بعد صراع طويل مع المرض.. سهير البابلي تغادر الحياة

بيت الفن

بعد صراع مرير مع المرض توفيت، مساء اليوم الأحد 21 نونبر 2021، الفنانة المصرية، سهير البابلي، عن عمر 86 عاما،.

ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي، الشهيرة بسهير البابلي، في 14 فبراير 1937، في دمياط، ولكنها نشأت في مدينة المنصورة، كان والدها معلم رياضيات مدير مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية بنين، ووالدتها ربة منزل.

تزوجت سهير البابلي 5 مرات، كان أولها من محمود الناقوري، الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة “نيفين”، ثم المطرب والملحن منير مراد، وتزوجت للمرة الثالثة من تاجر المجوهرات أشرف السرجاني، وانفصلت عنه بسبب اختلاف الطباع بينهما لتتزوج محمود غنيم. كما تزوجت من الفنان أحمد خليل.

خطفت سهير البابلي بخفة ظلها الأنظار على خشبة المسرح، وتألقت على شاشة السينما بمجموعة من الأفلام القوية، كما توهجت على شاشة التليفزيون بـ 17 مسلسلا دراميا.

وظهرت موهبة التمثيل على سهير البابلي منذ الصغر، إذ كانت تقلد نجوم الفن وتتحدث بطريقة لافتة.

التحقت البابلي بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وراحت تخطط لاقتحام عالم الشهرة والأضواء، ولذا طرقت أبواب الاستديوهات والمسارح أملا في فرصة تعبر من خلالها إلى قلوب الجماهير.

تتلمذت سهير البابلي على أيدي أعلام التمثيل في ذلك الوقت مثل، حمدي غيث، وعبدالرحيم الزرقاني، ولم يكن طريقها للشهرة سهلا أو مفروشا بالورود، حيث عارضت والدتها المتشددة فكرة عملها بالتمثيل، بينما تحمس والدها للموضوع وشجعها كثيرا.

وعانت سهير البابلي بسبب الضغوط المادية في البدايات، حتى التقت بالمخرج المسرحي فتوح نشاطي، الذي رشحها للعمل في المسرح القومي، ومن حسن حظها إنها عملت مع سناء جميل والفنانة القديرة أمينة رزق، الأمر الذي منحها خبرة فنية كبيرة، وساعدها على مواصلة المشوار.

في سنة 1957، انتقلت سهير البابلي إلى شاشة السينما وشاركت في فيلم بعنوان “إغراء” وفي 1961 ظهرت في فيلم “يوم من عمري”، صحيح أنها لعبت خلال أحداثه دورا صغيرا، لكنها حققت شهرة كبيرة، بسبب الشعبية الجارفة لأبطال هذا الفيلم، الذي ضم عبدالحليم حافظ، عبدالسلام النابلسي، وزبيدة ثروت.

توالت بعد ذلك أعمال سهير البابلي الفنيّة، وقدّمت عبر شاشة السينما نحو 50 فيلما، أبرزها “القلب وما يعشق، حدوتة مصرية، دقة زار، رسالة إلى الله، ليلة عسل”.

وفي التلفزيون شاركت في بطولة مجموعة رائعة من المسلسلات منها “بكيزة و زغلول” إنتاج 1984، وعلى خشبة المسرح قدمت 12 عملا مسرحيا أهمها “عطية الإرهابية، مدرسة المشاغبين، وريا وسكينة”.

حققت الفنانة سهير البابلي نجاحا كبيرا في السينما والمسرح والتليفزيون، وعندما نتأمل سجلها الفني نجد أنه يحتوي على حوالي 50 فيلما سينمائيا لعل أشهرها “إغراء، صراع في الحياة، ساحر النساء، هل أقتل زوجي، لوكاندة المفآجات، حياة امرأة، المرأة المجهولة، لن أعود”.

ومن ضمنها أيضا: “نهر الحب، البنات والصيف، عندما نحب، أخطر رجل في العالم، جناب السفير، فجر يوم جديد، لعبة الحب والزواج، وفاء للأبد، يوم من عمري، رسالة إلى الله، صائدة الرجال، موعد مع الماضي، أيام الحب، الحلوة عزيزة، أنا ومراتي والجو، غرام تلميذة، العميل 77، الشجعان الثلاثة، العاطفة والجسد، أميرة حبي أنا، الوليد والعذراء، استقالة عالمة ذرة، لحظة ضعف، انتخبوا الدكتور عبدالباسط، السيد قشطة، حدوتة مصرية، دقة زار، وعد ومكتوب، الأونطجية، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، القلب وما يعشق، ليلة عسل، يا ناس يا هوه، الجنية المصري”.

ويبلغ رصيد سهير البابلي في التليفزيون 17 مسلسلا هي: “قلب حبيبة، يا أنا يا هن، بكيزة وزغلول، ألف ليلة وليلة ـ أسطورة عروس البحر، الشاهد الوحيد، وتوالت الأحداث عاصفة، عم حمزة، ومشيت طريق الأخطار، الأيدي الناعمة، الحقيقة ذلك المجهول، جراح عميقة، خيال المآتة، لمن نحيا، هنداوي، شهادة ميلاد، قانون سوسكا”.

تألقت سهير البابلي على خشبة المسرح، وقدمت أعمالا كوميدية رائعة، وناقشت من خلالها مشاكل سياسة وظواهر اجتماعية خطيرة، ويصل إنتاجها المسرحي إلى 12 عرضا مسرحيا هي “عايزة أتكلم، عطية الإرهابية، ع الرصيف، ريا وسكينة، يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت، مدرسة المشاغبين، الفرافير، جوزين وفرد، القضية، العالمة باشا، الدخول بالملابس الرسمية، نص أنا ونص أنت”.

في عام 2010، عادت سهير البابلي بعد غياب طويل للتليفزيون بمسلسل يحمل اسم “قلب حبيبة” تأليف علي عبدالقوي الغلبان، ومن إخراج خيري بشارة، وشاركها البطولة أحمد خليل وفتحي عبدالوهاب وجومانة مراد.

وفي عام عام 2015، تحمست لمشروع مسلسل يحمل عنوان “قانون سوسكا”.

وكان من المفترض أن يشارك في هذا المسلسل نخبة كبيرة من ألمع نجوم التمثيل بجوار سهير البابلي، ومنهم عزت أبوعوف، شيرين، رامي غيط.

وتدور أحداث مسلسل “قانون سوسكا” حول دكتورة مصرية تسمى رقية (سهير البابلي) عاشت فترة كبيرة في كندا، وحين توفي زوجها تقرر العودة من جديد لمصر، لكنها سرعان ما تشعر بالملل، ولذلك تقرر تحويل منزلها لبيت للمغتربات، وتتعرف على مشاكل الفتيات وتُصدم بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع، فتحاول مساعدتهن وتغيير أفكارهن الخاطئة.

لم يعرض المسلسل رغم بسبب مشاكل إنتاجية رغم تصوير 70% منه.

سنة 2013 أجرت سهير البابلي عملية زراعة كبد، وتحسنت حالتها الصحية إلا إنها كانت تتناول كمية كبيرة من الأدوية للحفاظ على استقرار حالتها الصحية.

وفي نوفمبر 2021 تدهورت الحالة الصحية للفنانة سهير البابلي مرة أخرى، وعلى إثر ذلك دخلت العناية المركزة.

في 21 نوفمبر 2021، رحلت سهير البابلي عن الحياة، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الـ84 عاما، تاركه خلفها بصمة فنية خالدة في السينما والمسرح والتليفزيون.