فيلم من بطولة داداس..الزواوي..كاظيمي وسحر الصديقي
بيت الفن
شرعت القاعات السينمائية المغربية في عرض فيلم مغربي جديد بعنوان “جمال عفينة” من إخراج ياسين ماركو مروكو، وبطولة عزيز داداس، ومحمد الزواوي، وصونيا عكاشة، وكمال كاظيمي، وسحر الصديقي، ويونس بن زاكور.
وتدور أحداث الفيلم، الذي يعد أول تجربة روائية لمخرجه، في عالم يعاني من الاضطرابات جراء ندرة المياه، حيث يقدم “شيرمان” (عزيز داداس) برنامجه الشهير “الصباح القاتم” الذي يلقى متابعة شعبية كبيرة، خصوصا أنه يستضيف مسؤولين كبار ويستفز المستمعين، ويصفهم بالفاشلين والسلبيين.
لا يتوانى “تشير مان” كل صباح في تذكير المستمعين بقرب نهاية العالم، لذلك سيختار واحدا من الكادحين لاستضافته في برنامجه الشهير، حيث سيقع اختياره على “جمال عفينة”، الشخصية الرئيسية في الفيلم التي يجسدها محمد الزواوي، ليسرد قصته على المستمعين مباشرة على الهواء.
تبدأ رحلة “جمال عفينة” من عالم تسوده الفوضى، حيث يجد نفسه وحيدا في قرية هجرها أهلها ليقرر الذهاب إلى المدينة لكسب قوت يومه، وهناك سيلتقي بـ”نورا” (صونيا عكاشة) حب حياته.
يحصل “جمال عفينة” على فرصة الهجرة إلى أمريكا، معتقدا أن أحلامه سترى النور في بلاد العم سام، حيث يمتهن الفن ويعمل في المسرح والموسيقى، لكنه يتعرض لمضايقات كثيرة، بسبب نظرة الأمريكيين للعرب كإرهابيين ومجرمين.
أمام هذا الوضع سيجد “عفينة” نفسه هائما في عالم شارف على النهاية، عالم تعمه الفوضى والحروب والصراعات، لينتهي به المطاف بالرحيل إلى عالم آخر أشار إليه مخرج الفيلم بالموت.
الفيلم حسب منتجته لمياء الشرايبي تم تصويره على امتداد ثلاث سنوات بفضاءات مختلفة بكل من المغرب وفرنسا وإيطاليا وصربيا وكلفت ميزانيته حوالي مليار ونصف مليار سنتيم، رغم أنه يصنف ضمن أفلام سينما المؤلف التي تكون ميزانياتها في الغالب محدودة.
وأجمع النقاد على قوة الفيلم شكلا ومضمونا وعلى تشريفه للفيلموغرافيا السينمائية المغربية بما تميز به من انسجام بين عناصر التعبير فيه من تشخيص وموسيقى وتصوير، فضلا عن أن مضامينه ذات العمق الإنساني قد مست جوانب عدة من وجود وحياة الإنسان وتضمنت تأملات في الحياة والموت والطبيعة الإنسانية من خلال القضايا الكونية التي طرحها والرسائل التي سعى مخرجه إلى تمريرها حول الحرية والحب والماء والبساطة.
وحسب الناقد أحمد سيجلماسي فإن “الفيلم، الذي أنجز بمواصفات عالمية، عرض وحصد ولازال يعرض ويحصد الجوائز داخل المغرب وخارجه، بفضل الشحنة الإبداعية الملحوظة فيه على عدة مستويات، م يؤهله للفوز بجائزة أو أكثر من الجوائز المخصصة لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الثانية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي المنظم (من 18 إلى 25 أكتوبر 2019)”.
وتجدر الإشارة إلى أن “جمال عفينة” شارك في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي بعمان، والدورة الـ20 للمهرجان الوطني للفيلم، حيث حصد 4 جوائز ويتعلق الأمر بجائزة العمل الأول، وجائزة السيناريو لياسين ماركو ماروكو ومهدي الخودي وعايدة زغاري، وجائزة التصوير من خلال مدير التصوير لوكا كواسين، وجائزة الموسيقى التصويرية للموسيقي ريشارد هوروويتز، كما شارك في مهرجان الفيلم العربي بالدارالبيضاء، حيث توج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.