بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
الدار البيضاء: أحمد سيجلماسي
اختتمت الحصة الأولى من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان الدارالبيضاء للفيلم العربي بقاعة “إيدن كلوب” (الشاشة أ)، مساء السبت 19 أكتوبر الجاري، بعرض ومناقشة الفيلم الروائي المغربي الطويل “جمال عفينة” أمام جمهور كبير شده الفيلم من بدايته إلى نهايته، ورغم عدم حضور مخرجه ياسين ماركو مروكو فقد تم تقديم الفيلم ومناقشته بحضور منتجيه وثلة من التقنيين والممثلين، الذين اشتغلوا على امتداد ثلاث سنوات بفضاءات مختلفة بكل من المغرب وفرنسا وإيطاليا وصربيا وكلفت ميزانيته حوالي مليار ونصف مليار سنتيم، رغم أنه يصنف ضمن أفلام سينما المؤلف التي تكون ميزانياتها في الغالب محدودة.
وقد أجمعت كل تدخلات الجمهور الحاضر في المناقشة على قوة الفيلم شكلا ومضمونا وعلى تشريفه للفيلموغرافيا السينمائية المغربية بما تميز به من انسجام بين عناصر التعبير فيه من تشخيص وموسيقى وتصوير وغير ذلك. زد على ذلك أن مضامينه ذات العمق الإنساني قد مست جوانب عدة من وجود وحياة الإنسان وتضمنت تأملات في الحياة والموت والطبيعة الإنسانية من خلال القضايا الكونية التي طرحها والرسائل التي سعى مخرجه إلى تمريرها حول الحرية والحب والماء والبساطة …
إن هذا الفيلم، الذي أنجز بمواصفات عالمية، عرض وحصد ولازال يعرض ويحصد الجوائز داخل المغرب وخارجه، بفضل الشحنة الإبداعية الملحوظة فيه على عدة مستويات، الشيء الذي جعل بعض المتدخلين في مناقشته يرشحونه للفوز بجائزة أو أكثر من الجوائز المخصصة لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الثانية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي (من 18 إلى 25 أكتوبر 2019).
تجدر الإشارة إلى أن أفلام المسابقة الرسمية في يومها الأول قد شهدت عرض ثلاثة أفلام قصيرة هي تباعا: “الحبل السري” (من سوريا) للمخرج الليث حجو، “جايين” (من المغرب) للمخرج نبيل مروش، “عمى ألوان” (من مصر) للمخرجة منة إكرام، والفيلم المصري الروائي الطويل “يوم وليلة” للمخرج أيمن مكرم.
لم يحضر مخرجو الأفلام القصيرة، باستثناء المغربي نبيل مروش الذي قدم فيلمه معتبرا إياه نوعا جديدا من السينما، وهذا الفيلم المغربي الذي لم يكن مبرمجا من قبل ولا يتضمنه برنامج وكاتالوغ المهرجان هو من إنتاج سنة 2017 بدعم من المعهد الفرنسي. يذكر أن الفيلم المصري “يوم وليلة” قد تمت مناقشته مباشرة بعد عرضه الثاني بسينما “إيدن كلوب” (سبق عرضه جزئيا في حفل الإفتتاح بمقر جهة الدار البيضاء- سطات) بحضور مخرجه أيمن مكرم ومؤلفه يحيى فكري (كاتب السيناريو) ومنتجه، وقد نشط جلسة المناقشة الناقد المصري حسن، في حين نشطت جلسة مناقشة فيلم “جمال عفينة” الباحثة المغربية سناء.
تمحورت المداخلات والإجابات أثناء المناقشة حول التشخيص وإدارة الممثلين وفضاءات التصوير وطغيان الحوار والموسيقى على باقي أدوات التعبير السينمائي، كما تمحورت أيضا حول واقعية الفيلم والمعاناة اليومية لشخوصه المنتمين إلى مختلف الفئات الشعبية الكادحة من أجل ضمان لقمة عيش في زمن مصري صعب.
