حسب تصويت شارك فيه 21 صحافيا وناقدا سينمائيا بمبادرة من منصة “فنون المغرب”
بيت الفن
تصدر فيلم “امباركة” لمخرجه محمد زين الدين قائمة أفضل الأفلام المغربية التي تم عرضها بالقاعات في سنة 2019.
جاء ذلك خلال تصويت شارك فيه 21 صحافيا وناقدا سينمائيا مغربيا، بمبادرة من منصة “فنون المغرب” وهي منصة رقمية تعنى بالثقافة والفنون بالمغرب. كما تعد أول قاعدة بيانات تفاعلية حول الفيلموغرافيا المغربية.
وحسب نتائج التصويت، التي شملت 14 فيلما، توزيعها في القاعات السينمائية الوطنية خلال سنة 2019، اختار المشاركون ثلاثة أفلام بالترتيب (الأول، الثاني والثالث) عبر عملية اقتراع.
وبعد احتساب عدد الأصوات المحصل عليها لكل فيلم، مع أخذ الترتيب بعين الاعتبار في عملية التنقيط، أسفرت عملية التصويت عن حلول فيلم “امباركة” لمحمد زين الدين في المركز الأول بـ 28 نقطة، تلاه فيلم “جمال عفينة” لياسين ماركو في المركز الثاني بـ 25 نقطة، وحل في المركز الثالث، فيلم “كيليكيس.. دوار البوم” لعز العرب العلوي بـ23 نقطة.
وبالإضافة إلى “امباركة” و”جمال عفينة” و”كيليكيس.. دوار البوم” شملت قائمة الأفلام الـ14 “مسعود سعيدة وسعدان” إخراج إبراهيم الشكيري، “طاكسي بيض” لمنصف مالزي، “كمبوديا” لطه محمد ابن سليمان، “الميمات الثلاث، قصة ناقصة” لسعد الشرايبي، “بلا موطن” لنرجس النجار، “نبض الابطال” لهند بن ساري، “دقات القدر” لمحمد اليونسي، “هلا مدريد.. فيسكا بارصا” لعبد الإله الجوهري، “من رمل ونار (الحلم المستحيل)” لسهيل بن بركة، “كبرو ومابغاوش يخويو الدار” لنور الدين الدوكنة، و”براكاج بالمغربية” لأحمد طاهري الادريسي.
حظي فيلم “امباركة” لمحمد زين الدين بأكبر عدد من المصوتين بحيث صوت لصالحه 14 صحافي وناقد من بين المشاركين في هذا التصويت، ووضعه خمسة منهم في المرتبة الأولى من ضمن اختياراتهم الثلاث.
وكان فيلم “امباركة” حصل على أربعة جوائز في الدورة العشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، هي جائزة لجنة التحكيم والإخراج وجائزتي أول دور نسائي لفاطمة عاطف وأول دور رجالي للمهدي العروبي.
وشارك الفيلم في عدة مهرجانات دولية ونال جوائز وتنويهات في بعضها. وتم توزيع الفيلم في القاعات السينمائية الوطنية يوم 25 شتنبر الماضي.
ويعد فيلم “مباركة” رابع فيلم سينمائي روائي طويل للمخرج المغربي محمد زين الدين، بعد “يقظة” (2003) “واش عقلتي على عادل؟” (2008)، و”غضب” (2013).
ويحكي الفيلم قصة الشاب عبدو (المهدي لعروبي)، الذي يعيش بضواحي مدينة تجثم على ثروة معدنية ضخمة رفقة أمه بالتبني امباركة (فاطمة عاطف) التي حرمتها الظروف من نيل نصيبها من التعليم هي الأخرى، لكنها طورت مهاراتها الذاتية وتحولت إلى معالِجة لسكان الحي مما أكسبها هيبة ووقارا أمام الجميع.
يحاول الشاب التخلص من حالة الجمود التي يعيشها عبر الخوض في التعلم الذاتي للقراءة والكتابة. يكتشف عبدو إصابة صديقه اشعيبة (أحمد مستفيد)، البالغ من العمر ثلاثين سنة، بمرض جلدي، فينصحه بأن يقصد المدَاوِية لطلب العلاج.
يقوم الشاب الثلاثيني مكرها بما أملاه عليه صديقه، لكن حياته ستعرف منعطفات كثيرة نتيجة تطور العلاقة في ما بينه وبين معالجته، وارتكابه لعدة تصرفات طائشة، خصوصا أنه تحول من بيع السمك إلى امتهان السرقة، وتعنيف الناس وشتمهم، وهي أمور عرضته للمتابعة من الشرطة، فصار شخصا تصعب السيطرة عليه.
تتشابك العلاقات لتنتهي بجريمة قتل يذهب ضحيتها “عبدو” وتبقى نهاية الفيلم مفتوحة على جميع التأويلات.
