بيت الفن
تنطلق يوم الأحد المفبل بالعاصمة الأردنية الدورة السابعة من مهرجان الفيلم العربي في عمان بمشاركة مغربية بفيلم “ضربة فالراس” للمخرج هشام العسري.
وبالإضافة إلى “ضربة فالراس”، الذي سبق عرضه بأبرز التظاهرات السينمائية الدولية مثل برلين، يعرض المهرجان، الذي تنظمه الهيئة الملكية الأردية للأفلام في الفترة من 20 إلى 26 غشت 2017، أفلاما روائية وتسجيلية من مصر وتونس ولبنان والسعودية وفلسطين.
ويستهل المهرجان الذي تأسس سنة 2011 عروضه بالفيلم المصري “علي معزة وإبراهيم” إخراج شريف البنداري، كما يضم المهرجان فيلما آخر من مصر بعنوان “آخر أيام المدينة” إخراج تامر السعيد.
وتشارك بالمهرجان إلى جانب “ضربة في الرأس” من المغرب، و”علي معزة وإبراهيم” و”آخر أيام المدينة” من مصر، أفلام “زينب تكره الثلج” إخراج التونسية كوثر بن هنية و”بركة يقابل بركة” إخراج السعودي محمود صباغ و”اصطياد الأشباح” إخراج الفلسطيني رائد أنضوني و”ربيع” إخراج اللبناني فاتشي بولجورجيان.
والمهرجان تنظم الهيئة الملكية الأردية للأفلام هو مهرجان غير تنافسي ولا يقدم أي جوائز، بل يهدف إلى إطلاع الجمهور على أحدث الأعمال السينمائية في مختلف الدول العربية.
فيلم “ضربة في الرأس” الذي سبق عرضه ضمن فئة “بانوراما” في مهرجان “برلين السينمائي”، يتطرق إلى حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم في المغرب، وتدور أحداثه عام 1986، في اليوم الذي فاز فيه المنتخب المغربي على البرتغال في دورة “كأس العالم” في المكسيك وتأهل للعب الدور الثاني من المنافسات.
الشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية ضابط مشلول الوجه أصيب في الرأس أثناء مظاهرات 81.
اختار المخرج في الفيلم حكاية بسيطة تتعلق بتعيين شرطي لحراسة قنطرة سيمر منها موكب ملكي، وهو موضوع قد يظهر عاديا وبسيطا، ومن الممكن حدوثه في أي بلد من بلدان العالم، ولكن القنطرة ستصبح رمزا مثقلا بالدلالات والحمولات، حسب قراءة للناقد السينمائي محمد اشويكة “أليست القنطرة هي المغرب؟ فقد كان المغرب وما زال وسيظل، بحكم موقعه الاستراتيجي، وتركيبته الإثنية والثقافية، قنطرة للعبور والالتقاء”.
تكمن قيمة الفيلم، حسب اشويكة، في قدرته على تكثيف الأحداث، وتوقيف الزمن، وعرض الشخوص، وتأطير اللقطات والمشاهد فوق القنطرة، فيما يشبه الحلقة المغلقة والمفتوحة في آن واحد.
فالطريقة التي كان يؤطر بها المخرج القنطرة وكذلك تحريكه للكاميرا توحي بقلق ذاتي وجماعي تجاه الحاضر الذي يخلق حالة شبيهة بالتغير الجذري على الطريقة الكافكاوية، خصوصا أن مجتمعاتنا الراهنة مبنية على عنصر المفاجأة والتجاوز.
واختار المخرج ثلة من الممثلين ممن سبق أن اشتغل معهم كعزيز الحطاب وبنعيسى الجيراري وعادل أبا تراب وحسن بديدة، لنقل تفاعلاته ووجهات نظره التي تعكس رؤاه، وكذلك لإبراز تناقضات المجتمع من جهة أخرى، فللمخرج اختيارات تتميز بالتعامل مع ممثلين جريئين جرأة الأدوار المنسوبة إليهم، كما أن له طريقته الخاصة في إدارتهم من حيث التركيز على تمثيل التفاصيل.