من المكتبة السينمائية
بيت الفن
يقدم كتاب ”لقطات وطلقات في المرآة.. أفلام الجريمة والمجتمع” للكاتبة نيكول رافتر دراسة تحليلية لأكثر من ثلاثمائة فيلم أمريكي من أفلام العنف والجريمة، عبر مراحل مختلفة من تاريخ السينما، في محاولة للإجابة عن سؤال: هل هذه النوعية من الأفلام تعكس فقط مفاهيمنا عن الجريمة والمجرمين، العدالة والقانون، أم أنها تعيد تشكيل هذه المفاهيم ذاتها؟
مؤلفة الكتاب نيكول رافتر تعمل أستاذة في القانون الجنائي في جامعة ”نورث إيسترن” في ولاية ماساشوسيتس الأمريكية، نجحت في تأسيس أول منهج متكامل لدراسة أفلام الجريمة ضمن إطار اجتماعي وقانوني واضح.
صدر الكتاب عن المركز القومي للترجمة في القاهرة، ويتكون من ثمانية فصول تقع في 344 صفحة، تحت عناوين (تاريخ أفلام الجريمة)، (لماذا أصبحوا أشرارا؟)، (أفلام القتلة والسفاحين)، (أفلام رجال الشرطة والمخبرين)، (أفلام القانون الجنائي)، (أفلام السجن والإعدام)، (أبطال أفلام الجريمة) و(أفلام الالتباس الأخلاقي).
وتؤكد الباحثة رافتر أن أفلام الجريمة صنعت تقليديا نوعين من الحجج في آنٍ واحد؛ فهي من جانب تنتقد بعض أوجه المجتمع، مثل قسوة الشرطة أو عنف السجون أو الحواجز القانونية أمام تحقيق العدالة، وهي عادة ما تقوم بتشجيع المشاهد على التوحد مع شخصية البطل الشرير ”الطيب” الذي يتحدى النظام والسلطة.
وتشير إلى أن أفلام الجريمة ترتبط على نحو واضح بالمعايير الاجتماعية والقيم والقواعد والممارسات اليومية، بالتالي تعكس كل ذلك على مجتمع في حالة حركة دائمة، كما توحي على نحو أكثر وضوحا من أي نمط فيلمي آخر المواقف العميقة والمتميزة لثقافتنا تجاه الأخلاقيات والدولة، لكنها من جانب آخر تساعدنا على التوحد مع شخصية تستعيد القانون والنظام في النهاية، حتى ولو كان ذلك بعد عقاب البطل الشرير أو موته، أي أنها تتيح أنواعا متناقضة من الإشباع النفسي.
ويعرف الكتاب أفلام الجريمة بأنها ”تلك التي تركز أساسا على الجريمة وعواقبها”، وهي تشكل مجموعة من الأنماط المختلفة، مثل أفلام اللصوص، المخبر السري، العصابات ورجال الشرطة، وغيرها.
وترى الكاتبة أن صور العنف في السينما لا تؤدي إلى الجريمة، لكنها تقدم سردا متاحا حول الجريمة والنزعة الإجرامية، التي يدمجها المشاهدون في معتقداتهم حول الآليات التي تعمل في العالم، كما نشأت أفلام الجريمة مع بدايات هذا الفن في أوائل القرن العشرين، وفي كل مرحلة كانت هذه النوعية تصدم الجمهور، تربكه، تغضبه وترضيه أيضا، بتقديم نافذة تطل على المجتمع المعاصر، مع آليات عمل القانون والعدالة، وآخر التنويعات في مجال الخداع والقسوة.
وأضافت الكاتبة أن أفلام الجريمة ترتبط على نحو واضح بالمعايير الاجتماعية والقيم والقواعد والممارسات اليومية، بالتالي تعكس كل ذلك على مجتمع في حالة حركة دائمة، كما توحي على نحو أكثر وضوحا من أي نمط فيلمي آخر المواقف العميقة والمتميزة لثقافتنا تجاه الأخلاقيات والدولة.
كما أضافت أن أفلام الجريمة تعطينا القصص والسرد للتفكير حول طبيعة الجريمة، أسبابها ونتائجها، والكثير منها يتضمن نظرية في الجريمة، لكن أغلبها يقوم بذلك بشكل انتهازي وليس من أجل الترويج لتفسير خاص. إنها في النهاية تشكل جسرا يحتشد بالزحام في الاتجاهين بين ”العالم الحقيقي” و”العالم الخيالي”، أو بين التجربة الاجتماعية وتفسيرها.
وتتوسع الباحثة في تحليل أكبر عدد من أفلام الجريمة بحثاً عن خيوط تميزها عبر المراحل الزمنية المختلفة، وصولا إلى الحديث عن أفلام تؤكد عدم اليقين الأخلاقي، أي أن الأفلام التي تتحدث عن الجريمة عادة تفترض وجود إجماع اجتماعي حول ما هو صحيح وما هو خطأ، وحول الخطيئة والعقاب، لكن هذه الأفلام الحديثة تطرح عالما من ”التميع الأخلاقي”، وهي تنتج حاليا بأعداد متزايدة!
وإذا تناولت هذه الدراسة البحثية سينما الجريمة في المجتمع الأمريكي، فالدعوة مفتوحة أمام نقاد السينما والباحثين لدراسة سينما الجريمة في المجتمع العربي والإسلامي، وتأثيرها على قيم وأخلاق وسلوكيات المجتمع، ومدى مسؤوليتها عن زيادة العنف من عدمه.
لقطات وطلقات في المرآة .. حول أفلام الجريمة والمجتمع للكاتبة
تأليف: نيكول رافتر
ترجمة وتقديم: أحمد يوسف
دار النشر : المركز القومي للترجمة
التصنيف: فنون سينما
سنة النشر : 2013
عدد الصفحات: 346 صفحة
استمتع بقراءة وتحميل الكتاب على الرابط التالي:لقطات وطلقات في المرآة