حل فيلم “جمال عفينة” لياسين ماركو موروكو، في المرتبة الثانية، حيث ورد ضمن اختيارات 11 مشاركا في التصويت.
وفاز الفيلم بأربعة جوائز في المهرجان الوطني الاخير على رأسها جائزة العمل الأول، إلى جانب جائزة الموسيقى التصويرية وجائزة السيناريو، وجائزة أحسن تصوير. كما تم توزيع الفيلم في القاعات أواخر شهر نونبر الماضي.
وتدور أحداث الفيلم، الذي يعد أول تجربة روائية لمخرجه، في عالم يعاني من الاضطرابات جراء ندرة المياه، حيث يقدم “شيرمان” (عزيز داداس) برنامجه الشهير “الصباح القاتم” الذي يلقى متابعة شعبية كبيرة، خصوصا أنه يستضيف مسؤولين كبارا ويستفز المستمعين، ويصفهم بالفاشلين والسلبيين.
لا يتوانى “تشير مان” كل صباح في تذكير المستمعين بقرب نهاية العالم، لذلك سيختار واحدا من الكادحين لاستضافته في برنامجه الشهير، حيث سيقع اختياره على “جمال عفينة”، الشخصية الرئيسية في الفيلم التي يجسدها محمد الزواوي، ليسرد قصته على المستمعين مباشرة على الهواء.
تبدأ رحلة “جمال عفينة” من عالم تسوده الفوضى، حيث يجد نفسه وحيدا في قرية هجرها أهلها ليقرر الذهاب إلى المدينة لكسب قوت يومه، وهناك سيلتقي بـ”نورا” (صونيا عكاشة) حب حياته.
يحصل “جمال عفينة” على فرصة الهجرة إلى أمريكا، معتقدا أن أحلامه سترى النور في بلاد العم سام، حيث يمتهن الفن ويعمل في المسرح والموسيقى، لكنه يتعرض لمضايقات كثيرة، بسبب نظرة الأمريكيين للعرب كإرهابيين ومجرمين.
أمام هذا الوضع سيجد “عفينة” نفسه هائما في عالم شارف على النهاية، عالم تعمه الفوضى والحروب والصراعات، لينتهي به المطاف بالرحيل إلى عالم آخر أشار إليه مخرج الفيلم بالموت.
الفيلم حسب منتجته لمياء الشرايبي تم تصويره على امتداد ثلاث سنوات بفضاءات مختلفة بكل من المغرب وفرنسا وإيطاليا وصربيا وكلفت ميزانيته حوالي مليار ونصف مليار سنتيم، رغم أنه يصنف ضمن أفلام سينما المؤلف التي تكون ميزانياتها في الغالب محدودة.
يشار إلى أن الشريط من بطولة عزيز داداس، ومحمد الزواوي، وصونيا عكاشة، وكمال كاظيمي، وسحر الصديقي، ويونس بن زاكور.
جاء “كيليكيس.. دوار البوم” لعز العرب العلوي ضمن اختيارات عشرة مشاركين في التصويت بوأته الموقع الثالث.
وكان “كيليكيس.. دوار البوم” شارك في العشرات من المهرجانات الدولية خلال السنة المنصرمة وحصل على جوائز عديدة كجائزة الإخراج من مهرجان وهران للسينما العربية وأفضل إنتاج فني ضمن مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط (المسابقة الرسمية) لمهرجان الاسكندرية قبل أن يوزع في القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من 19 شتنبر الأخير.
ويعتبر فيلم “كيليكيس..دوار البوم”، الفيلم الثاني للمخرج عز العرب العلوي، بعد فيلمه “أندرومان..من دم وفحم”، ويحكي قصة قرية نائية في الأطلس الكبير تتاخم قلعة عسكرية ينقل إليها سرا مجموعة من المعتقلين السياسيين، لتبدأ فصول معاناة لا تقتصر على المعتقلين بل تشمل القرية نفسها التي يبدو كما لو أصيبت بلعنة جماعية. وبذلك فإن الفيلم يغني التراكم السينمائي الوطني في مجال سينما الذاكرة التي تتناول ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من زوايا مختلفة.
كتب سيناريو الفيلم عز العرب العلوي لمحارزي، وتولى إدارة التصوير اليوناني أندرياس سينانوس، وهندسة الصوت كريم الروندة ، بينما ألف الموسيقى الأصلية عادل عيسى، والمونتاج غزلان أسيف. وشخص أدوار الفيلم كل من محمد رزين وأمين الناجي وحسن باديدة وكمال كاظمي ونعيمة المشرقي وراوية وأسماء الساوري ومحمد بوصبع ومحمد الصوصي العلوي وكنزة فريدو وجمال لعبابسي ومحمد طوير الجنة وحميد نجاح وغيرهم.