الكتب المستعملة

مبادرة تضامنية فايسبوكية لدعم باعة الكتب القديمة بمراكش

بيت الفن

خلف الحريق الذي شب، أخيرا، في محلات بيع الكتب المستعملة في مدينة مراكش حزن الباعة، كما حرك آلام الكتاب والمهتمين بالقراءة الذين دعوا إلى خلق فضاء مناسب للكتبيين، مستحضرين ماضي سوق بيع الكتب في عمق المدينة القديمة.

وأتى الحريق، على سبعة محلات، مخلفا خسائر مادية كبيرة بالنسبة للكتبيين المعنيين. ولم يستبعد أحد أصحاب هذه المحلات أن يكون المتسبب في الحادث أحد المشردين ممن اعتادوا التسكع بالمنطقة، مشيرا إلى أن الحادث ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن التهم حريق آخر، قبل ثلاث سنوات، محلات أخرى بالسوق.

وأجمع عدد من الكتبيين على أن المكان المخصص للسوق غير لائق لعرض الكتب، مشيرين إلى غياب أدنى الشروط التي ترفع من مستوى الأمن والأمان وتمكن البائع من عرض وبيع الكتب وغيرها من المطبوعات المستعملة في أفضل الظروف.

ويضم سوق بيع الكتب المستعملة بباب دكالة نحو 40 محلا، يقصدها زوار كثر، بينهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعة، بحثا عن كتب ومطبوعات متنوعة، تتراوح بين المقررات الدراسية والروايات والدواوين الشعرية وكتب النقد الأدبي والفلسفة والقانون والاقتصاد والطب والفيزياء والقواميس والمعاجم والمخطوطات، وغيرها.

ويأمل الكتبيون في التفاتة من المسؤولين تخفف عنهم المعاناة، وتوفر للراغبين في اقتناء الكتب أفضل شروط التسوق.

وأثار الحريق ردود أفعال امتزجت فيها جملة مشاعر، جمعت بين الحزن والغضب والألم تجد ما يغذيها في تاريخ التعاطي مع ملف سوق الكتبيين بشكل خاص، وأوضاع الكتاب والكتاب والقراءة والثقافة بشكل عام، مطالبين بدعم الكتبيين  وخلق فضاء مناسب للكتبيين.

وقال الناقد والمترجم المغربي محمد آيت العميم إن “من المناظر المرعبة أن ترى مكتبة تحترق”، مشيرا إلى أن “موضوعة حرق الكتب موضوعة متواترة في التاريخ، فأعظم مكتبة في العالم شب فيها اللهب واحترقت، مستشهدا بالكاتب العالمي خورخي لويس بورخيس الذي يرى أن أي حريق يشير إلى “نوع من انبعاث الكتب من جديد، لأن ما كتب سيكتب من جديد”.

وأطلق فاعلون مدنيون ومثقفون مبادرة تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ “ألو…عندي كتاب # كلنا بائعو الكتب المحروقة” لجمع الكتب لفائدة المتضررين من حريق شب في أشهر أماكن بيع الكتب القديمة بمدينة مراكش.

ولقيت المبادرة استحسانا من قبل عدد كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والأساتذة من مدينة مراكش ومدن أخرى بالمغرب، معبرين عن استعدادهم للتبرع بكتبهم لفائدة الباعة، الذين تضرروا بالحريق.

وتجاوزت المبادرة حيزها الجغرافي المحلي لتصل أصداؤها إلى مشاركة مغاربة مقيمين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Website Protected by Spam Master