سميرة أملال

“وجه آخر للموت” ديوان جديد للشاعرة سميرة أملال

 الديوان صرخة لاسترداد أسمى معاني الحياة

بيت الفن

في ظل وباء كورونا الذي اجتاح العالم ولم تنأى الحياة الاجتماعية ولا الثقافية المغربية عن مضاعفاته، أصدرت الشاعرة المغربية سميرة أملال، أخيرا، ديوانها الشعري الثالث تحت عنوان “وجه آخر للموت” في 82 صفحة تضم 25 قصيدة تمثل جلها رؤية أخرى للحياة التي لا مفر لها من نهاية حتمية لسبب من الأسباب.

وتناول عدد من النقاد الديوان بالتحليل والقراءة باعتباره عملا جديرا بالتمعن في صوره المختلفة التي تقدم “الموت” كنهاية لكن أيضا كدافع للصراع من أجل البقاء، وجدير بقراءة أبعاده الرمزية كمصير حتمي لكل حياة..

وهكذا نمر، ما بين “أوطان تأكل صغارها” و”لذة الموت” عبر “حلم وقصيدة” و”حفيدة الشمس” و”فوضى الغياب”، إلى أن نبحر في “معارج الشوق” و”خطيئة الحلم” لنصل في الأخير إلى “حلم خارج مدارات الحقيقة”… لتعطينا الشاعرة قصائد هي عبارة عن صرخة في وجه أوطان تفتك بشعوبها، وصرخة تناشد التغيير وتفتح الأبيات على غد يحيى بالأمل في أوطان يتحول فيها ملك الموت إلى ملاك ينشر الفرح والجمال، ولو على أنقاض أرواح تلاشت.

تقول سميرة أملال، ابنة مدينة ورزازات، إن ديوانها الأخير تجربة شعرية مختلفة حاولت تقديمها برؤية أخرى عن حب الحياة وحب الإنسان كأسمى كيان في الوجود…هذا الإنسان الذي يستحق أن يعيش بكل حرية وكرامة وسلم وأمان قبل أن يوافيه أجله المحتوم.

وتعتبر الشاعرة والكاتبة المغربية حكيمة الشاوي في تقديمها للديوان أن سميرة أملال عبرت فوق الجمر وهي تكشف أنياب الموت وتقلب معادلته “الموت من أجل الحياة..الذي يصنع بداية جديدة من تلك الصور المفجعة للأوطان التي تأكل صغارها” مضيفة أن “الديوان الشعري صرخة مبحوحة من ألم ودم، تسيل حبرا صافيا نقيا إنسانيا..لا تشوبه فقاعات التباهي، والذاتية المفرطة، والكسوف العابر.. هو رسالة مفتوحة ومقروءة بشفرات إنسانية إلى كل الجهات المعلومة والمجهولة” تحاول من خلاله الشاعرة “ترميم أشلاء الموت لتبعث فيها الفرح والحلم والشوق والأمل في حياة أخرى تتجدد بعد الموت..لتصبح وجها آخر للحياة أو وجها آخر للشمس”.

وترصع الديوان بكلمة غالية للوالدين الكريمين، إذ نقرأ في صفحة الإهداء “وجهان يضيئان حياتي.. وردتان تزهران حقول الشوق كلما تهت في الغياب: أمي وأبي” وإهداء لفلذات الكبد “قصائد تجوب بحار قلبي وتهدهد طفولتي الصغيرة: أكرم، آدم، بسمة”.. وآخر “لكل من عطر وجودي، من أنا دونكم؟ لاااا شيء”… .

من إصدارات الشاعرة “وحيدا تمضي وحيدا تعود” و”وحده الليل يفقه سر الفراشات” لنجد أن سميرة أملال، رغم اختلاف الرؤية الشاعرية، تحتفظ بتلك النزعة الإنسانية التي تميز جميع إبداعاتها، حتى تلك التي تكتفي بتدوينها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”.

 

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

حكيم بلعباس يقدم تجربته السينمائية للطلبة

قدم المخرج المغربي حكيم بلعباس، ضمن فعاليات الدورة الثانية لملتقى سينما المجتمع، الذي نظمته جمعية الشروق للثقافة والتنمية...