بيت الفن
في إطار أنشطتها الفنية والثقافية، تنظم جمعية الإسماعيلية للتواصل والتنمية بالجديدة فعاليات مهرجان دكالة الدولي للثقافة والفن، التي تضم معرضا تشكيليا جماعيا افتراضيا بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، ويمتد المعرض الذي ينطلق بشعار “إشراقة أمل” إلى 30 نونبر الجاري. ويشارك في المعرض 14 فنانا تشكيليا، أكدوا إشراقتهم الفنية في أعمالهم التي ستعرض على صفحة المهرجان بـ”الفايسبوك” وكذا صفحة الجمعية السالفة الذكر.
ومن المشاركات تطالعنا تجربة الفنانة التشكيلية أمينة الشناني، التي مارست التشكيل وهي في السلك الابتدائي، في بداياتها الأولى جسدت ألوان الزرابي المعروضة في حي الأحباس بالدارالبيضاء، وخبرت كل الأساليب التعبيرية التشخيصية منها والتجريدية، وقاربت عدة موضوعات إيحائية تهم الجسد والطبيعة. على هذا الأساس، فإن لوحاتها الفنية تنم عن حالات تعبيرية طاهرة وبريئة يتم مشهدتها بوصفها امتدادا طبيعيا للزمن ومسكنا رمزيا للتصور التلقائي والخام للذاكرة في عنفوانها وعذريتها. استطاعت المبدعة الشناني أن تؤسس قاموسا تشكيليا ينشد كل ماهو أصيل في المرأة، إذ قدمتها جماليا بكل أحاسيسها، وانتصرت لها في كل معارضها الفردية والجماعية.
تجربة تشكيلية أخرى تندرج ضمن الاتجاه العفوي الخام، والأمر يتعلق بالفنانة التشكيلية المغربية المقيمة في بلجيكا، مباركة ضومر، التي تماهت حد التجلي مع أعمال فاطنة كبوري، فرأت فيها صرحا فنيا، أنار طريقها نحو تأسيس رؤية تشكيلية خالصة، فبدأت بمواضيع قريبة إلى الوجدان الشعبي، فراحت تنبش في حكايا نساء البادية بالألوان والفرشاة. ضومر اسمها معروف في الأوساط الثقافية والفنية في بلجيكا، حيث شاركت في مجموعة من المعارض في بلد الإقامة، فضلا عن مشاركتها في المغرب. راكمت ضومر تجربة فنية امتدت منذ أن وعت أن الفن قضية حياة ووجود.
وأبت الفنانة التشكيلية المصرية المقيمة في السعودية، ميساء مصطفى، إلا أن تشارك بأعمالها الجديدة التي صورت مشاهد فيروس كورونا، وتتميز أعمالها بالابتعاد الكلي عن الجاهز، لوعيها الراسخ بأن الفنان الحقيقي هو من یمثل إضافة إلى المشهد الكلي، باشتغاله على المختلف والمغایر؛ لذلك اعتمدت الفنانة المادة شرطا إضافيا للتعبير عن أعماقها: التي هي أعماق الإنسان. وفي هذا الشأن تقول میساء مصطفى: “أحببت التنوع في استخدام الخامات داخل اللوحة كالمنادیل الورقیة والقهوة وبعض المواد الأخرى، تعبر عن مجموعة من الأحاسيس، وهي حالة أحببتها كثیرا لأنها تتحدث عن رقي المشاعر حبا وحزنا، فرحا وعشقا حد الهذیان”.
مقترب بصري آخر معروف في أوروبا ويتعلق الأمر بنعيمة السبتي فهي تقدم حسب العديد من النقاد، المرأة في كل تجلياتها وصفائها بصفتها مواطنة كونية بالنظر إلى لغتها الصباغية، مع احتفالها الكبير بالمرأة، الوجه الكامل والذات الفياضة إحساسا. يذكر أن نعيمة السبتي فنانة أعمالها ذات منزع تشخيصي، وتعد واحدة من الفنانات اللواتي اكتوون بروح الألوان، وتسهر على تنظيم العديد من التظاهرات والإقامات الفنية سواء في المغرب او في فرنسا، وتحديدا في مدينة مونبوليي، حيث تترأس جمعية فنية “الفن بلا حدود”، إلى جانب مشاركتها في معارض على امتداد جغرافية المغرب، وبعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا، وبلجيكا، والقائمة طويلة.
في المعارض الجماعية والفردية لا يمكننا ان نمر دون ذكر اسم الفنانة التشكيلية، بشرى الزياتي، فنانة عصامية كان لتعدد مجالات تكوينها تأثير واضح في الأعمال الصباغية التي أنجزتها بعد ذلك؛ بحيث أننا نسجل في لوحاتها نزوعا قويا لتعدد الألوان وثراءها، ما ينطبق على الأشكال والعلامات التي توظفها أيضا. بالإضافة إلى تدقيقها اللامتناهي في تفاصيل ما ترسمه، والذي لا بد أنه يتطلب منها المثابرة الكبيرة في البحث قبل الشروع في العمل، وطاقة كبيرة على الصبر لحظة الإنجاز.
