بيت الفن
أجمع باحثون وخبراء ومهتمون بالمجال السينمائي، أمس الأربعاء بتطوان، على أن التمويل يأتي على رأس العقبات والتحديات التي تثقل كاهل السينما والسينمائيين في دولة فلسطين.
وأكدوا، خلال ندوة حول موضوع “مختلف أحوال السينما الفلسطينية”، والتي نظمت بمركز تطوان للفن الحديث، في إطار فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، أنه إذا كان عامل التمويل يعوق تقدم الإنتاج السينمائي في الوطن العربي عموما، فإنه يكتسي حدة أكبر بالنسبة للواقع الفلسطيني.
في هذا الإطار، قال المخرج والمنتج والمصور الفلسطيني، مؤيد عليان، في مداخلة له بالمناسبة، إن قطاع الإنتاج السينمائي، وبحكم الظروف السياسية الخاصة والمضطربة التي تعيشها فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يواجه صعوبات وإكراهات “تضاعف بكثير” تلك التي يعرفها الفن السابع في مجمل أقطار الوطن العربي.
وبعد أن لفت إلى ضعف الدعم الحكومي للإنتاج السينمائي في فلسطين وقلة تمويل الصناديق السينمائية المحلية والإقليمية، وكذا محدودية الإمكانيات التقنية واللوجستية المتاحة، شدد عليان على أن الجسم السينمائي والفني الفلسطيني ما انفك يقاوم بصمود كل العوائق والتحديات، مبرزا أن حجم الإنتاج السينمائي في بلده عرف تزايدا نسبيا خلال الأعوام الأخيرة.
وأشارت المخرجة والمنتجة الفلسطينية، ديما أبو غوش، بدورها، إلى الصعوبات التمويلية التي ما فتئت تعوق العمل السينمائي في فلسطين، مبرزة ضعف ونقص الإمكانيات التي تلقي كذلك بظلها على تطور القطاع إن على المستوى الكمي أو الكيفي.
وفي سياق ذي صلة مع القضية الفلسطينية، أوضحت السينمائية الفلسطينية، في مداخلة مماثلة، أن السينمائيين في فلسطين “واعون كل الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم من حيث التعريف بمشروعية القضية الفلسطينية”، مؤكدة أن الأمر لا يعني الانغماس في معالجة كل ماله طابع أو بعد سياسي وترك حكايات ويوميات الحياة البسيطة في فلسطين.
وتوقفت باقي المداخلات عند إشكالات ورهانات أخرى ذات الصلة، من قبيل الإكراهات المرتبطة بالدعم السينمائي الأجنبي، الذي غالبا ما يكون مشروطا ومقيدا، فضلا عن دور تنظيم المهرجانات في الدفع بعجلة الإنتاج السينمائي في فلسطين.
ويذكر أن السينما الفلسطينية هي ضيف شرف الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وهي حاضرة بقوة ضمن برمجة المهرجان، بما في ذلك عروض المسابقة الرسمية، والندوات والمحاضرات، بالإضافة إلى عروض وأنشطة موازية.
وقد أعد القائمون على الدورة الخامسة والعشرين لهذا العرس السينمائي المتوسطي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، برمجة غنية ومتنوعة تجمع بين عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات الموضوعاتية، زيادة على فقرات أخرى متعددة من قبيل “استعادة” و”خفقة قلب” وبرمجة خاصة بالأطفال.