سلا: فاطمة الزهراء الأمراني
احتضنت سينما هوليود بسلا، نهاية الأسبوع المنصرم، العرض ما قبل الأول لفيلم “الموؤودة” بحضور مخرجه المغربي محمود فريطس، ومنتجته وبطلته، سلمى حبيبي وجل المشاركين في الشريط الجديد ممثلين وتقنيين.
استهل المخرج كلمته بتقديم المشاركين في فيلم “الموؤودة” من بينهم بطلة الفيلم سلمى حبيبي وهند ظافر وأسماء بنزاكور وكريمة وساط.
وقال محمود فريطس في كلمة أمام الحاضرين الذين انحصروا في أصدقائه وعشاق الفن السابع من سكان مدينة سلا وثلة من الصحافيين ورئيس جمعية أبي رقراق نور الدين اشماعو، إنه أرسل الدعوات للمقربين والتقنيين الذين تهمه ملاحظاتهم حول إخراج الفيلم وأنه لا يتلقى أي دعم لأفلامه وأن الفيلم من إنتاج شركة “حبيبي” للإنتاج الفني والإعلامي، مؤكدا أنه نظرا لظروف الإنتاج فهو في هذا العمل بالذات اعتمد على قوة السيناريو والجرأة في طرح الأحداث مع مراعاة شعور جمهوره بالابتعاد عن أي مشاهد خادشة للحياء.
وركز فريطس في كلمته على أن موضوع الفيلم يخص كل امرأة عربية تعرضت للتعنيف والتحرش و الإبتزاز لكن في صيغة مغايرة، وأضاف أن الجميع يسمع بقصص تحرش أو اغتصاب من رجال ينتمون لطبقات فقيرة معوزة تحكمهم ظروف الفقر والحاجة والإدمان إلى غير ذلك والأكثر من هذا أنهم يمارسون كل مكبوتاتهم في الخفاء، لكن في المقابل لا أحد يستطيع التحدث أو حتى التلميح لأولك الذين يمارسون شذوذهم على النساء في وضح النهار، دون خوف أو رادع، خاصة أنهم ذوي مناصب عليا في مجتمعاتنا العربية وذكر أمثلة كالأستاذ والشرطي والمحامي والقاضي ومدير السجن والطبيب ورجل الأعمال وحتى المخرج، لكن طبعا أكد أن هناك استثناءات وأن هناك رجالا شرفاء لا يعانون من هذا المرض الخبيث.
استطاع الشريط أن يأسر الجمهور لأكثر من ساعة ونصف من خلال عرض قصة تناولت موضوعا جريئا بكل المقاييس فسواء أردنا أم كرهنا هذا واقع تعيشه أغلب النساء وللأسف لا تستطعن البوح به لأنهن تؤمن تماما أنه لا يوجد من ينصفها، واستطاعت بطلة الفيلم سلمى حبيبي أن تقنع الجمهور بأدائها وأن تتقمص دور “حياة” بكل حرفية لدرجة أنها قررت التخلي عن شعرها تضامنا منها مع المرأة المعنفة.
تتمحور قصة الفيلم حول المعاناة التي تعيشها المرأة العربية منذ الولادة إلى الوفاة، وحتى في هذه الأخيرة لم تسلم من التعنيف و التحرش للأسف حقيقة يندى لها الجبين.
“حياة” الطفلة التي تعرضت لكافة أشكال الظلم والتعنيف في المحيط الأسري خاصة من طرف والدها الذي بدل أن يكون لها السند ويمنحها الأمان كان أول شخص ضحى بها وتسبب في معاناتها.
في الفيلم إشارة أخرى قوية تتمثل في أن الرجل المسلم الذي من المفترض أن يكرم المرأة ويحميها، هو أول شخص ينتهز أبسط فرصة لينقض عليها كثعلب جائع في حين أن الأجنبي الذي تمثل في “شخص” شارل صديق “حياة” المسيحي احترمها ولم يتحرش بها أبدا، بل دافع عن قضيتها وقضية كل امرأة عربية يمارس عليها العنف، ورفع قضيتها إلى منظمة دولية لحقوق المرأة، بيد أن أغلب الدول العربية الثرية منعت التصدي لهذه الظاهرة، وهنا تطرح الإشكالية و المفارقة الكبيرة فالإسلام جاء ليكرم المرأة وليس ليهينها، لكن طبعا لا نعمم فهناك عقول مريضة لا علاقة لها بما يدعو إليه ديننا الحنيف.
تتوالى أحداث الفيلم من خلال رصد كافة أشكال التعنيف والابتزاز والتحرش والاغتصاب التي تعرضت لها “حياة” من كل رجل ذا منصب وشأن بدءا بأستاذها وانتهاء بالقاضي الذي من المفروض أن يحكم بالعدل، لكنه ساومها على شرفها من أجل براءتها، حاولت جاهدة أن تحافظ على كرامتها وأنوثتها، لكن عبثا ولم تسلم من التحرش حتى في قبرها.