من أفلام الدورة: “أوليفر بلاك” لتوفيق بابا و”لامورا” للراحل محمد إسماعيل
بيت الفن
تتواصل في دار الأوبرا المصرية، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، بمشاركة مغربية في المسابقتين الرسميتين (الطويلة والقصيرة) للتظاهرة التي تنظم من 12 إلى 16 دجنبر 2021.
ومن بين الأفلام المغربية المشاركة في الدورة التأسيسية للمهرجان “أوليفر بلاك” لتوفيق بابا و”الحب في زمن الحرب” للراحل محمد إسماعيل.
ويعد “لامورا” أو “الحب في زمن الحرب” آخر أفلام المخرج محمد إسماعيل، الذي غادر الحياة في مارس المنصرم عن عمر ناهز70 سنة.
الفيلم من بطولة فرح الفاسي والمهدي فولان، اللذين يجسدان قصة حب بين شاب مغربي قدم إلى إشبيلية للقتال مع قوات فرانكو، وفتاة إسبانية (ماريا) أنساه عشقها أوجاع الحرب، وإلى جانبهما ثلة من الممثلين المغاربة من بينهم حسن فولان، صلاح ديزان، عباس كميل، وجميلة سعد الله…
ينبش الفيلم في ماضي فئة من أبناء الشمال المغربي، غرر بهم من أجل أن يحاربوا إلى جانب الديكتاتور الفاشي فرانكو في حربه الدامية ضد المتمردين الحمر، غير أن مأساة هؤلاء الجنود ظلت دفينة الماضي، فمنهم من كتب له أن يعود لبلدته إما بجراح عميقة أو بعاهة مستديمة ومنهم من كتب له أن يدفن بأرض الأندلس تحت اسم مجهول.
أما فيلم “أوليفر بلاك”، الذي سبق له حصد عشرات الجوائز في العديد من المحافل الدولية المهمة، فهو أول تجربة سينمائية طويلة لمخرجه الشاب.
تدور أحداث الفيلم في أرض جرداء قاحلة، حول شاب إفريقي في مقتبل العمر يتطلع إلى تحقيق حلمه بالوصول إلى المغرب والعمل في مجال السيرك، لكنه يتيه في صحراء لا متناهية وقاسية، حيث لا ماء ولا زاد.
تقدر للشاب القادم من إفريقيا جنوب الصحراء النجاة عندما يلتقي شيخا (مغربيا / جزائريا) يعيش تيها من نوع آخر.
يخوض الشاب مع الشيخ رحلة يطرح المخرج من خلالها أسئلة تهم القضايا الكبرى التي تشغل العالم وتؤرق البشرية (العنصرية والحروب والحدود..).
يتقرب الشاب الإفريقي من الشيخ، الذي يطلق عليه اسم “فوندرودي” (الجمعة) ويقرر اصطحابه في رحلة يطرح المخرج من خلالها أسئلة تهم القضايا الكبرى التي تشغل العالم وتؤرق البشرية (العنصرية والحروب والحدود..).
رغم مرض الشيخ وعجزه عن استكمال الرحلة، يتشبث الشاب الإفريقي بحلمه في عبور الصحراء والعمل في السيرك، لكنه في الأخير يصدم ببيعه في سوق العبيد لتنظيم (داعش).
و “أوليفر بلاك” إنتاج ذاتي وثمرة جهد وتعاون جماعي لمجموعة من الشباب، إذ جمع المخرج توفيق بابا، بالمنتجة رباب أبو الحسيني والممثلين مودو مبو، حسن ريشوي، إلهام أوجري، ومحمد الكاشير…
يشار إلى أن المهرجان الأول من نوعه في مصر، الذي يهتم بالسينما التي تقدمها أكثر من 88 دولة ومنطقة ناطقة بالفرنسية كلغة رسمية غير اللغة الأم، لسوق فرنكوفونية مزدهرة، يبلغ مجموع سكانها مليار ونصف المليار شخص.
وقال رئيس المهرجان ياسر محب إن المهرجان يحمل رسالة وليس مجرد حدث ثقافي دولي، فهو رسالة تتماهى مع روح وثقافة مصر التي مثلها مثل الثقافة الفرنكوفونية.
وأضاف محب أن أهداف المنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية (الفرنكوفونية) تدافع عن الحرية المسؤولة بجميع أشكالها، كحرية الفكر، والتعبير، والإبداع، عن طريق الفن السابع، في سوق سينمائية فرنكوفونية مزدهرة، تضم 88 دولة وحكومة يبلغ مجموع سكانها 1.5 مليار شخص، أي ما يمثل 16 في المائة من سكان العالم.