بيت الفن
انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من ليلة الاثنين الثلاثاء، إشاعة حول وفاة المطرب المغربي المعتزل عبد الهادي بلخياط، قبل أن تسارع ابنته إلى تكذيب الإشاعة.
وبينما سارع عدد من رواد فايسبوك وتويتر إلى نعي الفنان دون التأكد من صحة ما يروجونه، اضطرت مريم بلخياط، إلى التدخل لتوضيح الأمر، مؤكدة أن والدها حي يرزق وبصحة جيدة، وأن الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي إلا إشاعات، داعية بالصحة وطول العمر لوالدها.
يعد عبد الهادي بلخياط، البالغ من العمر 80 سنة، من أبرز رواد الأغنية المغربية وأحد أعمدتها، حيث أصدر العديد من الإنتاجات الفنية الراسخة طيلة 50 سنة من مساره المهني، على غرار “المنفرجة”، و”القمر الأحمر”، و”رموش”، غير أنه اعتزل قبل سنوات المجال الفني، ليتفرغ للموعظة والإرشاد الديني.
في مدينة فاس، التي كانت مسقط رأس بلخياط في العام 1940، ولد عشقه للموسيقى منذ صباه الباكر. ما جعله ينتقل إلى الدار البيضاء بفضل صوته القوي الدافئ وحضوره الكاريزماتي الطاغي، واستطاع أن يفرض اسمه بسرعة داخل الأوساط الفنية والجمهور.
كانت ظروف الأسرة المادية الضعيفة قد غيرت حياته، حيث أنه لم يكمل تعليمه الابتدائي وتحمل أعباءها بمساعدة الوالد في ورشة النجارة، وعمل سائقا بوزارة الشباب والرياضة.
تنقّل بين فاس والدار البيضاء والرباط حاملا بين أضلعه مشروع فنان ما فتئ يعبر عن طموحه ويستغل كل فرصة متاحة لإبراز موهبته فسجل أولى أغانيه بداية الستينات بدار الإذاعة في الدار البيضاء، وكانت رحلته إلى القاهرة تجربة اكتسب من خلالها ثقة عالية في النفس وعاد ليؤدي أغاني محمد عبدالوهاب بجدارة ثم طور أداءه فزاوج بين الأغاني بالفصحى والدارجة المغربية.
خاض بلخياط 3 تجارب سينمائية الأولى كانت إلى جانب المخرج عبدالله المصباحي عام 1973 بعنوان “الصمت.. اتجاه ممنوع” الثانية كانت في لبنان إلى جانب نعيمة سميح، أما الثالثة فكانت عام 1979 بعنوان “أين تخبئون الشمس” وهو فيلم مصري مغربي من إخراج عبد الله المصباحي وبطولة نور الشريف وعادل ادهم ونادية لطفي وبديعة ريان وعبد الوهاب الدكالي وعبد اللطيف هلال.
وقبل أن يسدل لحيته ويستبدل البدلة بالجلباب الأبيض وتنطبع بجبهته علامة السجود، قال بلخياط “كنت أعيش في عالم آخر”، قبل أن يتوب إلى الله ليجد نفسه، كما قال، في عالم مغاير تماما يشعره بالسعادة الداخلية، فالمقصود من الحياة هو محبة الله تعالى ورسوله الكريم.