بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
عبد الله أبو هبة
قال الفنان نعمان الحلو في تصريح لقناة (ميدي 1 تيفي) “المغرب مغربا ليس شرقا ولا غربا”.
وأضاف في تصريح له على هامش فعاليات المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية التي نظمتها وزارة الثقافية يومي الجمعة 4 والسبت 5 أكتوبر2019 بفندق (سوفيتل) حدائق الورود بالرباط، يفيد أن المغرب بحاجة إلى إشاعة ثقافة حقيقية في مواجهة استشراف ثقافة هجينة.
تصريح صاحب “المدينة القديمة” تعبير عن قلق كبير إن لم نقل حالة “الذهان الجماعي” جراء اجتياح “ثقافة معينة” على المقاس، مقابل ممانعة جبهة الثقافة المغربية الأصيلة المرتكزة على الإنسية المغربية المنفتحة التي تنطلق من “آن المغرب مغربا لا شرقا ولا غربا” بمعنى أنه لا مكان للاستلاب والاستغراب ولا مكان في الوقت نفسه للانغلاق والتقوقع على الذات”.
لقد انطلق نعمان لحلو من واقع حال “التيه” الذي نعيشه، جراء فقداننا البوصلة التي نهتدي بها لقيادة سفينتنا الثقافية وسط عباب بحر العولمة المتلاطم الأمواج، حالة تكاد تعبر عن شرخ مجتمعي، أو لنقل مواجهة بين جبهة الممانعة الثقافية وطابور التافهينالذي يسرت له كل السبل وعبدت له كل الطرق ووفرت له كل الإمكانيات المادية والإعلامية واللوجيستية لنشر “ثقافة الفاست فود”، مقابل الإقصاء عن سبق إصرار وترصد لكل ما هو ثقافي هوياتي يزاوج بين الخصوصية وضرورات الانفتاح التي لا ينكرها إلا جاحد.
وأحسنت وزارة الثقافة صنعا لما بادرت إلى مقاربة الصناعات الثقافية سعيا منها إلى أن الثقافة صناعة، ولكنها في نظرنا ليست ككل الصناعات، لأنها تختلف عنها بصناعتها للإنسان، واستثمارها الرأسمال اللامادي الذي لا يبور.
وحيث إنها كذلك، فإن هذه الصناعة تشكل رهانا مجتمعيا يوجب انخراط كل مكونات المجتمع فيه انطلاقا من مرجعية أساسية وهي أن “المغرب مغربا لا شرقا ولا غربا”..
