تتمحور أحداث “404.1”حول محطة إذاعية من العالم الخارجي
بيت الفن
يستعد المخرج المغربي يونس الركاب لتصوير فيلمه الروائي الطويل الثاني تحت عنوان “404.1” من إنتاج “رحاب برودكسيون”.
ويعد الفيلم الجديد وهو الثاني في مسيرة الركاب السينمائية بعد فيلمه الأول “الأوراق الميتة”، وتدور أحداثه حول شابة تلتقط إذاعة غريبة من كوكب آخر تبث أخبارا غريبة تتنبأ بوقوع أحداث تتحقق في الواقع.
الشريط ينتمي إلى صنف أفلام الخيال العلمي، حيث تمزج أحداثه بين الواقع والخيال العلمي، و”404.1” هو الدبدبة الإذاعية التي تلتقطها بطلة الفيلم “ليلى” على راديو سيارتها وهاتفها المحمول.
ولم يكشف مخرج الفيلم يونس الركاب، الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي، عن الممثلين المشاركين في الفيلم، رغم أنه قال في حوار سابق، أجراه معه الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، “إن إدارة الممثلين بالنسبة إليه لا تتم في بلاطو التصوير، بل قبل ذلك في تداريب الإعداد والاشتغال القبلي معهم، حيث “أقترب منهم أكبر قدر ممكن بغية التعرف على شخصية كل ممثل على حدة وعلى خصوصياته وكيفية تعامله مع الآخرين في مواقف وحالات نفسية مختلفة مع الوقوف على نقط قوته وضعفه.. وأثناء التصوير يكون الممثل على دراية شبه تامة بما هو مطلوب منه في كل مشهد أو لقطة، حيث لا تبقى إلا مسألة (الدوزاج) أي القدر المرغوب فيه من الأحاسيس والحركات وغير ذلك من الأمور التعبيرية”.
والمخرج الشاب يونس ركاب، هو نجل المخرج الراحل محمد الركاب، مبدع فيلم “حلاق جرب الفقراء” من مواليد الدار البيضاء يوم 7 أبريل 1975، راكم تجربة معتبرة على مستوى إخراج الأفلام السينمائية القصيرة والأعمال التلفزيونية المختلفة (أفلام، مسلسلات، سيتكومات…). ويعتبر “الأوراق الميتة” (2015) باكورة أفلامه السينمائية الروائية الطويلة، وهو الفيلم الذي تم عرضه، أخيرا، على منصة المركز السينمائي المغربي الإلكترونية في زمن الحجر الصحي.
وما يزال يونس يتذكر المرة الأولى التي وضع فيها قدماه على أرضية بلاطو تصوير فيلم “حلاق درب الفقراء”، حيث كان عمره آنذاك حوالي ست سنوات.
ومن ثمة وجد نفسه منجذبا إلى عالم السينما.. كان يشاهد والده ويسمعه وهو يقول “أكسيون” (حركة) أو “كوبي” (اقطع) أو يدير الممثلين ويوجههم، وظل ذلك راسخا في ذهنه، حيث ما زال يذكر جيدا أجواء التصوير بدرب السلطان.
بعد ذلك درس السمعي البصري والسينما وأخرج أفلاما قصيرة وأعمالا تلفزيونية، لكنه لم يغفل في أول أفلامه السينمائية الروائية الطويلة تكريم والده الراحل محمد ركاب.
وفي هذا السياق، أوضح يونس أن هذا التكريم لم يتم بشكل مجاني مضاف إلى قصة الفيلم، وإلا فقد مصداقيته. ولهذا تمت مناقشة المسألة مع كتاب السيناريو وتم الاتفاق على إدخال عنصر النادي السينمائي في أحداث قصة الفيلم.
إذن تكريم محمد ركاب يعني تكريم كل من كان يحيط به: أصدقاؤه، نوادي السينما، الأنشطة الثقافية والفنية التي انخرط فيها… لقد صور لقطة من فيلم “حلاق درب الفقراء” لتبقى راسخة في التاريخ، كما صور آلة العرض السينمائي (35 ملم) وسط القاعة ونادى على ثلة من أصدقاء والده لم يتمكن من الحضور منهم لحظة التصوير إلا من سمحت لهم ظروفهم آنذاك بالمجيء وهم عبد الكريم الدرقاوي وسعد الشرايبي ورشيد فكاك والراحل أحمد الصعري، إضافة إلى حميد نجاح الذي شارك في بطولة الفيلم.
ما قصده الركاب من خلال إدراج لقطة من فيلم والده في فيلمه الطويل الأول أشياء كثيرة من بينها: أن الشباب وجد طريق السينما معبدة، وجد الدعم والمهرجانات وأمور أخرى كثيرة، مبرزا أن الأمر الذي لا ينبغي نسيانه هو أن السينمائيين المغاربة الأوائل (الجيل الأول والثاني والثالث) هم من عبدوا الطريق للأجيال اللاحقة بنضالهم المستميت. لقد اشتغلوا في ظروف صعبة من أجل استنبات فعل سينمائي وثقافي نجني ثماره اليوم، وكان بإمكانهم الهجرة إلى الخارج للبحث عن شروط أفضل لممارسة عشقهم للسينما، لكنهم فضلوا البقاء ببلادهم والنضال من أجل تحسين شروط الممارسة السينمائية داخل المغرب.. وحسب يونس فإن على الجيل الجديد ألا ينساهم، فإذا “كانت السينما المغربية قد بلغت الطابق الأول حاليا فالفضل كل الفضل يرجع إليهم في وضع أسس هذا الطابق الأول وبناء الطابق السفلي لعمارة السينما ببلادنا”.