أحمد سيجلماسي

مهرجان الأرز للفيلم القصير.. عقدين من الأخطاء

مفارقات سينمائية..!!

أحمد سيجلماسي

بمناسبة انعقاد دورته الجديدة (الدورة 21) من 29 غشت إلى فاتح شتنبر 2019، نعيد إلى الأذهان بعض الملاحظات والتساؤلات المتعلقة بطبيعة هذا “المهرجان السوليمائي” وبرنامجه واختياراته وأشياء أخرى.

لم يفلح منظم مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران (كليا) وأزرو (جزئيا)، لحد الآن، رغم تجاوز مهرجانه سن الرشد (1998 – 2019)، في جعله تظاهرة سنوية محترمة شكلا ومحتوى. فطيلة عشرين سنة ظل السي عبد العزيز بالغالي يجرب ويغير في أسماء تظاهرته من ”مهرجان أزرو الصيفي للفيلم المغربي القصير” إلى ”مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بأزرو وإفران”، مرورا ب”مهرجان العالم العربي للفيلم القصير” و ”مهرجان سينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي” والبقية آتية ربما …

ورغم هذه الأسماء كلها ظل يدور في دائرة ضيقة وظل ثابتا في مكانه رغم تغير الوجوه المحيطة به (كديكور لا غير)، سنة بعد أخرى، في ”إدارة مهرجانه”، بسبب انفراده باتخاذ القرارات.

يرجع هذا الجمود والتحجر الملحوظين من طرف الجميع لسبب بسيط هو أن صاحبنا لا يملك تصورا واضحا لمهرجان قابل للتطور من دورة لأخرى. لقد راكم طيلة هذين العقدين من الزمان تجربة معتبرة من الأخطاء أصبحت حديث كل المنتديات المرتبطة بالسينما وثقافتها، فمن رؤساء لجن التحكيم الذين تغيبوا عن المهرجان قبل انطلاقه أو غادروه احتجاجا على طابعه الارتجالي لحظة افتتاحه أو مباشرة بعد انتهاء حفل الافتتاح نذكر على سبيل المثال المخرج حسن بنجلون والممثل رشيد فكاك (عضو لجنة دعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية سنتي 2018 و 2019) والمخرج ومدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي.. ناهيك عن العدد الكبير من النقاد والممثلين والمخرجين والإعلاميين الذين وافقوا مبدئيا على المشاركة في إحدى فقراته (تكريم، ندوة، ورشة تكوينية، لجنة تحكيم، توقيع كتاب…) لكنهم تراجعوا في آخر لحظة وقاطعوا المهرجان بعد أن علموا ممن سبق له حضور إحدى دوراته السالفة بخوائه الفني والثقافي وعدم احترافية تنظيمه وتحكم مديره والرئيس الأبدي للجمعية المنظمة له (جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بأزرو) في ”الشاذة والفاذة” بعلم وبدونه. ورغم نصائح واقتراحات ثلة من الأصدقاء وخصوصا المساهمين في تأسيس التظاهرة سنة 1998 من أجل التطوير فضل رئيس الجمعية المنظمة والمدير الأبدي للمهرجان أن يظل متشبثا باختياراته اللافنية واللاثقافية في الغالب .

لقد أصبح مهرجان عبد العزيز بالغالي معروفا عند السينفيليين بمهرجان السياحة والاستجمام، فكثير من ضيوفه المغاربة والعرب وغيرهم لا تغريهم لحضور بعض دوراته إلا فضاءات مدينة إفران الجميلة والخلابة وطقسها البارد أو المعتدل في فصل الصيف، أما ما عدا ذلك فخواء في خواء. ومن النكت التي أصبح يتندر بها المتتبعون القلائل لهذا المهرجان أن مديره يقيس نجاح كل دورة، ليس بعدد المستفيدين من ساكنة المدينة وضيوفها مما يتم تنفيذه من فقرات ثقافية وفنية وعروض سينمائية وغير ذلك، وإنما بمجرد حضور عامل الإقليم والوفد المرافق له. فكل دورة جديدة للمهرجان تعتبر ناجحة، بالنسبة لمديره، كلما حضرها العامل ومن يرافقه ومكثوا بعض الوقت بقاعة المناظرات للاستماع إلى كلمات حفل الافتتاح، فهل المهرجان ينظم للعامل ومن معه (يحضرون غالبا حفل الافتتاح فقط) أم لتنشيط المدينة ثقافيا وفنيا في عز الصيف وتوافد السياح المغاربة والأجانب عليها بكثافة ؟؟؟ وهنا نتساءل مرة أخرى: ما هي حصيلة مهرجان بالغالي طيلة عشرين سنة من التواجد؟ ما هي الكتب والمجلات والكاتالوغات التي أصدرها على سبيل المثال مقارنة مع مهرجانات أخرى من حجمه كمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر (15 دورة فقط) ومهرجان الرشيدية السينمائي (10 دورات فقط) وغيرهما ؟؟؟ وعلى ذكر الكاتالوغات فتكفي إطلالة سريعة على محتوياتها للوقوف على هشاشتها وأخطائها اللغوية والمطبعية والمعرفية العديدة… وما هي الأطر التي كونها لتضطلع بمهام التنشيط والتنظيم وتسيير الندوات وتأطير الورشات وغير ذلك من المهام ؟؟؟ فما يلاحظ هو أن أغلب مؤطري الورشات وأعضاء لجن التحكيم والمشاركين في الندوات وغيرها من الفقرات يتم استيرادهم من خارج مدينة إفران، التي تحتضن كل الأنشطة، باستثناء عرض يتيم في الهواء الطلق وأنشطة طفيفة تستفيد منها مدينة أزرو، التي يوجد بها مقر الجمعية المنظمة للمهرجان.

ما يلاحظ على دورة 2019 أن من بين مكرميها من لا علاقة لهم بالفيلم الدولي القصير، وهو تيمة المهرجان الأساسية، كالقاضية رشيدة أحفوض (من طاقم البرنامج القانوني التحسيسي التلفزيوني “مداولة”) والممثلة هند السعديدي (ذات الحضور المسرحي والتلفزيوني المشرف).. زد على ذلك أن أغلبية أعضاء لجنتي التحكيم (الفيلم القصير/ السيناريو) من المغاربة، علما بأن المهرجان يحمل صفة “العالمية” ؟؟؟ أما “قرية السيناريو” على امتداد أيام السنة فهي وهم جديد من الأوهام التي يسوق لها صاحب المهرجان.

برنامج عروض أفلام المسابقة والبانوراما وغيرهما غير معروف بدقة، لم تنشر لحد الآن عناوين الأفلام القصيرة والمتوسطة المبرمجة، باستثناء فيلم الافتتاح الوثائقي ” الزين” (50 دقيقة – 1997) للمخرجة يزة جنيني بمناسبة تكريمها إلى جانب أحفوض والسعديدي وأزكون. أما البرنامج العام، المطبوع في ورقة، فتجهل تفاصيله: الماستر كلاص (موضوعه ومنشطه؟)، ندوة “صورة المرأة داخل المشهد السينمائي: الوظائف والدلالات”(أرضيتها والمشاركون فيها؟)، نافذة على أفلام محمد نبيل وبعض الأفلام الفلسطينية (العناوين؟)، مسرحية “سوق النسا” لإدريس اشويكة، الورشات التكوينية… والسؤال العريض هو: هل سيتم الالتزام فعلا بهذا البرنامج العام المطبوع في ورقة بها أخطاء كثيرة أم أن تعدد فقراته في غياب أي انسجام بينها هو فقط لذر الرماد في العيون والاكتفاء كالعادة (غير المحمودة) بتنفيذ المقدور عليه في غياب إدارة حقيقية للمهرجان؟؟؟

هناك إذن فوضى غير خلاقة في هذا المهرجان، الذي أساء ولا يزال لسمعة مدينة تعتبر من بين أجمل مدن المغرب، فإفران في حاجة إلى مهرجان حقيقي في مستوى قيمتها وجمالها وعدد زوارها…

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“صمت الكمنجات”..3 تتويجات بالمغرب والكاميرون في يوم واحد

فوز فيلم آخر اختيار للمنتجة والمخرجة المغربية رشيدة السعدي بثلاث جوائز هي الجائزة الكبرى وجائزة السيناريو …