عزيز سعد الله

بعد 40 سنة من العطاء..عزيز سعد الله يودع الساحة الفنية

شكل مع رفيقة دربه خديجة أسد ثنائيا فنيا استثنائيا

بيت الفن

فقدت الساحة الفنية المغربية صباح اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2020، الممثل والفنان عزيز سعد الله، عن عمر ناهز الـ 70 عاما بمدينة الدارالبيضاء.

وأكد مسعود بوحسين رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية خبر وفاة الفنان المغربي عزيز سعد، الذي شكل مع رفيقة دربه خديجة أسد ثنائيا فنيا استثنائيا قدم على مدى أزيد من أربعين سنة عشرات الأعمال الفنية الناجحة، سواء في المسرح أو السينما والتلفزيون.

ونعى المؤلف والمخرج المسرحي سعد الله  عبد المجيد الراحل قائلا “برحيل عزيز سعد الله فقدت الساحة الفنية فنانا مسرحيا كبيرا ومبدعا متمكنا من أدواته، إذ بدأت التعامل معه منذ بداية السبعينات، حيث كنت أتجاذب معه شؤون المسرح وأمور العائلة وقضايا درب السلطان، وفي سنة 1984 أخرج مسرحية (خلي بالك من مدام) التي كانت من تأليف وتعاون مشترك بيني وبينه”.

وأضاف عبد المجيد “ارتبطت معرفتي بالراحل عزيز سعد الله في عمقها بصداقتي مع أخيه عبد الحق، الذي كنت أتقاسم معه طاولة القسم بثانوية مولا ي عبد الله. سمعت لأول مرة عن الفنان سعد الله عزيز حين كان يحدثني ابن أخي فؤاد سعد الله عن أصدقائه  في المعهد البلدي للمسرح مثل الحسين بنياز، محمد كافي، صلاح الدين بنموسى، بوشعيب الطالعي، وعزيز سعد الله وهو يتدرب على مشهد مسرحي أمره أستاذه الراحل أحمد الطيب العلج بمراجعته وقراءته وفهمه…ودخلت عائلة عزيز سعد الله في ما يمكن أن أسميه (حق الجوار) حيث كان منزل أخي الأكبر محاذيا لمنزل الحاج سعد الله والد عزيز”.

والراحل عزيز سعد الله، مؤلف وممثل ومخرج مسرحي وسينمائي من مواليد الدار البيضاء سنة 1950، قدم الكثير من الأعمال الناجحة في المسرح والسينما والتلفزيون.

دخل الراحل ميدان الاحتراف مباشرة بعد تخرجه من المعهد البلدي للمسرح، إذ انخرط في فرقة المسرح البلدي التي كان يرأسها عميد المسرح الطيب الصديقي. فانطلق معرفيا وتطبيقيا من مرجعيات تراتبية ومنهجية مسرحية..

ثم اهتدى إلى ميدان التلفزيون منذ طلائع السبعينيات، حيث كانت مساحة الحضور آنئذ ضيقة ونادرة إلا من مبادرات ضئيلة لفرقة مسرح الإذاعة والتلفزيون وفرقة الشعب المكونة من الراحل محمد العلوي ومحمد الخلفي والدسوكين والزعري ونعيمة المشرقي وثريا جبران، وسكيتشات والثنائي الرحل محمد بلقاس وعبد الجبار الوزير.

وعلى مقربة من هؤلاء الفنانين الكبار نجح الفنان عزيز سعد الله رفقة شريكة دربه الفنانة خديجة أسد، التي ساهمت بدورها الكبير الذي لعبته في حياة عزيز الاجتماعية والفنية على امتداد مساره الطويل، في تأسيس وتكريس مشروع فرجة تلفزيونية وسينمائية ومسرحية انطلقت بـ”فرقة مسرح 80″ التي أنشأها كل من الفنان عزيز سعد الله والفنانة خديجة أسد.. فكانت أعمالها وعروضها “صاروخ امزميز”، “برق ما تقشع”، “سعدك يا مسعود”، “خلي بالك من مدام”، “كاري حنكو”، “كوسطة يا وطن”… حاضرة بمنطلقاتها وفرجتها التي رسخت في أذهان الناس مسرح “الفودفيل” ومسرح “العائلة” و”المسرح الساخر”..

ورفقة ممثلين محترفين من طينة سعاد صابر، خديجة أسد، حمادي عمور، عزيز موهوب، محمد مفتاح، صلاح الدين بنموسى… استطاع الفنان عزيز سعد الله أن يؤكد بصمته الإبداعية الخاصة في التأليف والاقتباس وأسلوبه المتميز في الإخراج، فهو متفرج وقارئ وناقد مسرحي منذ الزمن الأول لمسرح الهواة الذي كانت آثاره تخلق دهشة وتجربة ومثار أسئلة في أوساط المثقفين والسياسيين والجمهور والفنانين المحترفين على حد سواء.

في السينما قدم الراحل “ساعي البريد” للمخرج حكيم نوري، و”عرس الآخرين” للمخرج حسن بن جلون، و”بيضاوة” للمخرج عبد القادر لقطع، و”نامبر وان” للمخرجة زكية الطاهري، و”سيناريو ..زمن الإرهاب” من إخراج الراحل عزيز سعد الله.

أما في التلفزيون فقدم وكتب العديد من المسلسلات والأفلام من بينه السلسلة الكوميدية “تي في 3” للراحل حميد بن الشريف، و”كاريكاتير”، “صور ضاحكة”، “مواقف” و”لالة فاطمة” لثلاثة مواسم متتالية، وسلسلة “بنت بلادي”.

وكان منظمو النسخة الثانية من مهرجان الحسيمة الدولي للفيلم احتفوا بالراحل عزيز سعد الله وخديجة أسد يوم 28 أكتوبر 2018، باعتبارهما من أشهر الثنائيات الفنية في المغرب والعالم العرب، إذ بصما الساحة الفنية بالعديد من الأعمال الفنية المتنوعة.

كما نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان مونتريال ومهرجان باستيا بفرنسا، كما أخرج للسينما فيلم “زمن الإرهاب”، وقدم مسرحياته في العالم العربي وأوروبا وأمريكا وكندا، وأسس فرقة مسرح “الثمانين” صحبة زوجته الممثلة خديجة أسد التي شاركته أغلب أعماله.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تتويج فيلم إيرلندي بالجائزة الكبرى لمهرجان كاب سبارطيل الدولي

 فاز فيلم “وجدان” لهلال العزوزي من تطوان..بجائزة العربي اليعقوبي في أول مسابقة وطنية خاصة بأفلام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *