في رصيده حوالي 50 أغنية دينية
بيت الفن
يكاد محمود الإدريسي يكون المطرب المغربي الأكثر أداء للأغاني الدينية في المغرب، حيث أدى خلال مسيرته الفنية أزيد من 50 في مختلف المناسبات الدينية (رمضان المبارك عيد المولد).
وفي هذا السياق، قال الإدريسي إنه كان حريصا منذ بداية مساره الغنائي على أداء الأغاني الدينية، حيث أدى سنة 1970 أغنية “نبدى باسم الفتاح” من كلمات الراحل أحمد الطيب لعلج وألحان الراحل عبد القادر الراشدي، تلتها العديد من الأغاني الدينية، التي قدمها له الفنان عازف القانون الشهير الراحل صالح الشرقي، والملحن عبد القادر وهبي.
وأكد الإدريسي أن رصيده من الأغاني الدينية يصل إلى حوالي 50 أغنية من بينها يذكر الإدريسي “عشاق النبي” من كلمات لعلج وألحان الراشدي، و”حب الله” لجمال الدين بنشقرون، و”عبدت الله” لشكيب العاصمي، مشيرا إلى أنه تعامل مع كل الملحنين المغاربة المعروفين، إلا اثنين هما الراحل عبد الرحيم السقاط، وحسن القدميري.
وكشف الإدريسي أن من أسباب اهتمامه بالأغنية الدينية نشأته في وسط عائلي متدين، قائلا “كان والدي يشجعني على هذا اللون الغنائي، خصوصا أنه كان يتمنى أن أصبح عالما في العلوم الشرعية، بعدما درست القرآن، وحفظت 60 حزبا وأتقنت علم التجويد في سن الرابعة عشرة، لكن ولعي بالغناء فاق كل طموحاتي، خاصة حين أدركت سن البلوغ وهي مرحلة البحث عن الذات، بدأت أغني في حفلات نهاية السنة الدراسية لجيل الرواد الأوائل، ثم التحقت بالمعهد وبعده كان لي شرف الانضمام إلى المجموعة الصوتية التي كانت تضم في ذالك الوقت نخبة من كبار الفنانين أمثال محمد علي، والراحل المعطي بنقاسم، والراحلة لطيفة أمال، ومحمد بلبشير، ومحمد بن الطاهر، وعبد العالي الزروالي، ومحمد عفيفي، وشمس الضحى، والراحل محمد الحياني، كما كان ينضم إليها بين الفينة والأخرى، الراحل أحمد الغرباوي”.
يقول الإدريسي “المجموعة الصوتية كانت بمثابة معهد للتكوين، إذ تعلمت الانضباط، والانسجام، وتشبعت بروح العمل الجماعي، كما تمكنت، من خلال عملي إلى جانب مطربين كبار من صقل موهبتي وتمرين صوتي على مختلف المقامات الموسيقية الصوتية كانت بمثابة مدرسة فنية بامتياز”.
ويضيف الإدريسي أن ما شجعه أكثر على هذا اللون تشجيعات أصدقائه من الفنانين، خصوصا الرائدين في هذا المجال كلمة ولحنا الرحلين الراشدي ولعلج اللذين أمداه بأشهر أغانيه “عشاق النبي” و”نبدى باسم الفتاح”.
وعن سر ازدهار الأغنية الدينية في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم قال الإدريسي إن السر كان يكمن في اهتمام الإذاعة الوطني بالأغنية المغربية بمختلف أصنافها، مشيرا إلى أن المشرفين عن الإذاعة كانوا يستعدون لكل المناسبات الدينية، خصوصا شهر رمضان بمجموعة من الأغاني الدينية الجديدة.
وتحسر الإدريسي على آلت إليه الأمور الآن من تراجع بسبب انحسار دور الإذاعة الوطنية في الإنتاج، وانتشار منتجين خواص لا يسعون سوى للربح المادي الذي تذره الأغاني الشعبية والشبابية الخفيفة.