عزت العلايلي

عزت العلايلي..ابن “الأرض” الذي سخر فنه للدفاع عن العِرْض

بيت الفن

عزت العلايلي ممثل عملاق، ملأ السينما المصرية بأدائه أدوارا متناقضة وصعبة بعبقرية واحترافية، عاش حياة هادئة، ومات ميتة هادئة. رحيله يمثل رحيل مرحلة شديدة الأهمية في تاريخ الفيلم المصري الجاد.

فهو الفلاح الواعي المتحمس في “الأرض”، والفلاح المسحوق المغلوب على أمره في “المواطن مصري”،

هو عاشور الناجى فتوة الحرافيش، و محمد بيه الضابط الشريف الذي لا يقبل رشوة ولا إتاوة في “أهل القمة”.

هو المثقف الحائر في “الاختيار”، والمواطن البسيط الذي انحنى ظهره تحت قربة الماء الثقيلة في “السقا مات”.

عزت العلايلى “المواطن مصري” الذي بدأ حياته معد برامج تلفزيونية حتى يتمكن من الإنفاق على أشقائه الأربعة بعد وفاة والده، وظل يبحث عن فرصة يستطيع من خلالها العمل في المجال الذي يحبه.

طرق أبواب الاستوديوهات ونام على أرصفة الشوارع في انتظار مرور من يتحمس لموهبته، وفي 1962 ابتسم له الحظ، إذ رشحه المخرج صلاح أبوسيف للمشاركة في فيلم “رسالة من امرأة مجهولة” بطولة فريد الأطرش، ولبنى عبدالعزيز.

ورغم أن المشاهد كانت محدودة، لفت الأنظار وانتشر اسمه في فترة الستينيات من القرن المنصرم، حيث قدم تجارب فنية قليلة منها “معسكر البنات، و3 وجوه للحب”.

في فترة السبعينيات قرر أن يقدم فنا هادفا، وقد ساعده على ذلك صداقته بالمخرج العالمي يوسف شاهين، الذي رشحه للمشاركة في بطولة فيلم “الاختيار”.

توالت أعمال العلايلي بعد ذلك، ليقدم للسينما ما يقارب 130 فيلما أبرزها “الأرض”، “السقا مات”، “الاختيار”، “الطريق إلى إيلات” كما تألق على شاشة التلفزيون وقدم العديد من الأعمال الدرامية الناجحة منها: (قيد عائلي، ربيع الغضب، عسكر وحرامية، الحسن البصري، نور القمر).

حصد عزت العلايلي عبر مسيرته الفنية العديد من الجوائز والتكريمات مثل جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “الطريق إلى إيلات”، وكرم العام الماضي من مهرجان الإسكندرية السينمائي.

وحملت الدورة السادسة والثلاثون لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، التي نظمت في الفترة من 7 إلى 12 نونبر 2020 اسم الفنان عزت العلايلي، تقديرا لمساره وتاريخه الفني الثري.

كما أصدر منظمو المهرجان كتابا عن الراحل بعنوان “المواطن” من توقيع الكاتب سمير الجمل.

وقال الكاتب سمير الجمل، أن تكون دورة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي هذا العام باسم الفنان القدير عزت العلايلي شرف كبير لأنه قيمة فنية وإنسانية ووطنية كبيرة.

وأضاف أن أهم ما يميزه في المقام الأول ثقافته فقد بدأ حياته في التلفزيون كاتبا ومعدا للبرامج، بالإضافة إلى أنه كاتب مسرح أيضا وفي بدايات مسرح التلفزيون كانت له مسرحية شهيرة بعنوان “ثورة القرية” وسر شهرتها أحد الكومبارسات في ذلك الوقت وقد أصبح نجم النجوم وهو “عادل إمام”.

وتابع الجمل قائلا: إن عزت العلايلي ورشوان توفيق وأحمد توفيق الثلاثي الذي تخرج من معهد الفنون المسرحية عام 63 كانوا سببا في ظهور فرق مسرح التلفزيون وهم أصحاب الفكرة في إطلاقه الذي أظهر 90 في المائة من نجوم مصر الكبار.

وأشار إلى أن سر تسمية كتابه الجديد “المواطن” عن عزت العلايلي يرجع إلى أن العلايلي يعتبر من الفنانين القلائل الذين ينتمون للفن المصري والعربي وساهم في مسيرة الفن العربي في سوريا ولبنان والكويت والجزائر والمغرب والعراق.

وأكد أن مفاجأة الكتاب بالنسبة له هو اكتشافه فيلما سينمائيا نادرا عن المقاومة الفلسطينية كانت بعض المواقع والكتب السينمائية تطلق عليه اسم “عملية فدائية” واكتشف أن اسمه الحقيقي “شناو” وكان من إخراج سمير سيف في بداياته الفنية، وتم تصويره في دول كثيرة ويتحدث عن منع اليهود من الهجرة من النمسا حتى فلسطين بعد جمعهم في قصر يسمى شناو في النمسا.

وعن احتفاء مهرجان الاسكندرية بعزت العلايلي أعرب الجمل عن كون قيمة الفنان ليست في عدد الأعمال الفنية التي يقدمها ولا شهرته الواسعة ولكن في نوعية هذه الأعمال ومدى ارتباطها بقضايا الوطن حتى لو كان هذا العمل كوميديا، كما أنه من القلائل الذين بدأوا حياتهم بالمسرح ثم عمل في التلفزيون وبعد ذلك السينما والإذاعة كذلك.

وأوضح أن الفنانين الذين تواجدوا أثناء تكريم العلايلي بالمهرجان أعربوا عن فخرهم بهذا التكريم ووصفه الفنان القدير محمود حميدة بأنه ممثل عالمي والناقد الفني طارق الشناوي بالنجم الذي يحتضن جمهوره والفنان صلاح عبد الله وصفه بأنه الأستاذ الذي علم العديد من الأجيال، والفنانة إلهام شاهين كشفت عن مواقفه الطيبة معها وكذلك المخرجة إيناس الدغيدي وحكى المخرج عمر عبد العزيز عن ذكرياته الإنسانية مع عزت العلايلي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

ماريان خوري

تعيين ماريان خوري مديرة فنية لمهرجان الجونة السينمائي

تعيين ماريان خوري مديرة فنية للمهرجان من أهم القرارات التي اتخذتها إدارة مهرجان الجونة… بيت …