بيت الفن
عن عمر ناهز 78 عاما، توفي المخرج أحمد يحيى، يوم الاثنين 7 فبراير 2022، داخل أحد مستشفيات العاصمة المصرية، إثر تعرضه لأزمة صحية مباغتة.
وقال شقيقه معتز يحيى عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “انتقل إلى رحمة الله أخي الأكبر ووالدي الثاني المخرج أحمد يحيى الدعاء له بالمغفرة والرحمة الدفن بمدافن الأسرة بالإمام الشافعي”.
وأثار رحيل المخرج المصري أحمد يحيى صدمة كبيرة بين صناع السينما العربية، الذين أكدوا أنه يعد خسارة كبيرة للفن.
ونعى الناقد السينمائي طارق الشناوي المخرج أحمد يحيى، وكتب عبر حسابه الخاص على فايسبوك “رحل المخرج أحمد يحيى عرف الشهرة طفلا في فيلم حكاية حب وأحبه الناس لأنهم صدقوه وقدم أفلاما مهمة مثل (العذاب امرأة، وكراكون في الشارع، وحتى لا يطير الدخان)، ولكنه ابتعد أو أبعدوه إلا أنه في كل الأحوال ترك رصيدا لا يمكن تجاهله،رحمه الله واسكنه فسيح جناته”.
ولد أحمد يحيى في 16 يونيو 1944، وسط أسرة محبة لفن التمثيل، ولذا شجعته على المشاركة في عدد من الأفلام السينمائية في مرحلة الطفولة، كان أبرزها فيلم “حكاية حب” بطولة عبدالحليم حافظ، ومريم فخر الدين، وإنتاج عام 1959.
كما ظهر بجوار نجوم من العيار الثقيل منهم إسماعيل ياسين، وتحية كاريوكا، وهند رستم، وكان من الممكن أن يواصل دور الممثل، لاسيما أنه كان يمتلك الحضور، ويجيد الجمع بين الكوميديا والتراجيديا.
عندما بلغ 16 عاما، قرر العمل في مجال الإخراج حبا في المخرج حلمي حليم، فالتحق بالمعهد العالي للسينما، شعبة إخراج.
وفي عام 1968، حصل على شهادة البكالوريوس، ولم يجد صعوبة في البحث عن فرصة، إذ عمل عقب التخرج بفترة قصيرة مساعدا لمجموعة من المخرجين المتميزين مثل، حلمي حليم، وأشرف فهمي، وحسين كمال، ومحمد عبدالعزيز.
في 1977 خاض تجربة الإخراج لأول مرة، من خلال فيلم “العذاب امرأة” بطولة نيللي ومحمود ياسين. وتوالت بعد ذلك أعماله وحقق أغلبها نجاحا كبيرا، وتركت بصمة في سجل السينما المصرية، ومنها “رحلة النسيان، لا تبكي يا حبيب العمر، ليلة بكى فيها القمر، وداد الغازية، غدا سأنتقم، النصابين، الموظفون في الأرض، انتحار صاحب الشقة، الصبر في الملاحات، يا عزيزي كلنا لصوص، السجينة، رجل له ماضي، رحلة مشبوهة”.
تعامل أحمد يحيى خلال مسيرته الفنية مع عمالقة التمثيل في مصر، ومنهم محمود عبدالعزيز، وعادل إمام، وفريد شوقي، ونور الشريف، ويسرا، ومحمود المليجي، وإلهام شاهين، وكلهم أشادوا بقدرته على إدارة الممثل، وقراءة شفرة الجمهور.
في عام 1982، نشأت علاقة صداقة قوية بين المخرج أحمد يحيى، والفنان عادل إمام، الذي سطع نجمه بأفلام كوميدية هادفة، وعرض يحيى وقتها على الزعيم بطولة فيلم “حتى لا يطير الدخان” للكاتب إحسان عبدالقدوس.
في البداية رفض عادل إمام، لأنه تخوف من الموضوع، لاسيما أنه كان يعاني من عدم نجاح فيلم “الحريف”، كما أنه شعر بالخوف عندما قرأ السيناريو بحجة أن البطل يموت في نهاية الفيلم.
وظل أحمد يحيى يطارد الزعيم، حتى وافق على قبول بطولة الفيلم، وتم إنتاج “حتى لا يطير الدخان” عام 1984، وحقق نجاحا كبيرا، وحصد إيرادات هائلة، وكان نقطة تحول في مسيرة الزعيم لأنه تخلى فيه عن حسه الكوميدي.
وفي 1986، تعاون الثنائي في فيلم بعنوان “كراكون في الشارع”، الذي لاقى نجاحا لافتا، وساهم في نجومية أحمد يحيى بشكل كبير.