جوائز موازية لمسابقة قرطاج الرسمية

تتويج مغربي بـ4 جوائز موازية لمسابقة قرطاج الرسمية

بيت الفن

حصدت السينما المغربية 4 جوائز موازية للمسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي، الذي ستختتم فعالياته ليلة غد السبت بتونس العاصمة، ويتعلق الأمر بجائزة الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي للفيلم الروائي “آدم” لمريم التوزاني، وجائزتي قرطاج للسينما “الواعدة”، و”هكا” للتوزيع للفيلم الوثائقي “السفر الأخير” للطيفة أحرار، وجائزة سينفيليا لفيلم “شابة” لياسمين بن عبد الله.

:وذهبت جائزة الفيدرالية الدولية للصحافة السينماتوغرافية لفيلم “ستموت في العشرين” لأمجد ابو العلاء (السودان)، وجائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لمساعدة الإخراج الأولى لفيلم “نورة تحلم” سوسن الجمني (تونس).

واستطاع الفيلم الروائي “آدم” لمريم التوزاني استقطاب أعدادا غفيرة من جمهور أيام قرطاج السينمائية 2019 أثناء عرضه بمسرح الأوبرا الذي يحتضن عروض الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة المشاركة في المسابقات الرسمية في الدورة الثلاثين لأيام قرطاج السينمائية.

في 98 دقيقة استطاعت المخرجة المغربية مخاطبة العقول والقلوب، من خلال مشاهد مؤثرة ومعبرة ساعدت على تسلسل أحداث الفيلم بدقة متناهية.

تلعب الممثلة المغربية نسرين الراضي في فيلم “أدم” دور “سامية” الأم الحامل بابن غير شرعي، الذي مثل عائقا بالنسبة لها لمواصلة حياتها وسط عائلتها المحافظة.

تحاول “سامية” الهروب من عار الأسرة والأهل وتلتجأ إلى دق منازل الناس قصد العمل عندهم والتستر على نفسها لكن أغلب الأبواب أغلقت في وجهها وظلت وحيدة في الشارع. لكن سرعان ما تتغير الأحداث وتجد الشخصية الرئيسية من يساعدها على حمل هذا العبء الثقيل عليها، حيث التقت “سامية”ب”عبلة”، وهي أرملة تعيش صحبة طفلتها في منزل بسيط بالدار البيضاء (المغرب)، قبلت أن تأويها عندها والتستر عليها بعد أن حركت فيها مشاعر الشفقة والرحمة.

وتدور أحداث الفيلم بالأساس في منزل “عبلة” المرأة الكادحة والمجتهدة التي تعمل كل يوم في صنع الخبز المغربي من أجل كسب قوتها وتعليم ابنتها الصغيرة.

تلبس “عبلة” الأسود ولا تهتم بنفسها وبأنوثتها حدادا على زوجها الراحل وهو الشيء الذي دفع “سامية”، بالرغم من معاناتها وآلامها العميقة، إلى بذل قصارى جهدها لإخراجها من قوقعتها والانفتاح مرة أخرى على الحياة. وقد بدأت بوادر التغيير تظهر على “عبلة” التي حاولت إقناع الشخصية الرئيسية بعدم التخلي عن “وليدها” مهما كانت الظروف فالأمومة غريزة قوية جدا لا يمكن التحكم فيها،وبالفعل لم تستطع الشخصية الرئيسية نفر رضيعها بعد ولادته لمدة طويلة، وضمته إلى حضنها بمشاعر جياشة تمزج بين الحب والإحساس بالذنب، جسدتها المخرجة وكاتبة السيناريو مريم التوازني، في مشهد مؤثر ومحبوك تقنيا.

هو عالم نسائي بامتياز نسجته مريم التوزاني في فيلمها “آدم” الذي تبرز فيه قوة المرأة المغربية وقدرتها على تحمل أعباء الحياة في حياتها وتحملها مسؤولية أفعالها.

وتجدر الإشارة إلى أن المخرجة غيبت تقريبا ظهور الرجل، وكأنها أرادت أن تقول عبر هذا العمل السينمائي أن المرأة ليست كائنا ضعيفا وهي إنسان واع  ومسؤول يستطيع تجاوز الصعوبات من دون أن يكون الرجل الشرقي إلى جانبها أو على الأقل من دون أن يتسبب لها في المشاكل.

ورغم قسوة المجتمعات التي يغلب عليها نزعة الدين ووطأة العادات والتقاليد هناك دائما نافذة أمل في هذه الحياة وأناس يؤمنون بعمل الخير والرحمة منهم “عبلة” الشخصية الرئيسية الثانية لهذا الفيلم.

ينتصر”آدم” في النهاية لقيم الإنسانية كحب الحياة والأمومة والصداقة التي بدأت تنعدم عند بعض الأشخاص.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

أيام قرطاج السينمائية تنطلق بمشاركة مغربية

المرجة الزرقاء لـ داود ولاد السيد ينافس على جوائز الأفلام الطويلة وفيلم شيخة لـ أيوب …