زينب بنيس

الفنانة التشكيلية زينب بنيس تعرض لوحاتها بالدارالبيضاء

معرض يندرج في إطار دعم “سوآرت غالري” للمواهب الشابة

في إطار انخراطه في مواكبة المواهب الشابة، يحتضن رواق “سوآرت غالري” بالدارالبيضاء، في الفترة الممتدة من 12 يونيو إلى 12 يوليوز 2019، ولأول مرة، معرضا لأعمال الفنانة زينب بنيس، تحت عنوان “على الخيط”.

ويتضمن المعرض، الذي سيفتتح يوم الأربعاء 12 يونيو 2019، لوحات كبيرة ومكثفة لبورتريهات شخصيات جلها نسائية، مرسومة وفق مقاربة فنية خاصة ومتميزة لهذه الفنانة العصامية الشابة.

ويعكس المعرض جمالية فضائية متلاشية، تعد ثمرة مرحلة انتقالية صعبة مرت بها زينب بنيس، التي بمجرد أن تشرع في الحديث عن نفسها، حتى ندرك بسرعة أن ما كان في البداية عبارة عن متنفس وملاذ تحول إلى ولع وشغف كاسح بعد أن ظل مدفونا لزمن طويل. فمن غير الوارد أن تتمخض تربية صارمة كالتي خضعت لها زينب بنيس عن مسار فني كبديل عن المسار النمطي التقليدي.

https://www.facebook.com/ziwipeasy/videos/775751509451414/

وحسب ورقة نشرها منظمو رواق “سوآرت غالري” حول المعرض (فإن “على الخيط”، معرض فني فريد يعطي من خلال لوحاته الكبيرة والمكثفة، التي تمثل بورتريهات غنية بالتعابير والانطباعات، والمقتبسة بشكل خاص من وجوه نسائية، حاولت زينب بنيس من خلال تلك اللوحات نقل مشاعرها المعقدة ونظراتها القوية والثابتة، والتي تشد الملاحظ بسحر جاذبيتها المغناطيسية).

تشتغل الفنانة على لوحات تبلورها عن طريق رش الحبر، دون حتى أن تلمسها. تستعمل الفنانة في أعمالها تقنية معاصرة حرة يطلق عليها اسم “الرسم بالتقطير”، التي من خلالها تعبر عن مشاعر وانطباعات ووجوه وأجساد، باللون الواحد، من أجل إعطاء عمق للأعمال الفنية، والتي تتراوح بين التمثيل السردي والتجريد الغنائي.

تشتغل زينب بنيس على الصباغة بكل حرية، جاعلة من الجسد والوجه مصدر مشاعر وأحاسيس خامة تذهب بها بعيدا إلى ما وراء الأعراف. ويهدف مشروعها، الذي يجمع بين الحزن والصدق والواقعية أو الغرائبية، إلى مشاطرة حقيقة ضائعة، والمتمثلة في الكلمات المسكوت عنها.

وصقلت الفنانة العصامية زينب بنيس تقنياتها مع مرور الوقت مواصلة البحث عن أشكال ومواد جديدة، مستكشفة إمكانا التعبير من خلال لوحاتها التي تدير وجهها عن الكتب المفتوحة والرسائل المكشوفة. فبالنسبة لهذه الفنانة الشابة، يعتبر الفن وسيلة للكشف عن ما لا يرى.

من خلال إبداعاتها تحاول البوح بالحوارات والهواجس الداخلية. وتدخل بها في عالم حيث يبدو أن كل ما محاه الزمن يعود للحياة مجددا. إنها أعمال مسكونة بالسؤال، تجعل الأحاسيس العميقة تطفو على السطح، تلك الأحاسيس المتمثلة في شغفها بالرسم، والتي ظلت مكبوتة لزمن طويل.

ولدت الفنانة زينب بنيس يوم 23 يونيو 1992 بالدار البيضاء، وبدأت مسارها المهني في مجال الأعمال، عبر الاشتغال لعدة سنوات في مجال التسويق والعلاقات العامة. ومنذ عامين، صادفت بنيس صعوبات صحية، أعاقت مسارها المهني التقليدي. غير أنه كما يقول المثل “رب ضارة نافعة”!.

فخلال هذه الفترة الصعبة، اتجهت زينب بنيس في البداية صوب الرسم، وقبل أن تحاول ولوج مغامرة التشكيل. اختارت مقاربة الفن التشكيلي كأسلوب علاج من أجل تجاوز تلك المرحلة الصعبة. ومن خلال متعة ممارسته اكتشفت زينب أن لديها ولعا حقيقيا وشغفا عميقا بهذا الشكل من أشكال التعبير الفني.

وشكلت سنة 2018 بالنسبة للفنانة سنة الكشف، كما كانت، أيضا، كانت سنة رفع تحدي التخلي عن طريق مرسوم سلفا من أجل التفرغ لما أصبحت تعتبره شغفا وولعا، وأصبح يكتسي بالنسبة لها طابعا حيويا، ألا وهو الفن التشكيلي، حيث تقول بنيس “بما أنني اتخذت قرار تغيير حياتي، فقد أصبح من غير الممكن بالنسبة لي أن أتصور شيئا آخر غير النجاح في رفع هذا التحدي”.

في شهر يناير 2019، التقت الفنانة بغزلان جسوس، مديرة معرض الفن “سوآرت غالري”، المؤسسة التي استقبلت في فضائها بالدار البيضاء، منذ عدة سنوات، فنانين كبار مرموقين مغاربة ودوليين.

وسرعان ما غمرت الفنانة صاحبة المعرض بأعمالها، التي تشهد على الطاقة الهائلة التي بدلتها كشخص منهمك في البحث عن نفسه طوال كل هذه السنوات، حيث تقول غزلان جسوس “لا يصبح المرء فنانا بالصدفة أم بالخطأ، بين عشية وضحاها… فالموهبة توجد عميقا وسط مورثاته، من هنا أهمية الطفرة التي توقدها. بالنسبة للفنانة زينب بنيس، فقد كان اكتشاف شغفها بالفن خلال أصعب لحظات حياتها”.

انطلاقا من مهمة “منصة الانطلاق”، التي آلت “سوآرت غالري” على نفسها الاضطلاع بها اتجاه الفنانين الشباب، قررت قاعة العرض تسليط الضوء على أعمال زينب بنيس، من خلال الكشف عن عالمها الداخلي، الذي يغوص عميقا في جمالية فضائية متلاشية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

أحمد المكاوي يدعم التشكيل بصيغة المؤنث في معرض “نظرات نسائية” بالدار البيضاء

“نظرات نسائية” معرض فني برواق المكتبة الوسائطية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء تنظمه جمعية …