سيد المجهول

“سيد المجهول”.. كثير من الطموح ولمسات فنية عالية

بيت الفن

بعد مشاركته في مسابقة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي وتمثيله السينما المغربية في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، يعود المخرج المغربي علاء الدين الجم لعرض فيلمه السينمائي الروائي الطويل الأول “سيد المجهول” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم.

وتتمحور أحداث الفيلم، الذي حظي بإعجاب جمهور المهرجان، حول ضريح وهمي ساهمت الصدفة في وجوده بمنطقة نائية جنوب المغرب.

تبدأ قصة الفيلم بـ (أمين) يونس بواب، الذي يسرق مبلغا كبيرا من المال ويهرب به إلى منطقة نائية، حيث يتعقبه رجال الدرك. وقبل اعتقاله، يطمر المال في حفرة بأعلى تلة ويغير معالمها لتبدو أشبه بقبر. وبعد قضائه 10 سنوات من السجن، يعود لتفقد غنيمته، فيجد أن القبر قد تحول إلى ضريح لولي وهمي أطلق عليه أهل القرية القريبة من التل (سيد المجهول).

يقرر (أمين) المكوث في القرية متحينا الفرصة لاقتحام الضريح واستعادة المال المسروق الذي طمره منذ 10 سنوات.

أمام استحالة المهمة بسبب وجود حارس الضريح وكلبه المتيقظ، يقرر (أمين) الاستعانة بزميل له، بعدما تأكد له أنه لا مناص من اقتحام الضريح لاستخراج الحقيبة، ولكن ليلة بعد أخرى يتم تأجيل العملية لسبب أو لآخر.

يتفرع الفيلم إلى شخصيات أخرى منها شخصية حارس الضريح الذي يبدو شديد الإخلاص في ممارسة عمله، كما لو كان يقوم بمهمة مقدسة، رفقة الكلب الذي يستعين به لصد لصوص الضريح من سرقة من العملات الصغيرة التي يلقيها الزوار في وعاء مليء بالماء يتبرك به المرضى.

يقررمساعد اللص (صلاح بن صالح) دهس الكلب بسيارته بغرض التخلص منه لكي لا يعيق العملية التي يعتزم الاثنان القيام بها لاستخلاص المال المسروق، لكن الكلب لا يموت بل يفقد معظم أسنانه، يحمله الحارس ويذهب به إلى حلاق القرية، لكي يصنع له أسنانا ذهبية بديلة، بمساعدة طبيب القرية الشاب (أنس الباز) الموفد من وزارة الصحة للعمل في الوحدة الطبية بالقرية، رفقة ممرض عجوز (حسن باديدة)، يدمن الخمر للتغلب على الملل والسكون الذين يطبعان القرية، حيث لا يتردد على عيادة الطبيب سوى نساء عجائز لا لسبب سوى للترفيه عن أنفسهن، بالوحدة الصحية أوالحمام الشعبي، وهما وسيلتا التسلية المتاحتان في القرية، أما عندما يمرضن فعلا فيذهبن إلى الضريح للتبرك بمائه “المقدس”.

هناك، أيضا، المزارع (إبراهيم) محمد نعيمان ينتظر المطر الذي لا يأتي أبدا، منذ سنوات يترقب أي بادرة تنم عن تغير في الطقس وتنذر بهطول المطر، يتهم الضريح بأنه السبب في الغضب الإلهي وانحسار المطر، ويقرر تحطيمه، وعندما يفشل يصاب بالمرض ثم يموت كمدا. وبعد أيام من موته تتحقق معجزة هطول المطر.

وعندما يقرر اللص اقتحام الضريح لاستخراج المال، يقوم شقيق إبراهيم بتفجير الضريح للقضاء على الخرافة.. لكن المفاجأة تكون في انتظاره، يستولي على المال، ويشيد ضريحا جديدا على قبر (إبراهيم) يطلق عليه الأهالي اسم “سيدي إبراهيم”.

في قراءة أولية للفيلم الروائي الطويل الأول لعلاء الدين الجم (إنتاج مغربي/ فرنسي/ قطري)، يجمع النقاد على أننا أمام فيلم يمتلك مخرجه الكثير من الطموح، مع لمسات فنية عالية في الصورة توفرت بفضل تمكن المخرج من أدواته، إضافة إلى الإنتاج المشترك والتمويل المتعدد الجهات والتفوق في اختيار مكان التصوير”.

يغلب على الفيلم، الطابع الكوميدي الساخر، ويميل إلى تصوير الكثير من المفارقات العبثية التي تحيط بحياة مجموعة بشرية تعيش على الأسطورة التي خلقتها، وتتجلى في تصوير مقصود لتقاليد الدفن وصلاة الاستسقاء في منطقة مقفرة وأصوات الآذان.. وحتى مساعد اللص يعتنق الخرافة ويخشى نبش الضريح، رغم أنه لا يمانع في قتل الحارس إلا أنه يعتبر قتل الكلب يجلب اللعنة، أما اللص فهو أيضا يمسك بسجادة صغيرة ويتأهب للصلاة، في إيحاء بانفصال الأخلاق عن الدين، وبأن العلاقة بين الإنسان والغيبيات علاقة سطحية، ولكن هذه المعتقدات، رغم ذلك، مستمرة، بدليل إعادة بناء الضريح وشق طريق يوصل إليه، أصبح السياح يقطعونه بسياراتهم، كما نرى في النهاية بغرض التقاط الصور التذكارية أمام الضريح.

يشار إلى أن فيلم “سيد المجهول” من بطولة يونس بواب، وصلاح بن صالح، وأنس الباز، وحسن باديدة، ومحمد نعيمان…

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مريم عدو..علاء الدين الجم صوفيا علوي

أربعة مخرجين مغاربة يستفيدون من دعم صندوق البحر الأحمر

الأعمال المستفيدة موزعة على ثلاثة أفلام سينمائية طويلة من توقيع مريم عدو..علاء الدين الجم والمهدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *