الدورة الأولى مهداة إلى روح الصايل
بيت الفن
رغم إكراهات جائحة كورونا، كسبت مدينة الدارالبيضاء رهان تنظيم الدورة التأسيسية لمهرجان دولي للسينما المستقلة، يليق بمكانتها كمدينة عالمية خلدت اسمها عبر العديد من الأفلام السينمائية، سواء تلك التي حملت اسمها “كازابلانكا” أو اعتمدتها كفضاء لأحداثها، واحتضنت لقاءات دولية حاسمة غيرت تاريخ العالم الحديث (مؤتمر “آنفا”).
فبعد أربعة أيام من العروض السينمائية النوعية واللقاءات المتميزة اختتمت مساء يوم الأحد 31 يناير 2021 فعاليات الدورة الأولى من المهرجان النوعي بتتويج فيلم “عند الغسق” (2020- 128 د) للمخرج الليثواني شاروناس بارتاس، بالجائزة الكبرى للفيلم الطويل “أنفا”، بينما حصد الفيلم الفرنسي “مدام بوريس” لمهدي بنعلال جائزة الفيلم القصير، ونال الفيلم المغربي “حمائم” للمخرج معدان الغزواني تنويها خاصا من لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير.
وبخصوص باقي جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ذهبت جائزة الإخراج للفيلم التركي “أشباح” لأزرا دنيز أوكياي، وجائزة السيناريو للفيلم الفلسطيني “200 متر” لأمين نايفه،
وجائزة التشخيص ذكورا للممثل الفلسطيني علي سليمان عن دوره في فيلم “200 متر”، أما
جائزة التشخيص إناثا ففازت بها الممثلة التركية دليدا غونس عن دورها في فيلم “أشباح”.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة “خفقة قلب” مناصفة بين الفيلم السينغالي/الفرنسي “ملاقاة والدي” (2018- 110 د) من إخراج وسيناريو وصورة وصوت الحسن دياغو، والفيلم الفرنسي “من نجمة إلى نجمة” من إخراج أنطونيو أمارال.
وأهدى رئيس المهرجان، الناقد السينمائي حمادي كيروم، دورة هذه السنة إلى روح نورالدين الصايل قائلا “ونحن نحقق هذا النجاح لا يمكن إلا أن نهديه إلى روح الأستاذ نورالدين الصايل، الذي أسس الثقافة السينمائية بالمغرب وقدم الكثير من التضحيات على مستويات عدة في الإذاعة والتلفزيون والمركز السينمائي المغربي حتى نستطيع أن نجعل من السينما فكرنا اليومي ووسيلة للتعبير وللحرية والديمقراطية”.
وعن اختيار اسم “أنفا” للجائزة الذهبية قال رئيس المهرجان حمادي كيروم “اخترنا الاسم العريق لمدينة الدار البيضاء “أنفا”، ومعناه بالأمازيغية “الهضبة” أو “الأرض المرتفعة”، وأخذناه كرمز لإثبات أصالة هذه المدينة التي هي نافذة المغرب على المعاصرة والحداثة والتقدم. وإذا كانت الدار البيضاء هي بالفعل العاصمة الاقتصادية للمملكة فنحن نسعى إلى المساهمة في جعلها عاصمة للثقافة، نظرا لما تزخر به من مسارح مهجورة وقاعات سينمائية تموت تدريجيا وسكان مواطنين يبحثون عن نقطة ضوء ثقافية وترفيهية متميزة.
وأضاف أن البيضاويين في حاجة إلى إخراجهم من كارثة عقلية الإسمنت المسلح، الذي كفن أجسادهم وأرواحهم، ويكاد يفقدهم إنسانيتهم إذا لم نتحمل مسؤوليتنا جميعا.. الدار البيضاء تستغيث وعلينا أن نلبي طلب هذه الاستغاثة.. كل بما يملكه من حب لهذه المدينة العالمية التي تؤسس لمغرب القرن 21”.
وتميزت فعاليات المهرجان، التي جرى تنظيمها عن بعد، بمشاركة 30 فيلما في مسابقتين رسميتين هما مسابقة الأفلام الطويلة (12 عنوانا) ومسابقة الأفلام القصيرة (18 عنوانا).
وتبارت أفلام المسابقة القصيرة على جائزة واحدة هي جائزة أنفا الذهبية للفيلم القصير، في حين تبارت أفلام المسابقة الطويلة على ست جوائز هي جائزة أنفا الذهبية للفيلم الطويل (الجائزة الأولى أو الكبرى) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الإخراج وجائزة السيناريو وجائزتا التشخيص ذكورا وإناثا.
تجدر الإشارة إلى أن الأفلام الطويلة الإثنى عشر التي تبارت، أمام لجنة تحكيم سداسية الأعضاء برئاسة المخرج والمنتج والسيناريست الفرنسي وممثل السينما المستقلة بأوروبا مانويل سانشيز، هي الفيلم الفرنسي “16 ربيعا” (2020- 73 د) لسوزان لندن، الفيلم السوري “نجمة الصبح” (2019- 100 د) لجود سعيد، الفيلم التركي “أشباح” (2021- 90 د) لأزرا دنيز أوكياي، الفيلم السينغالي/الفرنسي “ملاقاة والدي” (2018- 110 د) من إخراج وسيناريو وصورة وصوت الحسن دياغو، الفيلم المصري “قابل للكسر” لأحمد رشوان، الفيلم الفرنسي/اليوناني “ملتم” (2019- 83 د) لبازل دوغانيس، الفيلم الفرنسي “من نجمة إلى نجمة” (2020- 86 د) لأنطونيو أمارال، الفيلم الإيطالي “غرور” (2020- 55 د) للمخرجين ماريو بريطا وزوجته كارين دو فيلير، الفيلم البرتغالي “أشباح” (2019- 119 د) من تأليف وإخراج وإنتاج وصورة وصوت تياغو سيوبا، الفيلم الفلسطيني “200 متر” (2020- 96 د) لأمين نايفه، الفيلم الفرنسي “أمراء وجوالون” (2019- 73 د) للمخرجة فابيين لوهويرو، فيلم “عند الغسق” (2020- 128 د) للمخرج الليثواني شاروناس بارتاس.