فاطمة الزهراء اليماني

فاطمة الزهراء اليماني تعرض جديدها الفني بالمحمدية

بيت الفن

أحيت الفنانة التشكيلية العصامية، فاطمة الزهراء اليماني، يوم الأحد 21 أبريل 2019، بالمحمدية الذكرى التأسيسية الأولى للفضاء الإبداعي “فافا” (إقامة بفرلي هاوس المحمدية) تحت شعار “إبداع وتجديد”.

وتميزت وقائع هذه الذكرى بعرض منفرد للأزياء الفنية من تصميم مخيلتها الإبداعية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتراهن على التحديث والتجديد، إضافة إلى معرض لوحاتها الفنية ذات الأبعاد التعبيرية الموحية.

وقال نقاد جماليون إن الفنانة التشكيلية العصامية فاطمة الزهراء اليماني أبانت عن حس إبداعي مرهف خلال معرضها الفردي الأخير بمقر الرابطة الفرنسية المغربية بمدينة الجديدة.

فمنجزها البصري عبارة عن سجلات تعبيرية متتالية تتخذ من الوجوه الملغزة بؤرتها المشهدية دون السقوط في اجترار أي نموذج قبلي، فهي ليست فنانة مقلدة، ومنفذة موديلات، بل تحاول بطريقتها الخاصة سبر أغوار السرائر النفسية، مفصحة عن انطباعاتها الداخلية عبر معالجة تلوينية مقتضبة وموحية على شتى المستويات.

تحمل كل لوحة تعبيرية أبدعتها قريحة الفنانة فاطمة الزهراء اليماني رؤية جديدة في تضاعيفها مسكونة بسؤال التحديث الجمالي الذي ينصت بعمق لكل التحولات المعاصرة على المستوى الفكري والاجتماعي. إن منجزها التشكيلي معادل رمزي لعالم اللون والشكل معا في علاقة تفاعلية مع التداعيات الجوانية، الأمر شبيه بميكروكوزم داخل الماكروكوزم العام.

لقد أبدعت الفنانة فاطمة الزهراء اليماني لوحات لافتة ومحيرة تستمد وجودها من الأسرار الداخلية التي تسكن الكائنات والأشياء، همها الوحيد هو تقديم صياغة جديدة للأشكال / الألوان وللخطوط / الحركات خارج كل نمطية أو أحادية تصويرية. إن لغة هذه الفنانة الحالمة التي خبرت أعماق الوجوه الآدمية قريبة من مدرك المتلقي البسيط لأنها تعكس عبر جوانية الذات برانية العالم بكل هواجسه وهمومه الجمالية والمعرفية في آن معا. فهي من الفنانات المساهمات في الارتقاء بالأذواق والانتظارات عن طريق فن اختزالي  MINIMALISTE يقوم على الاقتصاد، والتشذير والإيحاء. هكذا، يصبح العمل التشكيلي لدى المبدعة اليماني موقفا شعبيا، وتعبيرا تلقائيا دون ادعاء أي قطيعة مع السائد والمعياري.

زاوجت هذه المبدعة بين قيم الأصالة والمعاصرة، مرجعها في ذلك هو الحاضر المتجدد والممتد مع الماضي، والمستشرف للمستقبل. يا لها من قوة حية تحمل ثقل الذات في صمتها الخفي، وتحاور عوالم الخيال والوجدان والذوق الذاتي.

إنها من الفنانات التشكيليات اللواتي درجن على البحث الدائب عن صيغة جمالية فريدة، مهووسات بنهج أسلوب صفائي  PURISTE يتسم بالتبسيط، والصفاء، والوحدة كما ذهب إلى ذلك الباحث ييف بوازفير.

في أحضان تجربتها التشكيلية، ندرك جيدا بأن الماضي ليس إرثا جامدا، بل هو خزان حافل بالبدائل والإبدالات، وغني بالتعبيرات والإشراقات. الكل يحتكم لقاعدة الذوق الجمالي الشخصي. من هنا، فكل لوحة أفق مشرع على تجارب وحساسيات: أفق بصري مغاير جعل من المصالحة رهانا ومن الجديد عنوانا، ومن الإبداع ترحالا لا ينتهي في أقاليم الوجوه المجازية بحثا عن الغرابة واللامألوف.

هذا هو سر افتتان فاطمة الزهراء اليماني بالوجه بوصفه تضعيفا  REDOUBLEMENT  للعلامة / الجسد أو بتعبير آخر علامة العلامة. فالوجه كالكلام مقيم في الحضرة الحيوية للذاكرة والروح  PSYCHE إنه العلامة الدالة على الكائن.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

أحمد المكاوي يدعم التشكيل بصيغة المؤنث في معرض “نظرات نسائية” بالدار البيضاء

“نظرات نسائية” معرض فني برواق المكتبة الوسائطية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء تنظمه جمعية …