قالت إن التتويج يفسر مرحلة النضج الثقافي المغربي على المستوى الدولي
بيت الفن
تألقت الفنانة التشكيلية المغربية حياة السعيدي في البينالي الدولي للفنون المعاصرة، الذي نظم أخيرا، بمتحف كونزاكا التاريخي في إيطاليا، إذ حازت على جائزة فنان سنة 2019 أمام 400 فنان محترف من مختلف بلدان العالم.
وافتتح البينالي بحضور ثلة من الشخصيات الثقافية والفنية ونقاد الفن يتقدمهم الناقد الشهير، فيكتوريو سكاربي.
واستمع الحضور المتنوع من نساء ورجال الصحافة والمهتمين بالشأن الفني العالمي، لكلمة للناقد الجمالي الكبير، دافريو، استعرض فيها تاريخ الفنون المعاصرة، إلى جانب التقائه بالفنانين المشاركين في المتحف من أجل الوقوف على تجارب كل فنان وفنانة على حدة.
وحضرت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وتحديدا التلفزيون الإيطالي، الذي بث مراسيم الحدث الفني، حيث قدمت الفنانة التشكيلية المغربية، حياة السعيدي، عملها الموسوم “ألوان المغرب” الذي حصد جائزة فنان السنة في البينالي الدولي 2019. ضاربة المثل بالتقدم والرقي الذي تشهده المرأة المغربية في شتى المجالات، سواء الثقافية أو الفنية والإدارية، كما أن هذا التتويج يفسر مرحلة النضج الثقافي المغربي على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق قالت حياة االسعيدي لوسائل الإعلام التي حضرت لتغطية الحدث العالمي، إنها “سعيدة جدا بهذا التتويح المستحق”.
وأضافت أن لوحة “ألوان المغرب” تتحدث عن بلدي، وتعرف بمجهود المرأة المغربية الفنانة، التي برهنت عن كفاءتها وحضورها اللامع في كل المجالات”.
جماليا ارتبطت الفنانة التشكيلية حياة السعيدي التي راكمت تجربة صباغية تمتد إلى 30 سنة، بالمفهوم الجميل للفنون التشكيلية في أبعادها النسوية.
في مقتربها الفني هوس باللون وملكة السرد في مصالحة جميلة مع الذات والآخر. كل عمل فني بمثابة سجل تعبيري يصوغ مرآته الكبرى بصخب الألوان وشفافيتها، حاملا معه فتنة الترحال وعبق الذاكرة والتاريخ.
إنها ترسم الفضاء المتخيل بحكاياه ومعانيه الظاهرة والباطنة. فهي تنسج على غرار الفنانين الذين انصهروا في الفنون التشكيلية المعاصرة، فهي واحدة من الفنانات العربيات القلائل اللواتي حملن هموم المرأة. فهي تنتصر بكل اللغات للمرأة الفنانة، السعيدي مقتنعة تمام الاقتناع بأن الإبداع ذاكرة الإنسان وعالمه. هكذا، تحتضن كل لوحة فيضا متواليا من الأمكنة والأزمنة الماضوية التي تثير إحساسنا ووعينا الجماليين وتلغي الحدود الفاصلة بين أقيسة الهنا والآن والنحن. إنها تجعل من الحياة حيوات ومن الفضاء فضاءات دون أن تسقط في مغبة التكرار ومآزق التنميط والاستنساخ.
في مقامها البصري، تصبح اللوحة محيطا لا ضفاف له. فهي تخاطب حسنا المشترك وتؤسس للغة تعبيرية ذات بلاغة تسجيلية آسرة. تنهض آثارها المشهدية كمتاهة رمزية في أزمنتنا المفقودة.
انتصرت السعيدي للجانب المضيء في ذاكرتنا المنسية، وأرخت بالريشة والصباغة للمرأة في كبريائها وانكسارها وآلامها وأفراحها.
فلا غرو ان تكون صاحبة “ألوان المغرب” واحدة من الفنانات اللواتي أمن أن اليد الأولى التي نحتت في الصخور ورسمت في أجواء الكهوف هي ذاتها، التي ترسم بأسلوب مغاير، لكن الاستمرارية والنضج هما السبيل لقطف ورود النجاح، أمام أعتى الفنانين الذين مهدوا الطريق أمام الفن المعاصر.