بيت الفن
بعد إغلاق دام 15 شهرا، نفضت المسارح وقاعات السينما المغربية الغبار لفتح أبوابها والعودة للاشتغال في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، على ألا يتجاوز عدد الحضور 100 شخص، مع ضرورة احترام التباعد الجسدي.
وفي هذا السياق، عبر العديد من المهنيين عن سعادتهم بقرار الحكومة بإعادة فتح القاعات السينمائية، خصوصا بعد حل إشكال تعويض أُجراء القاعات السينمائية، الذي تأخر توصلهم بتعويضاتِهم، مدة تناهز ثمانية أشهر، في شهر مارس الماضي.
ورغم الترحيب الواسع بهذا القرار إلا أن الحسين بوديح، رئيس الغرفة المغربية لقاعات السينما، يؤكد أن هناك إكراهات كثيرة تواجه القطاع، منها التراجع الكبير الذي تسجله نسب الإقبال خلال أشهر الصيف، موضحا أن قاعات السينما اعتادت، خلال سنوات طويلة، على الإغلاق ابتداء من شهر يونيو بسبب الامتحانات السنوية.
وأفاد بوديح أن فترة الحجر الصحي التي بدأت منتصف مارس 2020 شهدت إغلاق أربع قاعات سينمائية بشكل نهائي، بمدن من بينها الدار البيضاء وطنجة، كما فقدت القاعات سنة 2020 حوالي 70 مليون درهم من إيراداتها.
وفي سياق حديثه عن “الوضع الحرج لمهنيي القطاع السينمائي بالمغرب”، أعلن رئيس الغرفة المغربية لقاعات السينما عن تراجع مهول لرقم المعاملات السنوي، بالنسبة لمستغلي وموزعي قطاع السينما، رغم “تكفل الدولة بجزء من المصاريف الثابتة، خلال الفترة المتراوحة بين منتصف مارس ويونيو 2020، وتوقف في يوليوز 2020 على أمل مشترك لدى الجميع، في إعادة فتح قاعات السينما خلال الشهر نفسه، علما أن جزءا من هذا الدعم لم يكن ممكنا الولوج إليه إلا في شهر نونبر 2020.
ودعت الغرفة المغربية لقاعات السينما إلى “إنقاذ مهن، وقاعات السينما”، وبالتالي إنقاذ القطاع السينمائي بالمغرب بأكمله، بتصحيح الوضعية التي يعيشها.
وحسب الحصيلة السنوية للمركز السينمائي المغربي الخاصة بسنة 2020، فإن إيرادات السينما تراجعت إلى 23 مليونا و630 ألف درهم، مقابل 92 مليونا و977 ألف درهم سنة 2019.
وأوضحت الحصيلة أن الإيرادات المحصل عليها السنة المنصرمة خاصة بفترة ما قبل الإغلاق، ويتعلق الأمر بالأشهر الثلاثة الأولى (يناير وفبراير ومارس) التي شهدت إقبالا مهما على القاعات من خلال بيع 497 ألفا و141 تذكرة، موزعة على 146 ألفا و945 في شهر يناير 2020، و268 ألفا و73 تذكرة في شهر فبراير، و 82 ألفا و123 في النصف الأول من شهر مارس.
وتمكن الفيلم الكوميدي المغربي “30 مليون” من الاستحواذ على 45 في المائة من إيرادات الأفلام المعروضة بالقاعات السينمائية المغربية في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2020، بعد اكتساحه شباك التذاكر بـ226 ألفا و473 محققا إيرادات بلغت 10 ملايين و239 ألف درهم وهو رقم قياسي في تاريخ السينما المغربية.
وحسب الحصيلة السنوية للمركز السينمائي المغربي الخاصة بسنة 2020، فإن الأفلام المغربية استحوذت على 53.55 في المائة من الإيرادات محققة 12 مليونا و654 ألف درهم، مقابل 32.45 في المائة للأفلام الأمريكية التي حققت مداخيل بلغت 7 ملايين و667 ألف درهم.
يشار إلى أنه منذ منتصف مارس 2020 والقاعات السينمائية بالمغرب في حالة إغلاق، ورغم رفع الحجر الصحي والسماح للمقاهي والمطاعم والفنادق والمراكز التجارية والمؤسسات التعليمية وغيرها باستئناف أنشطتها وفق التدابير الاحترازية المعمول بها حاليا، في إطار حالة الطوارئ الصحية، ظل منع القاعات السينمائية والمسارح وباقي فضاءات العروض الفنية والثقافية من استئناف أنشطتها ساريا حتى متم شهر ماي 2021.