مسرحية تنبش في الموروث الثقافي الشفوي ورواده بمنطقة ورديغة
بيت الفن
يستعد محترف مسرح المدينة للثقافات والفنون بخريبكة لتقديم عمل مسرحي جديد أطلق عليه اسم “تبخر وتطير”، من إخراج الفنان إدريس الطلبي، وتشخيص أحمد نحلة، حسن أكرديس، إدريس دجايجي، نور الدين العاشري احمد خزران، حميد كويحي، وحنان عتيد.
وحسب الطلبي فإن المسرحية، تنهل من الواقع المعيش بشخصياته المكتوية بنار اليومي، الباحثة عن كوة ضوء في يوم غائم، تتوسل الغائب لتحقق معجزة لن تكون إلا في أذهان من يصدق أن الموتى لا يكذبون، كما تعتبر صرخة ألم مكتومة ممهورة بعرق الحقيقة العارية لأناس قتلهم الانتظار.
ويضيف الطلبي أن “تبخر وتطير” في عرف مقدمي الفرجة الشعبيين / الحلايقية، هي التطهر والاغتسال وصفاء النية، المسرحية الفرجوية الممتعة، هي استعادة لألحان زمان، وتوليفة من عدة نصوص من الريبيرتوار المسرحي المحلي، والنبش في الموروث الثقافي الشفوي لمنطقة ورديغة وغيرها، عبر إبراز فن الحلقة وبعض روادها مثل ”نعينيعة وخرشاش والصاروخ وخليفة”، في لحظات حكيهم الواقعية والمتخيلة، وسكناتهم ورحلاتهم وأفراحهم وأتراحهم، مع ما يتخلل المسرحية من حكايات من الواقع المعيش أيام السيبة وما يرافقها من حكايات وحب وعشق للأرض والتراب.
تستند المسرحية في بعدها الديني، على ضريح ولي كدلالة روحية / من خلال حضوره كمحكمة، أو ما يعبر عنه بـ”شوكة الرما والطلبة” كسلطة رمزية، وتستنجد بالحكي المضاعف كتقنية للتمثيل عبر عدة حكايات.
المسرحية هي أيضا ملامسة للموروث الشعبي من خلال أغاني ” الشيخات” مع توظيف “الحب الزعري”، “وحيدة جعيدان”، كخلفية موسقية في الانتقالات بين المشاهد هذه الحبات، التي تحكي في مجملها عن المعيش اليومي للورديغيين، خاصة الدور الريادي في مواجهة الاحتلال الفرنسي أيام الاستعمار.
ويندرج هذا العمل المسرحي في إطار مرامي المحترف، لتنشيط الساحة المسرحية والفنية بإلاقليم، ونشر المسرح والرفع من الذوق، وتمثيل الإقليم مسرحيا على المستوى الجهوي والوطني والدولي مع استلهام التراث الثقافي، الذي يميز الإقليم والعمل على مسرحته.
كما يسعى إلى الاحتفاء بالرواد، الذين أضاؤوا الركح سواء الأحياء أو الذين رحلوا، وتكريم أرواحهم الطاهرة أو الاسترشاد بكتاباتهم، من خلال بث الروح في أعمالهم المسرحية عبر استعادة بعض أعمالهم المسرحية، كاعتراف مستحق لتكريم مستحق لأشخاص رسخوا حلم المسرح عل أرض الواقع.
يشار إلى أن الإدارة الفنية والتقنية للمسرحية تشمل أسماء معروفة في المجال الفني لما راكمته من تجربة إبداعية متميزة، مثل مصطفى صبري، أيوب العاشري، المهدي الطلبي عبد الرزاق نحلة، محمد عنق الجيلالي، صابر إبراهيم بصراني، المهدي يقين، وسعيد بخاخ.