من أقوى لحظات المهرجان.. تكريم خاص لفاطمة عاطف وماستر كلاس للشرايبي ولقاء مفتوح مع سيجلماسي
بيت الفن
حصد فيلم “مرشحون للإنتحار” للمخرج حمزة عاطفي، أمس الأحد، خلال حفل اختتام مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، المنظم ما بين 20 و22 دجنبر الجاري، الجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي في دورته الثامنة، وحصل الفيلم على مبلغ مالي قدره 10 آلاف درهم.
كما فاز فيلم “أغنية البجعة” من إخراج يزيد القادري بجائزة الإخراج وحصل على مبلغ مالي قدره 6 آلاف درهم، وفاز فيلم “فيلسوف” من إخراج أفضيل عبد اللطيف بجائزة السيناريو وحصل على جائزة مالية قدرها 4 آلاف درهم.
ويحكي فيلم “مرشحون للإنتحار” عن قصة شخصية العربي خزوزو، وهو رجل مهمش يائس يقدم نفسه للتضحية، حيث أن الدولة وكالمعتاد تمنح لـ 5 في المائة من سكانها فرصة للتضحية من أجل المصلحة العامة، وفي كل مدينة توجد بناية تدعى “دار التضحية”، تستقبل المرشحين للإنتحار.
ونوهت لجنة تحكيم مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي المنظم من طرف جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح، والمكونة من سعد الشرايبي رئيسا، والشاعر عبد السلام المساوي، والفنانة فتيحة الوتيلي، والفنانة جيهان كمال، والناقد والكاتب محمد مجاهد أعضاء، بفيلم “الهدية” من إخراج طارق رسمي، نظرا لاستغلاله الموفق للرمزية في اللغة السينمائية، وفيلم “النزال الكبير” إخراج سلوى الركراكي، لتوفره على قوة التعبير الدرامي، وفيلم “الشانطي” للمخرج محمد أومية، لتناوله موضوع المرأة القروية بطريقة مبتكرة هادفة.
كما سجلت لجنة تحكيم مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، الذي اختار شعاره الدائم “لنتواصل سينمائيا”، على مستوى اختيار الأفلام، تنوعا في الموضوعات المقترحة مع وجود مستوى فني محترم، وعلى مستوى انتقاء الأفلام للمسابقة الرسمية، ودعت اللجنة إلى دعم هذا المهرجان الذي يَعِد بالكثير، كما سجلت اللجنة محدودية عدد الجوائز بالنسبة لعدد الأفلام المتبارية.
تكريم فاطمة عاطف
شهد حفل اختتام أيام فاس، تكريما خاصا للممثلة المغربية المقتدرة فاطمة عاطف، التي كانت بدايتها منذ ثلاثة عقود في مجموعة من الأدوار التي تألقت في أدائها ونالت عنها جوائز مع أو خارج “فرقة الشامات” بمكناس، والتي ساهمت في وضع لبناتها الأولى واشتغلت مع أفرادها لمدة زمنية ليست طويلة.
وتتميز فاطمة عاطف بأدائها القوي والتلقائي، فهي تشخص أدوارها المختلفة والمركبة أحيانا بصدق وتمكن، لأنها موهوبة أولا ومتخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ثانيا، وسجلت حضورا لافتا في أفلام سينمائية وتلفزيونية.
وقال الممثل هشام الإبراهيمي في شهادة في حق الفنانة فاطمة عاطف، إنه تعرف عليها منذ نحو ثلاثة عقود، حيث تمثل الفنانة الجيل الأول من الممثلات اللواتي تلقين تكوينا أكاديميا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، مؤكدا أنها ممثلة قوية بإحساسها وإبداعها، كما أنها متميزة في تمثيلها وحياتها الشخصية، ويأمل أن تشاركه قريبا التمثيل في أحد أفلامه التي سيقوم بإخراجها.
