بيت الفن
انتهى المخرج المغربي عبدالإله الجوهري من تصوير فيلم سينمائي بعنوان “العبد” من بطولة مجموعة من الفنانين المغاربة منهم إسماعيل أبوالقناطر، نعيمة إلياس، عمر لطفي، سحر الصديقي، ماجدة زبيطة، حميد زيان، سعد موفق وهاجر الشرقي.
يتناول الفيلم الروائي الطويل مفهوم الحرية والعبودية وفق منظور فلسفي، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة حول إرادة الإنسان، وإذا ما كان حرا فعلا أم أنه مقيد بمجموعة من القوانين والتقاليد التي تجعله خاضعا لها وعبدا دون أن يدري، أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع الآخر.
كما يجيب الفيلم على العديد من التساؤلات على علاقة بإكراهات الأعراف والتقاليد التي تقيد حرية الإنسان من خلال قصة “إبراهيم” الذي يجد نفسه أمام مجموعة من الأسئلة تتمثل في: هل الحرية تكمن في حب الله، أم في حب الإنسان، أم في حب الوطن، أم فيها جميعا؟
ويناقش الفيلم هذه القضايا من خلال قصة الشاب إبراهيم الذي يقوم بعرض نفسه للبيع بإحدى الساحات لرغبته في أن يكون عبدا، وألا يوصف بالإنسان الحر في الوقت الذي لا يشعر فيه بأنه حر.
وأوضح عبدالإله الجوهري أن اختياره لتصويره أحداث فيلمه بالمنطقة الشرقية وبالتحديد بين مدينتي فكيك ووجدة، جاء بسبب بحثه عن فضاء مميز يجمع بين المناطق الصحراوية والخضراء، وكذلك من أجل توظيف هذه الفضاءات التي تزخر بتراثها الغني، الذي لم يسبق أن تم استغلاله في أي عمل سينمائي مغربي أو عالمي من قبل.
وكان الجوهري ناقش في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه “تجليات المكان/ الفضاء في السينما”، وخلص من خلالها إلى عدم اهتمام المخرجين المغاربة بمكون الفضاء ضمن الأعمال السينمائية، وقال “المخرج يصب اهتمامه على الحكاية والشخصيات، في حين أن الفضاء آخر ما يمكن التفكير فيه، ويعتبره مكانا فقط لاحتضان الأحداث”.
ويعد “العبد” ثالث فيلم في مسار عبدالإله الجوهري السينمائي الروائي الطويل بعد “ولولة الروح” و”هلا مدريد… فيسكا بارصا”، والعاشر ضمن قائمة الأفلام التي أشرف على إخراجها منذ عام 2011 من بينها فيلم “الراقصة”، “رجاء بنت الملاح”، “مغاربة بوليوود”، وآخرها الفيلمان التلفزيونيان “زواج سي الطيب” و”نافذة الجنة”.