عمر حلي

عمر حلي يلقي الدرس الافتتاحي للمعهد العالي للفن المسرحي

تحت عنوان “التعليم الفني بالجامعة المغربية..التحديات والرهانات”

بيت الفن

ألقى الرئيس السابق لجامعة ابن زهر بأكادير وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الدكتور عمر حلي، يوم الجمعة 15 يناير 2021، الدرس الافتتاحي للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي تحت عنوان “التعليم الفني بالجامعة المغربية..التحديات والرهانات”.

وأكد الأستاذ الجامعي، عمر حلي، ضرورة المزج بين التنظير والممارسة في مجالات التنشيط الثقافي والمسرحي والسينما.

وأبرز الأكاديمي عمر حلي، أن الممارسة النظرية لا تأتي معزولة بل يجب أن تكون في قلب التطبيق، لأن التنشيط الثقافي أو المسرحي ليس دراسة نظرية فحسب، بل يتعين القطع مع هذه المقاربة، لأنه لا يوجد مسرح أو سينما بدون حركية.

واعتبر أن التعليم الفني، خاصة في مجال التنشيط المسرحي والثقافي، سيظل رهينا بالتماس والدينامية التي يمكن خلقها بين الدرس النظري الذي لا يمكن التخلي عنه، وبين التطبيق فوق خشبة المسرح، مسجلا أن الفنون تفرض وضعا اعتباريا خاصا وأيضا تمازجا بين الرغبة في الأداء والمنحى الذي يفرض نفسه في التنظير، مشيرا إلى أن الجامعة تقترح اليوم العديد من التكوينات، ولكن يغلب عليها الجانب الأدبي والكلاسيكي في المقاربة، مما يصعب في كثير من الأحيان الانتقال من الجانب النظري التأريخي للفنون للأدب والمسرح والسينما، إلى أعمال تطبيقية.

وتطرق الأستاذ حلي إلى مختلف المحطات التي عرفها التعليم الفني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “التعليم العالي بصفة عامة والتكوين في المجال الفني على الخصوص حديث ذو شجون، لأن الممارسة المسرحية والسينمائية، التي تمتد على مدى أربعة عقود على الأقل شهدت محاولات التحدي والاستمرار والتصويب والتقويم بصفة دائمة “، ومبرزا أن التعليم الجامعي والتكوين في المجالات الفنية حديث العهد زمنيا، لأن الركن الأساس الذي بنيت عليه هذه المجالات هو الممارسة المسرحية والسينمائية والتنشيط الثقافي، تلاه بعد ذلك اهتمام الجامعة المغربية والتعليم العالي بمجال التكوين في المجال المسرحي والفنون الدرامية والسينما وبالتنشيط الثقافي.

وزاد قائلا إن “المسرح والدراما والسينما استحدثت انطلاقا من إنشاء هذه المؤسسات الجامعية منها المعهد العالي، وانطلاقا من رجة وقعت في التعليم العالي بولوج كثير من الممارسين للمسرح إلى أسلاك التدريس بالتعليم العالي أغلبهم قدموا من العمل الجمعوي والممارسات المسرحية التي كانت معروفة أساسا في مسرح الهواة والمسرح الاحترافي بعد ذلك، وهذا ما أثرى الدرس الجامعي”.

وتابع بالقول أن “هذه النشأة خلقت نوعا من المعضلة والتشابك ، لأن في الجامعة هناك غلبة للتنظير والدرس النظري”، لافتا إلى أن هذه الغلبة بقدر ما تحمل معها زادا معرفيا ونظريا مهما لا محيد عنه من أجل تطوير الدرس المسرحي والفني بصفة عامة في الجامعة، بقدر ما ألقت بثقلها على تلك الممارسة.

واعتبر حلي أن الممارسة النظرية كانت تجد وقعا أكثر في الممارسة التطبيقية عند الجمعيات وليس في الجامعات، مما خلق نوعا من التوازي بين درس نظري رصين يقوده نقاد منفتحون على الثقافة الغربية، وأثروا تأثيرا بليغا وعميقا في الدرس الجامعي، وبين الممارسة التطبيقية، ولكنهم في المقابل، لم يؤثروا على الممارسة المسرحية والسينمائية داخل رحاب الجامعة.

وأردف أنه تم خلق بدائل لهذا التطبيق في تنظيم مهرجانات جامعية بعدد من الجامعات المغربية منها الدار البيضاء وأكادير وطنجة، حيث أصبحت هذه المهرجانات تشكل مجالات لتطبيق الدرس النظري، وذلك عبر التلاقح والتقاطعات بين الفرق المسرحية المشاركة التي كانت تقدم عروضا رفيعة المستوى، مستطردا أن للمهرجانات حيزا زمنيا قصيرا ولم تستطع السير بالوتيرة ذاتها وبنفس حمولة البدائل المطروحة.

ولفت في هذا الإطار إلى أن المسرح الجامعي شهد انكماشا لتوقف عدد من المهرجانات الجامعية وأيضا لاستمرار أخرى بإيقاع مغاير، وحصل تغير في الوسائل والرؤى، فتمت العودة إلى الدرس النظري بإحداث مسالك وتكوينات تقترح مداخل للثقافة والفرجة بكل أنواعها، متوقفا عند مختلف أنواع التكوينات المتعلقة بالمسرح والثقافة والسينما والفرجة والتنشيط الثقافي، والتي أصبحت حاضرة على مستوى كافة التكوينات الجامعية (الإجازة والماستر والدكتوراه).

ويندرج الدرس الذي جرى إلقاؤه بقاعة با حنيني بالرباط، حسب إدارة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها المعهد، والتي تكرس رغبة هذه المؤسسة الفنية والأكاديمية في أن تصبح فاعلا محوريا على الساحة الثقافية المغربية، وتنفتح بالموازاة مع ذلك على الفضاء الاجتماعي والاقتصادي الذي تتجذر فيه.

وسبق للمعهد منذ تأسيسه أن استضاف شخصيات بارزة من عالم الثقافة والفكر مثل الطيب الصديقي وخوسي موليون وأحمد بوكوس ونورالدين الصايل.

والجدير بالذكر أن عمر حلي، الناقد الأدبي والفاعل الجمعوي والمثقف، من مواليد مدينة آسفي، وبعد استقراره مدة قصيرة بمدينة أولاد تايمة، نال شهادة الباكالوريا بمدينة أكادير ليلتحق بجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث حاز على شهادة الإجازة في الدراسات العربية سنة 1984، ثم على دكتوراه الدولة من جامعة ابن زهر بأكادير، حيث عمل أستاذا للتعليم العالي بشعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، ليخوض بعدها غمار الإدارة والتسيير كنائب لرئيس الجامعة، وينال الثقة ويعينه صاحب الجلالة رئيسا لجامعة ابن زهر سنة 2011.

وبعد أربع سنوات قرر مجلس الحكومة تعيين الدكتور عمر حلي رئيسا لجامعة ابن زهر لولاية ثانية سنة 2015، وليستكمل الرجل مسار الثقة تم تعيينه في مطلع سنة 2019 عضوا بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي من قبل رئيس الحكومة.

وحلي من أبرز بين الوجوه الأكاديمية التي دافعت عن التكوين الفني، خصوصا المسرحي بالجامعة لما لها من أهمية في تكوين وتفتح وصقل شخصية الطالب الجامعي. كما يعد عمر حلي من مؤسسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

دوري مسرح الأحياء بمكناس يطلق دورته الـ15

سيتم اختيار أفضل العروض المسرحية من طرف لجنة تحكيم تتكون من عبد الرحمان بن زيدان …