من ضمن المشاركين، أيضا، نذكر تجربة صالح بن ناجي (يعيش ويعمل بسطات) التي تندرج ضمن المدرسة التشخيصية الواقعية، فعندما نستحضر أعماله نستحضر معها الديوان البصري لملحمة الفروسية بكل مراسيمها وطقوسها الاحتفالية.
فنان التزم مند 1982 باختيار المسالك الصعبة على غرار المبدعين الباحثين والمهووسين بالثقافة المحلية في أبعادها الرمزية والدلالية. أعمال تحتفي بالأرض والحيوان، بل هي متتاليات من الأحصنة يتقدمها “مقدم السربة” بوجهه الصارم وعفويته الصارخة، يمكن الحديث عن سجلات بصرية منطقها ” لا أصالة إلا في الأصل”.
من مدرسة “كوبرا” الأوروبية، والاتجاه الفطري يحضر الفنان التشكيلي مصطفى العمري الملقب بالمجدوب، وهو من الفنانين القلائل بالمغرب غزيري الإنتاج في مجال الفن التشكيلي الفطري، معتمدا في ذلك على الجذبة والبخور، يرسم لوحات استثنائية أيضا تعكس أقنعة الوجوه، ورموزا تراثية وخطوطا ومنعرجات وكأنها دراسة للقيم الانسانية النبيلة. وانطلاقا من هذا المعطى الخاص، رسم المجذوب مساره الفني بإصرار وإرادة وحب.
متيم بعيون الأحصنة هو الفنان التشكيلي نورالدين عرفي، إذ عمد هذا الفنان إلى اتخاذ صيغة تحويرية مختزلة نحو فروع أجساد الخيول، التي تناولت عيون الفرس، فضلا عن تنفيذ أعمال تتضمن عيونا من الجواهر. عرفي فنان عاشق ومغرم بعيون هذا الحيوان الذي تحت حوافره الخير، اذ اختار مفردة تعد من أهم وسائط الدماغ العقلي كوسيلة ناطقة وفاحصة للتأكد والحذر والتقبل البصري.
من مدرسة أخرى واتجاه آخر يطالعنا الفنان التشكيلي حسان أبوحفص، الذي انطلق من أندية سينمائية، كان أول معرض له بمدينة ابن احمد سنة 1984 بعد ذلك انتقل إلى مدينة سطات يدرس مادة العلوم الفيزيائية، وكانت البداية الحقيقية له في مجال التشكيل بفضل توجيهات مجموعة من الفنانين التشكيليين، وقد استطاع أن ينحت اسمه في سماء التشكيل، وشارك في العديد من الملتقيات الوطنية بعدة مدن، كما ساهم في رسم العديد من الجداريات، سواء بمدينة سطات أو خارجها.
على مستوى آخر تؤكد الباحثة والناقدة الجمالية خديجة مدني العلوي، في مقالة باللغة الفرنسية سلطت فيها الضوء على المنجز التشكيلي لحسن شبوغ، أن الرجل رصع مساره عبر العديد من المعارض التي جابت جغرافيات المغرب. وقالت إن ميثاقه البصري ينهض من داخل روح آمنت بأن الفن رسالة، وأن الفنان يرسم كمن يدبج نصا شعريا على نار هادئة.
رغم انشغالاتها المهنية في مجال الهندسة استطاعت صفاء حافيظ أن تبرز جانبا مهما من حياتها الفنية، حيث ترعرت بأسرة فنية بمسقط رأسها بمدينة مراكش، وهو ما أعطاها دفعة قوية لتاريخها الخاص المتمثل لأهم معالم المدينة الحمراء، وكذا انجذابها لوالدتها التي تهتم بالديكور الداخلي والتحف القديمة، إضافة إلى أختها الشاعرة ووالدها المهتم بالقراءة.
فاطمة العسري فنانة تشكيلية من مدينة المضيق ترعرعت ودرست بها. خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، فاعلة جمعوية بعدة جمعيات ثقافية.وشاركت بعدة ملتقيات ومهرجانات فنية بالمغرب وخارجه.
ومن الجديدة يشارك عبد القادر بوطافي، تشكيلي ونحات استلهم أبجديات الفن من أسرته الصغيرة، حيث تأثر بالبيت الذي نشأ وترعرع فيه، لكون والدته رحمها الله كانت مبدعة بالفطرة، وبكل ما هو تقليدي، ما جعله ينغمس بشكل كبير في حب الرسم، قبل أن يجد نفسه في فن النحت الذي أبدع فيه كثيرا.
سهام حلي أﺳﺗﺎذة اﻟﻔﻧون اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺛﺎﻧوي اﻟﺗﺄھﯾﻠﻲ ﻋﺿو ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔﻧﺎﻧﺎت اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺎت ﺑﺎﻟﻣﻐرب، نظمت وشاركت في عدة معارض فردية وجماعية محلية ودولية، كما ساهمت في ورشات تكوينية بالناظور، مثلت المغرب كفنانة ومؤطرة في المجال الفني البصري في عدة مناسبات وفي عدة دول عربية وأجنبية.