حسن حنفي

رحيل المفكر والفيلسوف العربي حسن حنفي

أحد أبرز المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية

بيت الفن

غيب الموت، يوم الخميس 21 أكتوبر 2021، المفكر اوالفيلسوف العربي حسن حنفي، عن عمر ناهز 86 عاما.

في وداعه الأخير لكلية الآداب بجامعة القاهرة، التي قضى فيها عمره، طاف جثمان المفكر والفيلسوف حسن حنفي، أرجاء الحرم الجامعي، بجامعة القاهرة، عقب أداء صلاة الجنازة عليه، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمدافن الأسرة بالقاهرة.

ويعد الراحل حسن حنفي أحد منظري تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.

بدأت نقطة الانطلاق في مشروع حسن حنفي فيما يتعلق بتجديد علم أصول الدين، مع ترجمته لكتاب سبينوزا “رسالة في اللاهوت والسياسة” عام 1973.

الكتاب عبارة عن دراسة تاريخية للأناجيل، ويعتبر علم النقد التاريخي للكتب المقدسة أحد المناهج العلمية التي وضعتها الفلسفة الحديثة، وهو ما اعتبره حسن حنفي أحد أهم مكاسب الحضارة الأوربية، وانتصارا للعقل في القرن الـ17، (قرن سبينوزا)، وإخضاع الطبيعة له، حيث لا فرق بين الظاهرة الطبيعية والنص الديني، وكلاهما يخضع للعقل وقواعده.

لم يقف حسن حنفي عند قراءة سبينوزا فحسب، بل قام باستدعائه محاولا إسقاط المادة التي عمل عليها، وإحلال مادة أخرى محلها، مع الإبقاء على نفس المنهج، أي إسقاط التراث اليهودي وإحلال تراث ديني آخر، هو التراث الإسلامي، وكان سبينوزا نفسه يودّ تعميم تحليلاته على الديانات الأخرى.

رسالة سبينوزا في نظره هي دراسة لمصير الوحي في التاريخ. حيث يرى أن النقد التاريخي للكتاب المقدس سابق على الإيمان بالمصدر الإلهي للكتاب، وهو الضامن لصحته من حيث كونه وثيقة تاريخية تحتوي على الوحي الإلهي، وتحتاج إلى تحقيق تاريخي مضبوط، وبالتالي يعارض سبينوزا وجهة النظر التقليدية المحافظة التي تؤمن بألوهية الكتاب قبل تطبيق قواعد المنهج التاريخي عليه.

من هنا فإن نقطة الانطلاق لفلسفات التنوير تكمن أساسا في تحليل الشعور الديني بأبعاده الثلاثة: الشعور التاريخي، والشعور الفكري، والشعور العملي. وهو ما حاول حسن حنفي تطبيقه في مسعاه لإعادة تأسيس إشكالية النهضة وفقا لمعطيات الواقع ومشروطياته.

وقد مارس الراحل التدريس في عدد من الجامعات العربية ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة، وله عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية منها (التراث والتجديد) في 4 مجلدات، و(من النقل إلى الإبداع) في 9 مجلدات، و(موسوعة الحضارة العربية)، و(حوار المشرق والمغرب)، وغيرها الكثير من الإبداعات الفكرية.

كما حاز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون برسالتين للدكتوراه، قام بترجمتهما إلى العربية ونشرهما عام 2006 تحت عنوان “تأويل الظاهريات” و”ظاهريات التأويل”، وقضى في إعدادهما نحو عشر سنوات.

وعمل حسن حنفي مستشارا علميا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987). وشغل منصب نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2009

ونعى حنفي عدد من المفكرين والشخصيات العامة العربية ووصفوه بأنه “قيمة وقامة أكاديمية كبيرة ومتميزة”.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master