في أداء أدوار أخرى”.

وقد أثر في رستم تكوينه في فرنسا لا من ناحية علمية فحسب بل وأيضا من جانب إنساني، ويقر بنفسه في حوار سابق معه بذلك قائلا “لقد أثرت في فرنسا كثيرا؛ فهناك أتممت دراستي الفنية، وكذلك أيضا خطواتي الأولى باعتباري ممثلا ومخرجا، كما أن أعز أصدقائي هناك، بالإضافة إلى حانتي المفضلة. واليوم أذهب أربع أو خمس مرات في السنة إلى باريس. وهناك أتزود بالطاقة الفكرية، وأستطيع إشباع حاجتي إلى الإبداع والحرية”.

وقد أثر رستم في السينما التونسية وفي المسرح والدراما كذلك، إذ كان تجربة مختلفة، رغم أن أغلب المخرجين في السنوات الأخيرة باتوا يكرسونه في دور الأرستقراطي، فيما كان يتمتع بطاقات أوسع مما يقدم له من أعمال.

ومن أبرز أفلام رستم “صفائح من ذهب” للمخرج نوري بوزيد و”مجنون ليلى” للمخرج الطيب الوحيشي و”صمت القصور” للمخرجة مفيدة التلاتلي و”زهرة حلب” للمخرج رضا الباهي و”همس الرمال” للمخرج ناصر خمير.

وتلفزيونيا شارك في مسلسلات عديدة أبرزها “الناس حكاية” و”فج الرمل” و”نجوم الليل” و”مكتوب” و”تاج الحاضرة” و”ليلة الشك”.

وشارك في عدد من الأعمال السينمائية الوثائقية والروائية الأجنبية على غرار فيلم “المريض الإنجليزي” عام 1996، كما أسس عام 2017 مهرجانا للموسيقى الصوفية باسم “روحانيات” في مدينة نفطة بمدينة توزر جنوب تونس.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان مكناس للدراما التلفزية يتوج أبرز الإنتاجات الرمضانية

مسلسل دار النسا أفضل دراما..صلاح وفاتي أحسن سلسلة كوميدية..العام زين أفضل فيلم تلفزي… بيت الفن أسدل …