بيت الفن
افتتحت مساء أمس السبت بفضاءات “باب الرواح” و”نوبليز غاليري” ورواق “محمد الفاسي” بالرباط فعاليات المعرض الوطني للفنون التشكيلية “أيادي النور”، التي تنظمها النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، والجمعية المغربية للفنون التشكيلية و”نوبليز غاليري” في الفترة من 6 إلى 27 أبريل 2019.
وتعكس تجارب “أيادي النور” في هذا المعرض الوطني تعدد الأصوات التي تعبر عنها نصوص بصرية وآفاق منبعثة من مصادر إلهام مختلفة.
ويعرض المعرض 86 لوحة، لفنانين من مشارب مختلفة، تتوزع بين رواق باب الرواح ورواق محمد الفاسي و”نوبليز غاليري”.
وتميز حفل الافتتاح بتقديم كتاب “أيادي النور”، الذي يقع في 224 صفحة، ويوثق للوحات المعروضة مع نبذة عن سيرة الفنانين المشاركين.
وأبرز ثلة من الفنانين التشكيلين، بمناسبة افتتاح المعرض أن المغرب يعرف دينامية ثقافية وفنية مهمة للغاية بفضل جيل جديد من الفنانين التشكيليين.
وقال رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، محمد منصوري الإدريسي، إن المعرض، الذي سينقل زواره في رحلة فريدة ومتفردة إلى عالم يتميز بالتنوع والثراء في مجال الفنون التشكيلية الوطنية، يروي التاريخ الألفي لبلد وحضارة عريقة، مشيرا إلى أن الأعمال المعروضة تشهد على ثراء وتنوع الفنون التشكيلية المغربية وتعكس التاريخ الألفي للمملكة.
وأكد الإدريسي على أن هذا الحدث الوطني، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، هو احتفال بالإنجازات التشكيلية المغربية التي تتميز بجودتها وكميتها.
ويرى المنصوري، رغم أن عمر التجربة المغربية في الفن التشكيلي لا يكاد يتجاوز قرن ونصف، إلا أنها راكمت العديد من الأعمال، من خلال تنوع أنماطها، واستيعابها لمختلف المراجع الجمالية عبر استخدام الدعامات المادية، والممارسات والتقنيات متعددة الأوجه.
وأضاف أن هذا المعرض، الذي يواصل إشعاعه على مدى شهر تقريب ا في مختلف أنحاء المملكة، يمثل فرصة للفنانين “للقاء وتبادل الخبرات” فيما بينهم، مشير ا إلى أن المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة الفنية بامتياز، ستحط رحالها بمدينة العيون.
من جهته قال الفنان التشكيلي عز الدين الهاشمي الإدريسي، “إن هناك جيلا جديدا قادما بأذواقه وتوجهاته واهتماماته”، مؤكدا على ضرورة تقديم المزيد من الدعم للفنون التشكيلية بغية إتاحة الفرصة للمواهب الجديدة للبروز.
وأضاف الهاشمي الإدريسي أن الفنانين المشاركين في هذا المعرض يمثلون كل التوجهات والمدارس التي تطبع المشهد التشكيلي الوطني، وتكرس لهذه الدينامية التي تميز الساحة الفنية المغربية.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أن “أيادي النور”، الذي يعتبر معرضا وطنيا فريدا ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل تكريما لمشروع الرباط العاصمة الثقافية للمملكة ومدينة الأنوار.
وفي السياق نفسه، قالت الفنانة التشكيلية والشاعرة ورئيسة رواق “نوبليز غاليري”، عزيزة القادري، إن “أيادي النور” هو عنوان يحمل في طياته رمزية كبيرة تشير إلى مختلف المواهب التي تعرض لوحاتها وتتقاسم تجاربها ومشاعرها وتاريخها.
وأضافت القادري أن “الفنان هو كائن إيجابي يتمثل دوره في توعية العالم، وتم إسناده مهمة نقل الجمال والتخفيف من تأثير مختلف المشاكل التي يعيشها المجتمع”، مسجلة أن “الفن يضطلع بدور انقاد الإنسانية وتهدئة العالم”. وأكدت الفنانة التشكيلية على ضرورة تعريف الأطفال بالفن ”لإنقاذ الأجيال الصاعدة من الإغراءات السلبية”.
وفي تصريح مماثل، أبرز الفنان التشكيلي الحسين طلال “التوازن الملاحظ على مستوى التيمات المعالجة من قبل مختلف اللوحات المعروضة في هذا المعرض”، مشيدا، في هذا الصدد، بتنظيم هذه التظاهرة الفنية “التي تساهم في النهوض بالفن والثقافة وفي إشعاع المملكة على المستوى الدولي”.
وأكد طلال أن هناك جيلا جديدا بدأ في ترسيخ مكانته على الساحة الفنية الوطنية، مسجلا أن هذا الجيل يعرب عن الكثير من السعادة والبهجة في الأعمال التي ينجزها.