بيت الفن
عن سن يناهز الواحد والثمانين سنة، غادرنا إلى دار البقاء اليوم الأربعاء 5 غشت 2020 الأديب والإعلامي والناقد محمد اديب السلاوي بسبب فيروس كورونا.
وكان الراحل قد نقل إلى غرفة الإنعاش بمستشفى محمد السادس بطنجة متأثرا بأعراض فيروس كوفيد 19، قبل أن يفارق الحياة بعد ظهر اليوم الأربعاء، مخلفا حالة من الحزن والألم في الساحة الثقافية والإعلامية التي فقدت برحيله واحدا من روادها.
رحل الفقيد تاركا وراءه إرثا معرفيا زاخرا في المجالات الإعلامية والثقافية والفنية، وكان مدرسة تنبع بالعطاءات والمعارف، في العديد مِن المجالات العلمية والإبداعية والمعرفية.
وتقلد الفقيد مناصب كثيرة في مجال التحرير والإعلام، وكان مستشارا في العديد من الوزارات، وتتلمذ على يده العديد من الباحثين.
وعمل بعدة صحف مغربية، منها جريدة (الأنباء)، وجريدة (العلم)، وملحقا ثقافيا بالمكتب الدائم للتعريب بالرباط، ومنسقا ومستشار للتحرير في مجلة اللسان العربي، الصادر عن مجمع اللغة العربية، قبل أن ينتقل إلى المملكة العربية السعودية ليشرف على إصدار مجلة القوات الجوية الملكية بالرياض.
وصدر للراحل العديد من الكتب والدراسات في المسرح والفنون التشكيلية والشعر والأدب والسياسة والمجتمع، منها “التشكيل المغربي بين التراث والمعاصرة” و”المسرح المغربي .. البداية والامتداد” و”التشكيل المغربي .. البحث عن الذات”، “أية جهوية لمغرب القرن الواحد والعشرين”، “مائة عام من الإبداع التشكيلي بالمغرب”، “المسرح المغربي .. جدلية التأسيس”، “الفنون والحرف التقليدية المغربية .. البوح الإبداعي”، “المشهد التشكيلي بالمغرب .. البحث عن مدرسة بصرية حداثية”.
وحاز الراحل محمد أديب السلاوي على عدة جوائز أبرزها الميدالية الذهبية على أبحاثه في الفن التشكيلي المغربي حصل عليها من البينالي العالمي للفنون التشكيلية بالقاهرة سنة 1983، والدرع الثقافي لجمهورية مصر العربية عن مجموع أعماله سنة 2012.
ونعت نقابة المسرحيين المغاربة وشغّيلة السينما والتلفزيون، التي كان عضوها، الفقيد، قائلة إنه برحيله “تخسر الساحة الثقافية والفنية والإعلامية المغربية قامة من طينة الكبار”.
وتذكر النقابة بأن الفقيد تأسّف في آخر حياته لـ”عدم تشجيع القطاع الوصي على الثقافة والمسؤولين ببلادنا لتقديم مشروع كتاب الجيب ومشاريع أخرى تم إقبارها بسبب انعدام الحس الثقافي والمواطن”.
وأضافت النقابة: “لقد خدم المغرب وصورته ثقافيا ومعرفيا لأزيد من خمسين عاما منذ الاستقلال إلى اليوم، وراكم تجربة طبع ونشر أكثر من ستين عملا أدبيا، والعديد من المصنفات والكتب على نفقة عائلته، وطالما طالب بتعويض عن حالته الاجتماعية حتى يقوم بإعالة أسرته”.
كما نعت فرقة البدوي للمشرح الراحل بكلمة مؤثرة جاء فيها “ببالغ الحزن و الأسى ننعي المفكر و الأديب و الاعلامي الأستاذ محمد أديب السلاوي و نعزي زوجته الفاضلة الأستاذة زينب بوشامة و أبناءه وأحفاده كما نعزي أنفسنا ونعزي الوطن في فقدان قامة فكرية وأدبية و ثقافية أثرت الخزانة المغربية والعربية بمجموعة من المؤلفات والكتب و المراجع العلمية. رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته و انا لله و انا اليه راجعون”.
وأديب السلاوي من مواليد مدينة فاس سنة 1939، وترعرع بمدينة سلا، ثم انتقل إلى مدينة طنجة سنة 2018، ووافته المنية بها، وقد حظي برعاية كريمة من الملك محمد السادس، للاستشفاء بالمستشفى العسكري بالرباط.