بيت الفن
تركز الفنانة المغربية خديجة الحطاب في عوالمها التشكيلية على موضوع العلاقات والقيم الإنسانية النبيلة في كل تجلياتها وكافة حالاتها، إذ تحمل أعمالها مجموعة من الرسائل، معتمدة في ذلك على الألوان والأشكال التي تطغى على مواضيع لوحاتها.
وخديجة الحطاب، التي تشتغل في إحدى المؤسسات المالية، هي فنانة تشكيلية عصامية عشقت الفن مند الصغر، وجعلت الرسم هوايتها ومتنفسا لها، تعبر من خلاله عن قناعاتها وفلسفتها في الحياة، من خلال المعارض الجماعية والملتقيات الفنية.
وتسعى هذه الفنانة التشكيلية، التي تعرض بعضا من أعمالها حاليا بالدار البيضاء، من خلال الألوان، إلى ترجمة بعض القيم الإنسانية، وإعادة تشكيلها فنيا، من قبيل الانفتاح والقبول والتعاطف والتضامن والكياسة والقيم التي تعزز ارتقاء البشرية.
كما تعكس لوحاتها حركة مستمرة نحو الآخر، لذلك فإن الفنانة خديجة الحطاب تعتبر نشر الممارسة الفنية والترويج لها ركيزة مهمة للتنمية الفردية والمجتمعية، ولنشر هذه القيم ونقلها عبر الأجيال.
بالمنطق نفسه، ترى الحطاب أن الفن التشكيلي يجسد رؤيتها للواقع، وطريقة معالجتها لبعض المواضيع عن طريق توازن وتداخل الألوان بأسلوب بسيط ومبسط حتى تمكن المتلقي من فهم أعمالها وقراءتها.
وهي تعتبر اختيار الألوان والأشكال وتركيبها وتداخلها، وسيلة لإبراز الأفكار الأساسية التي تراودها، وتتمثل في أن تطور أو تقدم أيّ أمة يتوقف على تضافر جهود الجميع، ولا يقتصر ذلك التطور على الإنسان فقط بل يتعداه إلى الطبيعة من خلال الحفاظ عليها وعلى كل ما هو جميل فيها.
وتقول حطاب إن اللوحات، بالنسبة إليها هي بمثابة دعوة إلى تبني نظرة تفاؤل إلى المستقبل رغم الإكراهات والمصاعب، مؤكدة أن التفاؤل هو ذلك الوقود الحي الذي “يغذيها بطعم الحياة، ويعطيها الطاقة الإيجابية لمجابهة المستقبل بكل تحدياته”، مشددة على أهمية بناء الإنسان لأن أيّ تطور يغفل هذا المعطى يبقى مجرد أمل في مهب الريح.
وأبرزت الفنانة التشكيلية خديجة الحطاب مميزات آخر ما أبدعته من لوحات تشكيلية، وكذا تطور تجربتها الإبداعية في تعاملها مع المواضيع التي تستهويها، خاصة ما يتعلق منها بثيمة القيم الإنسانية.
وبمناسبة تنظيم أول معرض تشكيلي فردي لها تحت عنوان “فجر” ما بين الثامن والحادي والثلاثين من يناير الجاري بالدار البيضاء، أشارت إلى أن اختيار شهر يناير لتقديم أزيد من 50 لوحة فنية بهذا المعرض له دلالته، نظرا لما يشكله هذا الشهر من أمل جديد في مطلع سنة جديدة، حيث يتطلع الجميع إلى غد أفضل خاصة مع مرور سنتين صعبتين، وزمن عسير على الجميع بسبب تفشي جائحة كورونا التي جثمت على الأنفاس وأزهقت الأرواح.
وفي ما يخص اختيار موضوع “فجر” لهذا المعرض، أوضحت أن اختيار هذه التيمة يأتي لدلالتها على بداية ضوء نهار جديد، وبزوغ أمل واعد يأتي بعد ظلام الليل الدامس، وكذلك الشأن بالنسبة إلى شهر يناير فهو يعد فجر سنة 2022 في تحقيق الأفضل، على أمل محو ما رسمه كوفيد – 19 على مدى سنتين.
وأضافت أن فكرة تنظيم معرض فردي جاءت بعد سلسلة من المعارض الجماعية، مع الاقتصار على دائرة ضيقة لا تتعدى الأصدقاء والأقارب، مشيرة إلى أن الغاية من تنظيم المعرض الفردي تتمثل في المساهمة في الدينامية التي تعرفها المملكة المغربية ومواكبتها خاصة في الميدان الثقافي، في ظل الإقبال الذي أصبح يحظى به العمل الثقافي والاهتمام الواسع الذي يلقاه من قبل مختلف شرائح المجتمع، مؤكدة على الدور الطلائعي للفنون عموما في بلورة الفكر الإنساني وتحسين الذوق.
وعن المواد المستعملة في اللوحات كشفت التشكيلية أنها تشتغل حاليا في لوحاتها بالأكريليك على القماش، ورغم أنها تنجذب إلى كافة مدارس الفن التشكيلي إلا أن الفن التجريدي يشدها بقوة، مشيرة إلى أن هذا لا يمنع من خوض غمار تجارب جديدة، مضيفة أنها تميل أيضا إلى فن النحت.