من المنتظر أن يعرض 600 ألف عنوان في دورته الـ12
بيت الفن
تحتضن مدينة الدارالبيضاء، طيلة شهر أبريل المقبل، فعاليات الدورة الثانية عشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل، المنظمة تحت شعار “الثقافات الشعبية: هوية وتسامح”.
وعلى غرار الدورة السابقة (11) من المنتظر أن تشهد الدورة الجديدة (12) مشاركة 120 عارضا، يضعون رهن إشارة الزوار 600 ألف كتاب في جميع التخصصات، وباللغات (العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والروسية والعبرية).
وأوضح بلاغ للجمعية البيضاوية للكتبيين (الجهة المنظمة) أن هذه التظاهرة الثقافية تكرست كموعد وطني لالتئام عدد هائل من المثقفين والمبدعين من أجل الاحتفاء، طيلة شهر كامل، بالكتاب المستعمل، وتنشيط المعرض بعشرات العروض والندوات واللقاءات والمبادرات الرامية إلى التشجيع على القراءة واللقاء المباشر مع القراء من كل الفئات والأعمار والآفاق الثقافية .
وأضاف أن المنظمين سطروا برنامجا ثقافيا حافلا تمتد فقراته طيلة أيام المعرض، بمشاركة أسماء مرموقة من شتى مجالات الفكر والأدب، إلى جانب برنامج تواصلي يستهدف إعطاء إشعاع أكبر للمعرض يستهدف الهيئات الإعلامية والثقافية والمدنية وطنيا وعربيا ودوليا.
وحسب المنظمين، فإنه سيتم خلال هذه الدورة الثانية عشرة، طرح مشروع لإنشاء قرية للكتاب أو قرى الكتاب لتجميع الكتبيين في جميع المدن المغربية، وجعل تلك الفضاءات بمثابة نقط جذب ثقافية واجتماعية وسياحية، لتنضاف إلى البنى الثقافية الموجودة، وتجعل الكتاب جزءا من معمار تلك المدن ومن حياتها اليومية.
من جهة أخرى، يسعى منظمو المعرض أن يجعلوا من هذه الدورة منعطفا تاريخيا لهاته التظاهرة من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من العارضين من جميع جهات المملكة.
وقال رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، الجهة المنظمة للمعرض، يوسف بورة، إن التظاهرة تتميز بعرض كتب مستعملة نادرة ومهمة تغطي جميع التخصصات (علوم، تاريخ، فلسفة، اقتصاد، فن وفكر)، إضافة إلى كتب خاصة بالأطفال.
وأشار إلى أن دورة 2019 تكتسي أهمية بالغة مقارنة مع الدورات السابقة، بالنظر لتزايد عدد زوار المعرض خلال كل دورة، فضلا عن توسيع مجال تسويق الكتاب المستعمل، حيث وصلت المبيعات إلى 200 ألف كتاب، وهذا يعني، حسب بورة، أن دورة 2019 للمعرض ستشكل قفزة نوعية في ما يتعلق بعدد الكتب التي سيقتنيها الزوار، مؤكدا أن المعرض يروم تقريب الكتاب المستعمل من المواطنين بثمن زهيد يبدأ بدرهمين فما فوق، بغرض تشجيع القراءة.
وعن القيمة المضافة لهذه التظاهرة، أوضح بورة أن هاجس الكتبيين الأساسي يتجلى في المساهمة في رد الاعتبار للقراءة بشكل عام، وقراءة الكتب المستعملة بشكل خاص، في ظل مناخ ثقافة تطغى عليه المعرفة التي يتم تحصيلها من شبكة الأنترنيت.
وكانت الجمعية البيضاوية للكتبيين، الجهة المنظمة للمعرض، ذكرت في بلاغ لها، أنها بعد عدد من الاجتماعات التحضيرية والتنسيقية، التي أشرفت عليها تم الاتفاق خلال اجتماع ضم عددا من الجمعيات والفاعلين الثقافيين، على كافة الترتيبات الفنية والتنظيمية للدورة 12 من المعرض الوطني للكتاب المستعمل.
ويفسح المعرض، المنظم في درب السلطان أكثر أحياء مدينة الدارالبيضاء كثافة وشعبية، المجال للكتب والمجلات والمطبوعات النادرة التي لم تعد متوفرة في الأسواق، بما فيها كتب التراث والتاريخ، كما أنه يعطي إمكانيات استثنائية للحصول على الكتب الجديدة بأسعار رمزية.
ويزخر المعرض بكتب بمختلف اللغات المتداولة بالمغرب، وفي شتى مجالات الأدب وقضايا المعرفة والفلسفة والإسلاميات والطبخ والرياضة، تستهدف جميع الشرائح المهتمة بالقراءة، خصوصا الأطفال والشباب، الذين يقبلون كثيرا على المعرض.
ويعد المعرض الوطني للكتاب المستعمل، حسب المنظمين، من أهم التظاهرات الثقافية الوطنية، التي ترسخت كموعد ثقافي سنوي يقام في قلب الدارالبيضاء الشعبية، ويمكن من تحقيق تراكم نوعي وكيفي مشهود له به وطنيا وحتى في الخارج.
ويساهم الكتبيون في نشر المعرفة بأقل التكاليف، باعتراف عدد من الكتاب والأدباء، الذين أكدوا أنهم عثروا على ما ألهمهم في إنجاز بعض مؤلفاتهم في كتب اقتنوها من بائعي الكتب القديمة، كما أكد مثقفون وباحثون أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا الأثمنة الزهيدة والرمزية للكتب والمراجع والمصادر، التي يعرضها الكتبيون.