بيت الفن
يحتضن متحف المعادن للفن المعاصر الإفريقي بمراكش معرضا جماعيا لثمانية فوتوغرافيين إلى غاية 5 فبراير 2021.
واختار منظمو المعرض لهذا الحدث الفريد من نوعه عنوانا خاصا وهو “الزمن الهارب” Tempus Fugit، ويلتقي في هذا المعرض فنانون مغاربة يحكون بالصور قصصهم العابرة والضمنية، ويبوحون بكاميراتهم كل ما يتعلق بيومياتهم أثناء الحجر الصحي، وأيضا أثناء تخفيفه، والأعمال المعروضة سهرت عليها مجموعة «مافودر» وبرعاية الفنان محمد كيليطو، مندوب المعرض.
وثق كل مشارك يومياته وأحلامه زمن الحجر بطريقته الخاصة، ما أفرز مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية لأكثر من 50 عملا مطبوعا، وكلها تمثل الحياة اليومية. يركز هذا المعرض بشكل خاص على سرد القصص، ويهدف إلى ربط العديد من القصص معا من خلال منح كل فنان فوتوغرافي الحرية للتعبير عن رؤيته وخبرته، وفي نهاية المطاف، يوثق هذا الأثر باعتباره مكونا فنيا وثقافيا.
وهكذا، تقدم الفنانة الفوتوغرافية، فاطمة الزهراء سيري، صورا حزينة وشاعرية بين المسافة والوحدة وأحلام الهروب. وبالشكل ذاته يقدم وليد بندرة العمارة الحضرية المجوفة لسكانها. ويحاول هشام بن أوحود أن يبني مساحة معيشته ويعيد تنظيمها من خلال مجموعة متشابكة من الخطوط والاتجاهات، من جانبه يوثق المصور الصحافي ياسين التومي بشكل منفصل تنظيم بلد في حجر صحي، وفي السياق نفسه يضيف سيف كوسمات لمسة إنسانية إليه من خلال المواقف والإيماءات والعادات اليومية، التي التقطتها عدسته، في الحواري الخالية إلا من بعض المارة الذين يقصدون مقارات عملهم، أو لقضاء حوائجهم في زمن لا يشبه الأزمنة، زمن طبعه كورونا.
عن المعرض يقول الفنان محمد كيليطو إن التظاهرة الجمالية حققت رهان هؤلاء الفنانين، إذ جمعت بين العديد من القصص التي تظهر فيها رؤى ومقاربات مختلفة، تجارب فردية أو حميمية مشتركة، فسيفساء من وجهات النظر الشخصية، مقتطفات من القصص الفردية التي لا تزال تحاور، وتستجيب لبعضها البعض وتتجمع بفضل سينوغرافيا دقيقة، أنتجتها زينب أندريس أراكي، لإعادة بناء خريطة شاملة لهذه الفترة غير النمطية.
و»بين التصوير الصحفي، وألعاب الرسم، والمسرح، والتجارب الفنية والشعر، يتقاطع المعرض الجماعي الذي يشبه إلى حد ما شريط ،Tempus Fugit ويمزج بين لحظات من الحياة، وأرشيفات معاصرة تكشف عن جوانب مختلفة من المغرب اليوم، يختتم كيليطو تصوره.