“الميمات الثلاث..قصة ناقصة” قصة حب قوية تتحدى النكبات
بيت الفن
قدم المخرج سعد الشرايبي مساء أمس الخميس بالمركب السينمائي ميغاراما بالدارالبيضاء العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي الجديد “الميمات الثلاث..قصة ناقصة”، الذي سبق عرضه بمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، حيث نالت بطلته تنويها خاصا، كما تم عرضه بلمهرجان الوطني للفيلم في دورته الـ20.
وتميز عرض هذا الفيلم الجديد، الذي سيتم عرضه بشكل رسمي في القاعات الوطنية بدء من يوم الأربعاء المقبل العاشر من الشهر الجاري، بحضور مختلف المشاركين، فضلا عن الطاقم التقني للفيلم، وعدد من السينمائيين وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، والمدعوين.
ويحكي الفيلم، الذي يلعب دور البطولة فيه كل من صونيا عكاشة، ويونس بواب، وإيفان غونزاليس على مدى ساعتين، قصة ثلاثة أصدقاء (مليكة ومويس وماثيو) تختلف دياناتهم وأفكارهم، لكن تربطهم أواصر علاقة قوية منذ سن الطفولة والمراهقة، إلا ان الأحداث والتطورات السياسية التي يشهدها العالم تفرق بينهم، حيث سيترك مويس المغرب باتجاه إسرائيل وماثيو باتجاه فرنسا.
وترمز “الميمات الثلاث” في الفيلم، وهو من سيناريو سعد شرايبي وفاطمة لوكيلي، الثلاثي ((مليكة ومويس وماثيو)، الذين ولودوا في نفس اليوم والحي والمدينة، ورغم افتقاد بعضهم البعض من خلال رحيل كل واحد منهم، إلا أن القدر يشاء ان يجمعهم من جديد، تكريسا لروح الحب والصداقة والوفاء والإنسانية.
كما يقدم الفيلم، الذي جسد أدواره صلاح الدين بنموسى وفاطمة هراندي وفريد الركراكي وعبد الإله عاجل وسعيد باي، وآخرين، نوعا اخر من الفرجة السينمائية التي تسائل التاريخ والواقع والمجتمع بأسلوب فني ممتع ومشوق، يجعل من السينما رسالة إلى الملتقي، طرحا لسؤال الحياة والإنسانية، وبحثا عن حلول لـ”حماقات” هذا العالم.
ويتبنى مخرج “إسلامور” في هذا الفيلم، نوعا جديدا يمتزج فيه الخيال بالأرشيف التاريخي ويعيد فيه قراءة 50 سنة تمتد من نهاية الاستعمار وصولا إلى الربيع العربي.
وفي هذا الصدد، يرى المخرج أنه “بعد الربيع العربي، أصبحت تساؤلات الجذور وتأثيراتها تطرح نفسها بطريقة حتمية”.
وبهذا الفيلم يشير سعد الشرايبي إلى أنه تقمص الدور، الذي كان دوما يروقه وهو دور الشاهد الملتزم الذي لا يكف عن التساؤل عن عصره، رغم الإكراهات التي واجهته وفريق العمل في إخراج هذا المولود السينمائي الجديد إلى الوجود، والتي تمثلت بالأساس في صعوبة إيجاد بعض الوثائق والمعطيات التاريخية التي تؤرخ لبعض التطورات السياسية الإقليمية.
وأبرز الشرايبي أن من بين التحديات الكبرى، التي واجهها فريق العمل، التأكد والتحقق من صحة بعض المعلومات والمعطيات التاريخية، حتى تقدم للمشاهد في قالب صحيح ومضبوط، زيادة على بعض الإكراهات اللوجستية والمادية تتعلق أساسا بالديكور والتنقل بين عدد من الفضاءات والدول من أجل تصوير الأحداث في سياقاتها وقوالبها الصحيحة.
يشار إلى أن “الميمات الثلاث” هو الفيلم الروائي الطويل السابع لسعد الشرايبي بعد “أيام من حياة عادية” و”عطش” و”إسلامور” وثلاثية “نساء… ونساء” و”جوهرة بنت الحبس” و”نساء في مرايا”، إضافة إلى بعض الأشرطة القصيرة والمتوسطة التي أنجزها أو شارك في إنجازها طيلة مساره السينمائي.