فاطمة علي بوبكدي

بوبكدي تستهل مسارها السينمائي بجائزتين من الإسكندرية

بيت الفن

استهلت المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية، فاطمة علي بوبكدي، مسارها السينمائي بجائزتين من مهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط، عن أول أفلامها السينمائية “أناطو” ويتعلق الأمر بـ(أحسن تصوير في المسابقة العربية، وأفضل تصميم للأزياء في المسابقة الدولية).

وحظي فيلم بوبكدي في أول عرض له في المهرجان الذي اختتم اليوم الخميس، بتقدير وإعجاب النقاد، وجمهور مهرجان الإسكندرية، إذ تم اعتباره تجربة فريدة ومميزة في السينما المغربية والإفريقية.

ونال الفيلم، الذي يشارك في مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، إشادة من عدد من النقاد، من بينهم الناقد المصري عماد النويري، الذي قال إن هذا الفيلم السينمائي “يعكس عملا احترافيا جادا وتجربة مهنية محترفة تقف وراءها مخرجة محترفة”، مبرزا أن كل تفاصيل الفيلم اختيرت بدقة وعناية كبيرتين.

وأبرز في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم أن “وراء هذه التجربة مخرجة مثقفة وواعية بالقضية، التي تطرحها وحنكتها جديرة بتقديم تجربة سينمائية جديدة ومتميزة فكريا ومهنيا”.

وتابع أن الجميل في هذا العمل هو تركيزه على موضوع الهوية، في قالب درامي محبوك حيث البطلة الأساسية تجسد نفسها، ولكن أيضا تجسد قارة بالكامل التي مازالت إشكالية الهوية مطروحة فيها بقوة.

من جهته عبر عامر الشرقي، المدير الفني للفيلم، عن ارتياحه للصدى الكبير والإيجابي، الذي حققه هذا العمل في المهرجان، مبرزا أن لجنة الانتقاء “كان لها موقف راق من الفيلم واعتبرته تجربة فريدة وجديدة في السينما المغربية والإفريقية.

ولفت إلى أن قصة الفيلم نسجت بطريقة مشوقة وسلسة، تعكس عموما سمات الإبداع عند المخرجة فاطمة بوبكدي.

وتابع، “تصوير الفيلم استغرق ستة أسابيع، والمخرجة راهنت كثيرا على هذا الفيلم، مؤكدة أنه سيكون إضافة نوعية للسينما المغربية والإفريقية والعالمية، ولم يكن التصوير سهلا لأنه كان في عدة أماكن في المغرب والسنغال مثل أزمور ومراكش، وبني ملال، وسان لوي السنغالية، وهو من بطولة ميمونة نداي، نيسيا بنغازي، وشيماء بلعسري، وعبد الله بنسعيد، وصلاح الدين بنموسى، وسعاد خويي”.

أما عن ميزانية الفيلم فقال المدير الفني للفيلم، “الميزانية أساسها دعم المركز السينمائي المغربي، لكن بطبيعة الحال هذا الدعم كما هو منصوص عليه، لا يمكن أن يشكل ميزانية الفيلم بكامله، فكان لازما علينا تحمل باقي التكلفة وهذا المبلغ تعدى 700 ألف أورو، لأن التصوير كان في أماكن مختلفة وبديكورات كبيرة وتطلب السفر إلى سان لوي، علما أن متطلبات الفيلم كبيرة والمخرجة كانت صارمة في كل شيء، ما فرض تحملنا الكثير من الصعاب من أجل إخراج هذا الفيلم إلى الوجود”.

وبدورها، أكدت المخرجة فاطمة بوبكدي أن هذا العمل، الذي يشكل تجربتها السينمائية الأولى، يتحدث ظاهريا عن مأساة ومعاناة فتاة إفريقية، لكن ترمز في الواقع لمعاناة القارة الإفريقية برمتها .

وأضافت بوبكدي أنها حاولت من خلال هذه الشخصية (أناطو) أن تتناول موضوعا يتجاوز مأساة البطلة ليعبر عن مأساة قارة بأسرها طالها الاستغلال والاستبداد وطالتها شتى أنواع الاضطهاد.

وعبرت عن سعادتها لكون العرض الأول لهذا الفيلم كان بمهرجان الإسكندرية، مبرزة أن الفيلم نال تقدير وإعجاب الجمهور والنقاد الذين كانت لهم كلمة جميلة في حق العمل، وهو دليل على أن رسالة “أناطو” وصلت للجمهور والنقاد معا.

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة شابة مختلطة الأعراق أصلها من جزيرة سانت لويس، أمها سنغالية وأبوها فرنسي، نشأت في ظل تعايش ثقافتين مما جعلها تؤمن بأن الهوية متعددة وقبول الآخر هو شكل من أشكال تحقيق الذات، رافضة بصفة مبدئية، أي شكل من أشكال الاستغلال وهكذا سعت باستمرار إلى الدفاع المستميت عن كل معاني الحرية.

وعهدت المخرجة لممثلين من بوركينا فاصو، السينغال، فرنسا والمغرب بتجسيد أدوار في الفيلم بهدف إعطاء روح متعددة لفيلم مغربي متجذر في الثقافة والعمق الإفريقي بكل ألوانه”.

يذكر أن فاطمة بوبكدي التي نالت دبلوم المعهد العالي للتمثيل والتنشيط المسرحي، كانت بدايتها في الإخراج من المسرح، قبل أن تخرج العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة.

وعرفت بوبكدي باستقاء مواضيع أعمالها من التراث والأساطير الشعبية المغربية، وتسعى لتنويع مواضيع أعمالها للتطرق لقضايا من الواقع المعاصر.

الجدير بالذكر أن الأفلام الروائية المغربية الطويلة المشاركة في الدورة الـ 37، لمهرجان الإسكندرية حصدت 4 جوائز مهمة ويتعلق الأمر بجائزة أفضل فيلم في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي ونالها شريط “مرجانة” للمخرج جمال السويسي، ثم جائزة أفضل إخراج في المسابقة العربية ونالها إدريس الروخ عن فيلمه “جرادة مالحة”، بينما نال فيلم “أناطو” لمخرجته فاطمة علي بوبكدي بجائزتين (أحسن تصوير في المسابقة العربية، وأفضل تصميم للأزياء في المسابقة الدولية).

وشارك المغرب في مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، بفيلمين هما “أناطو” للمخرجة فاطمة بوبكدي، وفيلم “مرجانة” للمخرج جمال السويسي، بينما يشارك في مسابقة الأفلام الطويلة العربية المتوسطية بفيلم “جرادة مالحة” للمخرج ادريس الروخ.

وضمت القائمة المتنافسة على مسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان الفيلم المغربي “الموجة الأخيرة”، للمخرج مصطفى فارماتي وكذا فيلم “نشيد الخطيئة” وهو عمل مغربي فرنسي مشترك للمخرج خالد معدور.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان السينما والتاريخ بمراكش يختتم دورته الأولى بنجاح

تميزت الدورة التأسيسية بتكريم المخرج والكاتب سعد الشرايبي باعتباره أحد أبرز رواد السينما المغربية… بيت …