بيت الفن
تواصل الأفلام المغربية حضورها في أهم المهرجانات السينمائية الدولية، من خلال مشاركتها في الدورة الـ 42 لمهرجان دوربان السينمائي الدولي الذي ينظم من 22 يوليوز إلى فاتح غشت 2021 بجنوب إفريقيا.
ويشارك المغرب في المهرجان الذي يعد من أهم المواعيد السينمائية الإفريقية بـ3 أفلام ويتعلق الأمر بـ”زنقة كونتاكت” للمخرج إسماعيل العراقي، و”جرادة مالحة” للمخرج والممثل إدريس الروخ، ثم الفيلم الوثائقي في “زاوية أمي” للمخرجة أسماء المدير.
ويتنافس “زنقة كونتاكت” (دراما موسيقية) على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل بعد أسابيع قليلة من تتويجه بجائزة الإخراج من مهرجان أوبان الدولي للفيلم (موسيقى وسينما) والجائزة الكبرى للجنة تحكيم الدورة الـ38 لمهرجان الفيلم الأول السينمائي بمدينة أنوناي الفرنسية، والجائزة الكبرى لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وجائزة أفضل دور نسائي في دورة السنة الماضية من “آفاق” مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
وعبر المخرج المغربي إسماعيل العراقي عن سعادته بالمشاركة في واحد من أهم المهرجانات الإفريقية، وبالجوائز التي حصدها فيلمه الروائي الأول، معتبرا إياه ثمرة جهود لكل المشاركين في الفيلم.
وقال العراقي إن الأفلام السينمائية لا تنجز من طرف شخص واحد فقط، بل بتكاثف جهود مجموعة كبيرة من التقنيين والفنانين، لذلك “أهدي جميع التتويجات لكل من شارك في الفيلم، من قريب أو بعيد، وجعل حلم (زنقة كونتاكت) يتحقق ويخرج إلى الوجود”.
وتتمحور فكرة الفيلم، الذي أصر مخرجه على تصويره بتقنية 35 ملم، حول موسيقى “الروك” كخلفية للكثير من الأحداث التي تقع في المغرب.
في “زنقة كونتاكت”، يبحث إسماعيل العراقي (من مواليد 1983) عن ذاته، عبر خلطة من الأنواع السينمائية والأدوات والتقنيات، لإيجاد أسلوب خاص يميزه. مهمة لم تكن سهلة، رغم جدية المحاولة والاشتغال، إذ انتهى الأمر بخليط عجيب، بين أفلام عصابات وشوارع، بما فيها من عنف وقسوة، وأفلام الموسيقى الغنائية الغربية، تحديدا الـ”روك”، بما فيها من صخب وغرابة. لذلك يعتبر الفيلم محاولة جيدة لتقديم الجديد في السينما العربية والمغربية، والخروج قليلا من إطار السياقات المعتادة، بصريا وأسلوبيا.
ويتنافس على جوائز المسابقة، ذاتها، فيلم “جرادة مالحة” (بسيكو دراما) أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج والممثل إدريس الروخ، وأول مشاركة دولية للفيلم الذي يؤدي فيه الروخ دورا مهما، إلى جانب فاطمة الزهراء بناصر، وخنساء باطما، ومونة الرميقي، ونادية علمي، وعدنان موحجة، وعبد الرحيم المنياري، ومحمد الورادي، ومحمود بلحسن وآخرون.
ويرصد “جرادة مالحة”، سيناريو مشترك بين إدريس الروخ وعدنان موحجة، “رانيا” شابة في الثلاثينات تعيش أياما مضطربة رفقة زوجها، وتشك في علاقته مع امرأة أخرى. الخوف والغيرة اللذان يتملكان رانيا يدفعانها إلى قتل زوجها.
ورغم أن الشريط الجديد حصل دعم من المركز السينمائي المغربي بـ 4 ملايين درهم (400 مليون سنتيم)، إلا أن ادريس الروخ قال إن ميزانية الفيلم تجاوزت مبلغ الدعم بكثير، ولحسن الحظ أنه وجد منتجا يحب الفن ويدافع عن الفيلم المغربي، موضحا إنه سعى رفقة الطاقم الفني إلى إنتاج فيلم جيد بمعايير جودة فنية وتقنية عالمية.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة يشارك المغرب بفيلم “في زاوية أمي” لأسماء المدير، الذي استهل مساره في المحافل الدولية في نونبر 2020 باختياره للمشاركة في الدورة الـ33 لمهرجان “إدفا” السينمائي في أمستردام الهولندية، ومهرجان تورنتو بكندا، حيث حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي، كما نال جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان (إنه واقعي) بإيطاليا.
ويصور الفيلم، رحلة ذاتية للمخرجة تبحث فيها عن ذكرى أمها، فبعدما عثرت على صورة قديمة بين أمتعة والدتها تعود لقرية الزاوية التي نشأت فيها الأم وهي طفلة.