الهواري غباري*
كان يمكن أن يكون الأمر عادي وان تحكي لطيفة رأفت بكل صدق عن حملها، دون حاجة للكذب وأن ينخرط الجميع في أكذوبة عنوانها “إرادة الله” وليس إرادة العلم، كان يمكن أن نجعل من حمل لطيفة رأفت أملا للنساء اللواتي تجاوزن سن انقطاع الحيض ليعرفن أن هناك إمكانية طبية للفرح بالأمومة يمارسها نساء في الدول المتطورة والدول التي تسعى لصالح أفرادها، حيث الإجراءات الطبية باهظة التكاليف تتحملها الدولة وهناك إطار قانوني يضمن هذا الحق ولا وجود لأي فتوى تحرم أي إجراء طبي يسعى الحصول على طفل لفائدة عائلة لم يحالفها الحظ للفرح بقدومه، هناك إمكانية للحمل بالاعتماد على تقنية الحقن المجهري، التي تضم طرقا عديدة ومتنوعة مكنت حتى الأزواج المثليين من ضمان حقهم في الأمومة والأبوة وحقهم في تربية الأطفال.
عوض استغلال حمل لطيفة رأفت للاحتفال بالعلم ومعجزاته انطلقت حملة التخلف بمباركة الإعلام المتخلف للبحث عن معجزة لا وجود لها والدعاية لمريم عذراء أخرى في بلد اختفى منه الأطباء والحكماء.
*كاتب وشاعر ومخرج مغربي