بيت الفن
خيم الحزن على الساحة المسرحية المغربية والعربية لرحيل الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران عن عمر ناهز 68 عاما.
وأكدت مصادر من عائلة الفنانة خبر وفاة الممثلة ووزيرة الثقافة المغربية السابقة ثريا جبران، مساء الإثنين24 غشت الجاري، بعد نقلها في وقت سابق إلى مستشفى الشيخ خليفة بمدينة الدار البيضاء، لتلقي العلاج بعد صراع طويل مع المرض.
وباعتبارها علامة بارزة في تاريخ المسرح المغربي والعربي، ونظرا للقيمة الكبيرة التي احتلتها الراحلة في الساحة الثقافية والفنية المغربية والعربية، فقد نعت العديد من المؤسسات الثقافية الفقيدة ببالغ الحزن والأسى.
ولأنها أحد أعضائه البارزين، نعى بيت الشعر في المغرب بهذه المناسبة الأليمة الراحلة، مستحضرا الدور البارز الذي قامت به الفقيدة لفائدة الشعر المغربي عامة، ولبيت الشعر في المغرب، الذي التحقت به عضوا كامل العضوية منذ تأسيسه في سنة 1996، حيث أخذت على عاتقها التعريف بالشعر المغربي وبرموزه ووجوهه البارزة، وتقريب منجزه وتجاربه بمختلف تعابيرها الفنية والجمالية واللغوية إلى الجمهور المغربي والعربي والعالمي، وذلك عبر مسرحتها للعديد من التجارب الشعرية المغربية وتقديمها على خشبة المسرح، وهو ما جعل من الشعر رافدا مهما لتجربتها المسرحية، وعنصرا بانيا لخطابها الثقافي والفن.
كما يذكر بيت الشعر في المغرب للفقيدة الدعم المستمر والقوي للشعر، خصوصا خلال توليها لحقيبة وزارة الثقافة (2007/2009)، حيث ثم إحداث جائزة خاصة بالشعر المغربي ضمن جائزة المغرب للكتاب، ودعم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي تمنح بشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير.
واستطاعت الراحلة بموهبتها أن تحظى بمكانة معتبرة داخل قلوب ووجدان المغاربة، من خلال الأدوار المسرحية التي جسدتها ابتداء من خطواتها الأولى في “المسرح البلدي” إلى جانب الرائد الطيب الصديقي، وصولا إلى تأسيسها وإدارتها الناجحة لفرقة “مسرح اليوم”، وهو ما جعل منها أيقونة مغربية، ونموذجا حيا لتلاحم الفنان مع قضايا مجتمعه، خاصة بعد أن جعلت الفقيدة من حضورها الفني والمسرحي وسيلة للتعبير عن آمال وأحلام المغاربة في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم. لذلك فقد استحقت الفقيدة، وعن جدارة، عضوية بيت الشعر في المغرب، إلى جانب شعراء ونقاد الشعر وقلة من الفنانين من رجال المسرح والتشكيل والموسيقي والسينما الذين جعلوا من الشعر أفقا لاشتغالهم الإبداعي.
من جهتها نعت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية الفنانة المقتدرة والوزيرة الأسبق ثريا جبران.
وقال المكتب الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، بهذه المناسبة الأليمة “إن نقابتنا إذ تستحضر بهذه المناسبة التاريخ المجيد لفقيدة المسرح المغربي، وتعتز بعطاءاتها الخلاقة على خشبات مسارح العالم، وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية، فإنها تعتبر الفنانة ثريا جبران واحدة من كبار شخصيات الفن والثقافة في بلادنا، وأحد أعلام فن التمثيل في المغرب وفي العالم العربي”.
وأضاف المكتب النقابي أن الراحلة “تألقت في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، وعملت مع العديد من الفرق المسرحية داخل وخارج المغرب، وتعاملت مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين المغاربة والعرب، وبصمت مسارها المسرحي بتأسيسها وتأطيرها لفرقة مسرح اليوم كأهم تجربة مسرحية محترفة ونموذجية، قادتها بحنكة وكفاءة مهنية عالية رفقة زوجها المخرج عبد الواحد عوزري ونخبة من الممثلين المغاربة”.
وخلال تقلدها لمنصب وزيرة الثقافة في حكومة عباس الفاسي (2007-2009)، أوردت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية أن الراحلة ثريا جبران “أولت اهتماما خاصا لوضعية الفنانين الاجتماعية من خلال إخراج بطاقة الفنان إلى حيز الوجود، والرفع من الدعم المالي المخصص للدعم المسرحي، وتعزيز البنيات التحتية بمسارح جديدة، وغير ذلك من المنجزات”.
ثريا جبران، واسمها الحقيقي السعدية اقريتيف، من مواليد عام 1952، استعارت اسم (جبران) من زوج شقيقتها محمد جبران، الذي عاشت فترة طويلة تحت رعايته بعد وفاة والدها.
شاركت ثريا جبران كممثلة في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وتعد مؤسسة ورئيسة فرقة “مسرح اليوم”، وهي خريجة تجربة مسرح الهواة بالمغرب، الذي اضطلع بدور مهم في تكوين أجيال من الفنانين المحترفين.
شغلت الراحلة منصب وزيرة الثقافة سنة 2007، لتصبح أول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب السياسي. لكنها طلبت إعفاءها من المنصب عام 2009 لأسباب صحية.
كما نعت العديد من المؤسسات الثقافية والفنية الفنانة الراحلة في مقدمتها الهيئة العربية للمسرح.
وتعتبر الراحلة إحدى قامات المسرح المغربي حيث بدأت مشوارها مبكرا وعاشت مرحلة التوهج الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل (مسرح الشعب) و(مسرح الفرجة) و(مسرح الفنانين المتحدين).
من مسرحياتها (حكايات بلا حدود) و(نركبو الهبال) و(بوغابة) و(النمرود في هوليوود) ومن أعمالها التلفزيونية والسينمائية (جنان الكرمة) و(خط الرجعة) و(العين والمطفية) و(عود الورد).
تولت منصب وزيرة الثقافة في المغرب في الفترة من 2007 إلى 2009 بحكومة عباس الفاسي.
وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الاستحقاق الوطني ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.