ووصف المخرج المسرحي حسن علوي مراني من جهته، الممثلة فاطمة عاطف بالممثلة المخضرمة المتمكنة من أدوارها وأدوات التشخيص الدرامي، كما أنها ممثلة مختلفة عن باقي الممثلات وتتوفر على نمط خاص بها، كما أنها تحترم أدوارها.
وعبرت الممثلة المغربية فاطمة عاطف ابنة مدينة مكناس في كلمة لها بالمناسبة، عن سعادتها بهذه الإلتفاتة النبيلة من طرف إدارة مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، مؤكدة أنها ممثلة قوية وتلقائية في نفس الوقت، داعية الممثل هشام الإبراهيمي إلى تحضير السيناريو فهي مستعدة للتمثيل.
ماستر كلاس سعد الشرايبي
قدم المخرج المغربي سعد الشرايبي في مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، ماستر كلاس للمخرجين الشباب، دعا الشباب فيها إلى ضرورة المحافظة على ثلاثة قيم أساسية والتي تتجلى أساسا حسب تعبيره في حب السينما، والتوفر على رؤية شخصية، والإقتناع بمشاريع الأفلام التي ينجزها الشباب أنفسهم.
وشدد سعد الشرايبي، في حديثه المفتوح مع الشباب سلط فيها الضوء على تجربته، على ضرورة عدم الإقتداء بتجربته بقدر بل النهل من الإيجابي منها، وبالتالي الإستفادة من هذه التجربة وتأسيس تجارب جديدة للجيل الحالي.
وولد سعد الشرايبي بمدينة فاس، تخصص في الطب وتابع دراسته بمدينة الدار البيضاء قبل الانتقال إلى فرنسا من أجل استكمال دراسته بجامعة فانسين، وقد أخرج في بداية مسيرته الفنية ثلاث أفلام قصيرة: “بوعادل من حياة قرية”، و”كلمات وتعابير”، و”غياب”.
لقاء مفتوح مع أحمد سيجلماسي
دعا الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي في لقاء مفتوح معه حول موضوع “تسويق الفيلم القصير، الإكراهات والحلول المقترحة” إلى ضرورة إخراج بشكل عاجل سياسة شمولية للقطاع السينمائي، تنظر للقطاع بجميع جوانبه (الاستغلال، التوزيع، الإنتاج، العرض…
وأكد الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، أن ليس هناك حلول سحرية بدون إخراج سياسة سينمائية، وإلا فإن الوضع سيظل على ما هو عليه، ودعا الناقد السينمائي من موقعه إلى ضرورة تكتل المخرجين الشباب من أجل المطالبة بخلق فرص لعرض أفلامهم، كما دعا إلى البحث والتفكير في صيغ جديدة للتوزيع والتسويق.
وأشار الناقد السينمائي، إلى أنه في غياب سياسة سينمائية شمولية سيعقد الوضع أكثر، وسيظل الفيلم القصير والطويل مهمشين، وذلك في غياب أي صناعة سينمائية بالمغرب، حيث أن الواقع العملي أفرز تجارب سينمائية للأفلام القصيرة والطويلة، في حين أن الفيلم الوثائقي حظوظه في التسويق بعيدة جدا.
وتحدث الناقد السينمائي في مداخلته، عن الوضع الحالي للسينما بالمغرب بعد أن تقلصت دور العرض من 247 قاعة سينمائية في ثمانينيات القرن العشرين إلى 32 قاعة سينمائية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تراجع عدد الموزعين من 40 إلى ثلاثة أو أربعة موزعين بالمغرب، وضعف الجمهور…
وشدد الناقد السينمائي في حديث موجه للمخرجين الشباب، إلى ضرورة التفكير في طرق جديدة لتوزيع وتسويق أفلامهم من خلال استغلال فرص شبكة الأنترنيت، كما دعا الناقد أحمد سيجلماسي، إلى ضرورة إحداث في كل جهة قاعة للفن والتجريب من أجل منح الشباب فرص لعرض أفلامهم واللقاء مع الجمهور.