ألوبسي

الصحافة المصرية تشيد بالفيلم المغربي “ألوبسي”

بيت الفن

أشادت الصحافة المصرية بفيلم “ألوبسي” لمخرجه المغربي مهدي عيوش، خلال مشاركته في الدورة 36 لمهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط.

وقالت الكاتبة ناهد صلاح في مقال نشرته بـ”اليوم السابع” إن “الفيلم هو التجربة الثالثة لمخرجه مهدي عيوش في ساحة الأفلام القصيرة، التي يترجل فيها بثقة المتمهل الذي يبحث عن نقطة ترسخ تجربته وتقوده إلى مساحة أوسع، من الوهلة الأولى بدا عيوش متمكنا أكثر في عمله الثالث، الذي يؤكد انضمامه إلى قائمة مخرجي المغرب، هؤلاء الذين درسوا الإخراج السينمائي بالخارج وتخصصوا به، وهو في فيلمه هذا لا يقدم موضوعا محليا، يخرج من أطلس المغرب أو جغرافيته في الجبال أو المدن، إنما هو موضوع إنساني مفتوح خارج الحيز الجغرافي، ربما الأمر لا يستدعي دهشة كبيرة، سيما أن هناك أفلام مغربية أخرى خرجت من إطار التقليدية والمشهدية المحلية المغربية المعتادة، لكن ما يسترعي الانتباه هنا، هي مجموعة التضادات التي جمعها المخرج الشاب مهدي عيوش في نصه الذي يخلص إلى نهاية كوميدية مكلومة بأسى داخلي، نقائض درامية اختارها بعناية وقدمها خلال 15 دقيقة في توليفة لا يُستهان بصنعتها، وتظهر إنحيازا واضحا إلى الموضوع النسوي”.

وتضيف الكاتبة أن قصة الفيلم تبنى على المفارقة التي تتفجر في واقع عبثي، طرفاه المرأة والرجل، يبدو الأمر في البداية أنها مكالمة تليفونية تأتي على خط الدعم النفسي، وهو أمر شائع في كبريات المدن، حيث يستقبل المتخصصون اتصالات هاتفية من مجهولين لأجل الاستماع إليهم ومرافقتهم في حل مشاكل حياتهم وضغوطاتهم النفسية، فتطالعنا ماريا (نفيسة بن شهيدة) الطبيبة النفسية وهي تتلقى اتصالا من هشام (عصام أبو علي) رجل على وشك الانتحار، يلجأ إلى الدعم النفسي كأخر فرصة يمنحها لنفسه، مباراة في التمثيل بين طبيبة حيادية المظهر ورجل موتور، منفعل، هي تحاول إقناعه بالبقاء، بينما تتخلل المكالمة مشاهد تختصر حالات من التوتر العنيف بين الرجل والمرأة، لابد أن يتماهى معها المتفرج ويصعد معها إلى الذروة لدرجة ما من التورط في الحدث، حتى الطبيبة نفسها وهي على الطرف الأخر المحايد تأتي لحظة، تنخرط بوعيها الباطن في الحكاية، ما عبر عنه المخرج في مشهد شديد الرهافة، ظهرت فيه على شفا السقوط مع سقوط كوب الماء، اختلاط يعبر عن التورط في النزاع الإنساني المؤلم والذي يقدمه الفيلم على طريقة أنه لم ينج منه أحد.

وتخلص الكتبة إلى أن مهدي عيوش نهج اشتغاله السينمائي بحصافة لينأى كثيرا عن التقليدية، متجها نحو نوع من التجديد مزج بين واقعية موضوعه وامتدادات في الشكل البصري كما في السينما الروسية، هذه السينما التي درسها مهدي عيوش في أوكرانيا ويحذوها كمثال طموح في الولوج للعمق السينمائي، تقنية سرد سريع وتقطيع أسرع يكشف عن مونتاج واعي ومونتير واعد (وليد المسناوي)، ويأخذنا بمضمون حيوي إلى مشهد بصري وجمالي بكاميرا ويسلي مروزينسكي، ثم تضيف الموسيقى التصويرية للمؤلف الموسيقي جويل بلغريني جمالا على جمال الشكل أيضا، وتتوغل بنا  إلى موضوع متأت من راهن قاس منبثق من عجز إنساني ما، يحاول الفيلم أن يلتقط نبضه وحالته في مسار يتحرر من الكلاسيكية، لنتوقف عند مخرج مهتم بالصورة ويمتلك خصوصية جمالية في تقديم الحكاية، وهي خصوصية تكرس لحضور مخرج سينمائي قادر على المواصلة.

الفيلم المغربي “ألوبسي” (15 دقيقة إنتاج 2020)، سيناريو وإخراج مهدي عيوش، إنتاج: مولاي عبد الله السباعي الركراكي، صوت : أمين عروم، تمثيل: نفيسة بنشهيدة، عصام أبو علي، صوفيا صماني، هيبة بناني.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان الدارالبيضاء الدولي للسينما المستقلة

مهرجان الدارالبيضاء الدولي للسينما المستقلة..دورة ناجحة بكل المقاييس

تتويج المشاركة المغربية بـ3 جوائز مهمة: حكيم بلعباس يحصد الجائزة الكبرى للفيلم الطويل عماد بادي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Website Protected by Spam Master